أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال كلمته بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قادة النصر، أن مصابيح المقاومة هم فخرنا وعزنا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أكد  خلال كلمته اليوم الأحد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قادة النصر أن مصابيح المقاومة " قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس "، هم فخرنا وعزنا.

ولفت​​ إلى أنه "في مثل هذا اليوم من كانون الثاني عام 2020 كانت هذه الحادثة الكبيرة والمفجعة والتي ستبقى خالدة في التاريخ بحجمها ومظلوميتها وتداعياتها وآثارها ونتائجها على كل المنطقة"، مشيرا إلى انه "يجب أن نعترف بفضل الشهداء ومعروفهم وعدم السكوت وأن نذكرهم للناس و​العالم​ وشعوبنا وأجيالنا وبتضحياتهم وبإنجازاتهم، ومن عناوين الوفاء تكريم هؤلاء الشهداء وتقديم الاحترام لهم وأن نشكرهم على ما قدموا وضحوا به".

 

مستوى التفاعل الشعبي الهائل والكبير مع الحادثة والاندفاع إلى الساحات في الكثير من المحافظات والمدن الإيرانية لاستشهاد قادة النصر كان تاريخيا

وأضاف ​السيد نصر الله "من ​الساعة​ الأولى لهذه الحادثة العظيمة وإلى اليوم في الذكرى السنوية الأولى، نحن شهدنا مظاهر كبيرة ومهمة من الوفاء، وعلى سبيل المثال، في ​إيران​ مستوى التفاعل الشعبي الهائل والكبير مع الحادثة والاندفاع إلى الساحات في الكثير من المحافظات والمدن وفي استقبال جثمان الشهداء وتشييعهم الذي كان تاريخيا".

وقال: "ما شهدناه حتى اليوم تعبير عالي عن الوفاء، هذا درس لنا جميعا كيف يجب أن نتعاطى مع شهدائنا وكيف يجب أن نكرمهم ونحترمهم ونمجدهم، هذا الأمر شهدناه منذ ​الساعات​ الأولى في ​العراق​ الذي سقطت فيه هذه الدماء الذكية وفي ​اليمن​ و​سوريا​ و​فلسطين​ و​لبنان​ والبحرين، وفي لبنان نحن معنيون بأن نذكر ونعترف ونشكر ونقدر من وقف معنا منذ اليوم الأول للاجتياح الإسرائيلي في لبنان".

وأوضح انه "كلنا يتذكر عندما اجتاح جيش ​الاحتلال الإسرائيلي​ الأراضي اللبنانية وكان في تهديد أن يكمل باتجاه كل الأراضي اللبنانية وكان إيران مشغولة بالحرب عليه ومع ذلك الإمام الخميني لم يترك لبنان ولم يترك سوريا". وسأل "من الذي ساعد لبنان على تحرير أرضه، ومن الذي وقف إلى جانب اللبنانيين ودافع عنهم؟". وأكد أن "المقاومة هي التي تحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي ضمن المعادلة الذهبية وهي التي تحافظ على حقوق لبنان وسيادة لبنان".

 

الجمهورية الإيرانية هي التي تدعم المقاومة بالسلاح والصواريخ ونحن وغزة جبهة أمامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي

من جهة أخرى، أوضح أن هناك "وسائل الإعلام زوّرت وحرّفت تصريح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني حاجي زاده وهم مزوّرون وضعفاء، هم الذين يحرّفون التصريحات الإيرانيّة، نعم الجمهورية الإيرانية هي التي تدعم المقاومة بالسلاح والصواريخ ونحن وغزة جبهة أمامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي". ورأى انه "إذا كان هناك من يسأل عن لبنان فهو بسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ وكلنا بتنا نعرف قيمة لبنان وشعب لبنان عند كل الدول العالمية والدول الإقليمية".

كما اعتبر انه "إذا كان في أمل أن يملك لبنان بعض المال فهو من النفط والغاز وإذا أعطي الفرصة لذلك فهو ببركة المقاومة وصواريخ المقاومة التي أعطتها إيران للمقاومة". وشدد على أن "كل الدعم الإيراني للمقاومة هو غير مشروط وبلا شروط وكل المعارك التي خاضتها المقاومة كانت من أجل تحرير لبنان والدفاع عن أرضه ومياهه وستبقى كذلك ولعله من أهم المقاومات في تاريخ البشرية هي هذه المقاومة الموجودة في لبنان".

وأكد انه "لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا بالمال والسلاح وأعاننا لتحرير أرضنا وسلاحنا وساعدنا لنكون قوة ردع، أن نساوي بينه وبين من تآمر على لبنان ودعم العدو الإسرائيلي خلال كل سنوات الاحتلال".

واعتبر السيد نصر الله انه "طول السنة هذه الحادثة حاضرة بقوة في المعادلات السياسية والأمنية والعسكرية وهناك قلق كبير في المنطقة، أمس الإسرائيليون أعلنوا أنهم رفعوا نسبة الاستنفار إلى أعلى المستويات بسبب هذه الذكرى السنوية، واليوم المنطقة في حالة توتر شديد وأي حادث لا نعرف إلى أين يجر المنطقة والأميركيون يتصرفون بالحد الأدنى بحالة خوف وانتظار والأخوة في إيران يفترضون أن ترامب قد يحضر لشيء ما، وأنا أقول أن هذه الحادثة ستبقى حاضرة بقوة وهنا أشير إلى نقطة مهمة جدا لأن البعض يفكر بطريقة خاطئة، البعض يفترض أن إيران ستعتمد على وكلائها للرد على اغتيال سليماني وأنا أقول إن إيران لا تطلب شيئا وهي تقرر عندما تريد أن ترد أمنيا أو عسكريا بما يتناسب مع الحادثة". وشدد على أن "إيران ليست ضعيفة وهي تعرف متى ترد عسكريا أو أمنيا متى رأت ذلك مناسبا".

 

الإسرائيليون أعلنوا أنهم رفعوا نسبة الاستنفار إلى أعلى المستويات بسبب هذه الذكرى السنوية

وأشار إلى أن "محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة الكبيرة جدا، الخسارة كانت كبيرة جدا لكن المحور استطاع أن يستوعب، الأميركيون افترضوا أن الوضع في العراق سينهار لمصلحتهم وان محور المقاومة سينهار عند اغتيال سليماني، هذا كله تم معالجته واستيعابه ونحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا نعرف كيف نحول التهديدات إلى فرص، والدم إلى دافع قوي للثبات والصمود والإحساس أكثر بالمسؤولية". وتوجه إلى الأميركيين وكل من هو في محورهم، قائلا: "اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر، عندما تقتلونا سيزداد شعبنا وعي". وأضاف "عندما تقتلون قادتنا نزداد عنادا وتصلبا وتمسكا بالحق ومن يراهن انه بالقتل والاغتيال والحروب ومن يراهن بالحصار والعقوبات بأنه سيضعفنا هو واهم".

ورأى السيد حسن نصر الله أن "تداعيات هذه الحادثة على درجة عالية جدا من الأهمية، أولا "إخراج أميركا من المنطقة" ما كان هذا الشعار ليصبح شعارا لولا هذه الحادثة التاريخية وضخامتها، الأميركيون اخترعوا داعش باعتراف أحد كبار الجنرالات الأميركان وحتى الوزير السابقة هيلاري كلينتون تعترف بهذا الأمر، واخترعت داعي ليعود الاحتلال إلى العراق لكن بطريقة مختلفة"، وقال: " ما كُشف عمّا قام به سليماني حتّى الآن قليل وسيتمّ الحديث عن إنجازاته لاحقاً واغتياله وضع القوات الأميركية على طريق الخروج من العراق".

وبما يخصّ "القرض الحسن"، قال: "لدي معلومات أن أميركا دفعت مئات آلاف الدولارات بعض الوسائل الإعلامية للقيام بتقارير عن جمعية القرض الحسن".