Skip to main content

الشهيد فخري‌زاده؛ اسم لا يزال يطارد الموساد ويسلب النوم عن نتانياهو

التاريخ: 29-11-2025

الشهيد فخري‌زاده؛ اسم لا يزال يطارد الموساد ويسلب النوم عن نتانياهو

أعلنت إيران اعتماد يوم «الابتكار والتكنولوجيا» تخليدًا لذكرى العالم الشهيد محسن فخري‌زاده – الرجل الذي استُهدف سابقًا للاغتيال والذي قال ذات يوم إن عمله كان «يسلب نتنياهو النوم».

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه في الذكرى السنوية لاستشهاد محسن فخري‌زاده، أعلنت إيران رسميًّا تخصيص يوم 28 نوفمبر ليكون «اليوم الإيراني للابتكار والتكنولوجيا»؛ وهو يوم يكرّم الإرث الخالد لأحد أبرز الشخصيات في مسيرة التقدم العلمي والتقني في البلاد.

 

ويُحتفى بهذا اليوم تخليدًا لجهوده الاستثنائية ومساعيه المتواصلة في مختلف المجالات العلمية، وتأكيدًا على أن التقدّم الحقيقي والاستقلال الوطني ينبعان من الجهاد العلمي الذي مثّله فخري‌زاده خير تمثيل.

 

وفي هذا اليوم المهم، تستذكر إيران ليس فقط حياة عالم رائد، بل أيضًا المبادئ التي جسّدها: المقاومة، الاعتماد على الذات، الإيمان، والوطنية الراسخة.

 

استُشهد محسن فخري‌زاده في 27 نوفمبر 2020، عن عمر ناهز تسعة والخمسين عامًا، وحصل على وسام الخدمة من الدرجة الثانية من قائد الثورة، تقديرًا لتأثيره العميق وإخلاصه الاستثنائي.

 

وترتبط سيرته بقصة صمود وطني وإصرار علمي. فقد عُرف رمزًا للجهاد – أي السعي في سبيل الله – وكانت أنشطته العلمية مدفوعة بهدف أسمى: خدمة سيادة إيران، والدفاع عن استقلالها، ورفع مكانتها العلمية عالميًا.

 

وُلد فخري‌زاده عام 1958، في قم، وأظهر قدرات لافتة منذ صغره. ورغم حصوله على دكتوراه في العلوم السياسية، فإن تخصّصه الحقيقي كان في الفيزياء النووية والتقنية الحيوية، وهما مجالان حاسمان للأهداف الاستراتيجية لإيران.

 

وكانت مسيرته الأكاديمية مبنية على إحساس عميق بالمسؤولية تجاه التنمية الوطنية، وسرعان ما برز كأحد الوجوه الأساسية في الأوساط العلمية والدفاعية الإيرانية.

 

وقد مهّد انخراطه المبكر في مشاريع الأبحاث الدفاعية لنجاحات إيران في مجال التكنولوجيا النووية والعلوم الطبية والمواد المتقدمة.

 

وتولّى مناصب مؤثرة عدة، أبرزها رئاسته لـ منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية، حيث أشرف على مشاريع واسعة عززت القدرات الدفاعية للجمهورية الإسلامية.

 

كما لعب دورًا قياديًا في البرنامج النووي الإيراني، ووجّه الجهود الرامية إلى تطوير التكنولوجيا النووية السلمية رغم العقوبات والضغوط الدولية الشديدة.

 

الشهيد فخري‌زاده؛ اسم لا يزال يطارد الموساد ويسلب النوم عن نتانياهو

 

وتجاوزت رؤيته العلمية المجال الدفاعي. فبقيادته حققت إيران تقدّمًا مهمًا في إنتاج لقاحات محلية لكوفيد-19، وتطوير تقنيات النانو، والابتكار في الطب النووي والتقنية الحيوية.

 

وقد أثبتت أعماله أن الجهاد العلمي يقوم على مزج الإيمان بالمعرفة الدقيقة والعمل التطبيقي، وتحويل العلم إلى أدوات لبناء الصمود والتقدم الوطني.

 

ويصفه زملاؤه بأنه رجل متواضع ومخلص، يعمل بلا كلل في المختبرات ومراكز الأبحاث، وغالبًا في ساعات متأخرة، مدفوعًا بقناعة أن «العلم هو سلاحنا في مواجهة الغطرسة والتهديدات الخارجية». وقد أكسبه هذا الالتزام احترامًا كبيرًا داخل إيران وخارجها.

 

وفي عام 2019، حصل على وسام الخدمة من الدرجة الثانية، وهو أعلى تكريم وطني لإنجاز علمي، اعترافًا بدوره البارز في تأسيس مفهوم الجهاد العلمي. وشدّد منح الوسام على أن الاستقلال الحقيقي يتحقق عبر التفوق العلمي والابتكار، لا عبر الاعتماد على القوى الخارجية.

 

وبعد سنوات من السعي والعمل في قمة السرية، استُهدف فخري‌زاده في عملية اغتيال. ويمكن فهم سبب استهدافه من خلال مقولته لزوجته: «كلما عملتُ أكثر، نام نتنياهو أقل».

 

ورغم أنه لم يكن معروفًا لدى عامة الناس، فإن أعداء إيران – خصوصًا الأمريكيين والإسرائيليين – كانوا يعرفون جيدًا حجم تأثيره في تعزيز أهداف الجمهورية الإسلامية.

 

وظل اسمه مدرجًا منذ أكثر من عشرين عامًا على قوائم الاغتيال، وكان لسنوات الهدف الأول للاحتلال. وكان إدراكهم لأهميته واضحًا إلى درجة أن مجلة Foreign Policy الأمريكية أدرجت اسمه ضمن خمسة شخصيات إيرانية في قائمة أقوى 500 شخصية في العالم.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة