Skip to main content

الشهيد علي كركي كان مثال المؤمن المجاهد ثابت الموقف صادق الكلمة

التاريخ: 06-10-2025

الشهيد علي كركي كان مثال المؤمن المجاهد ثابت الموقف صادق الكلمة

تصف أخت الشهيد القائد "أبا الفضل_ علي كركي" أخاها قائلة: "كان الحاج علي مثال المؤمن المجاهد؛ عميق الإيمان، ثابت الموقف، صادق الكلمة. لا يعرف الكِبر ولا يتزين بمظاهر الدنيا، بل كان يزيّنه التواضع والصفاء. عاش لله، ولأجل عباده، ورحل لله تاركًا خلفه أثرًا طيبًا وذكرًا عطرًا".

نعيش أجواء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج أبا الفضل علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في المقاومة الإسلامية.

 

القائد الذي كان يشرف على عمليات المقاومة في جنوب لبنان، وكل عمليه كان يخاطب فلسطين المحتلة في وجدانه ومع الشباب ويقول ستتحرر فلسطين بسواعد المقاومين المؤمنين.

 

نستذكر نهجه وبطولاته وكيف استطاع ان يجمع بين القيادة وبين مسؤولياته العائلية، وكيف نتعلم من هذه المدرسة الريادية بالمقاومة والجهاد.

 

كما نتعلم من مدرسة عاشوراء التي هي مليئة بدروس تربوية، تعلمنا منهج الحياة الصحيح، وأول شيء نتعلمه منها دروس التضحية، معنى الربح والخسارة، واستشهاد القائد أبا الفضل والقادة العظماء وشهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله فوز عظيم لنا، منهم نتعلم من مظلومية عاشوراء ومدرسة هؤلاء الشهداء.

 

هو اسم على مسمى "ابا الفضل" البار بوالديه وباخوته وبأسرته وبأبناء بلدته، من اختار خط العطاء والجهاد منذ ريعان شبابه، فصال وجال وابدع وابتكر اساليب جديدة في مقاومة العدو الصهيوني، هو القائد الذي تطبق عليه مضمون الاية الكريمة" أشداء على الكفٌار رحماء بينهم". عن علاقته بأهله باخوته بالحاج عماد مغنية تحدثنا شقيقة القائد الجهادي الكبير الحاجة سهى كركي فتقول:

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين حبيب قلوبنا ابي القاسم محمد(ص)، والسلام على ولي امر المسلمين السيد الخامنئي وعلى جميع المؤمنين والصابرين في امة محمد (ص)،

" والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"...

لقد كلفتونا ان نتحدث عن رجال مضوا في سبيل الله ولكن في الحقيقة صعب الحديث عنهم وان نوفيهم حقهم، والله يعلم ماذا قدموا وكيف كانت تضحياتهم وكم كانوا مؤمنين ولديهم هذه الصلابة ليمنحونا كل هذا العطاء من قلوبهم من تطلعاتهم لابعاد الامور وللظلم ولاستبداد الطواغيت، وكان لديهم هذا العشق للدفاع وللمقاومة عن وطنهم فلم يبخلوا عن العطاء.

 

الحاج ابو الفضل هو القائد الذي يتمتع بصفات القيادة فالقائد لا يخلق قائدا بل يكون مهيئا وفيه صفات، منذ صغره لديه صفات انسانية روحية اجتماعية مع إلمام من محيطه، تهيأت له صفات القيادة، بالطبع مع التوفيق من الله سبحانه وتعالى، وايضا النية التي كانت موجودة عنده، الحاج علي كركي كان لديه صفات ولمسات بالقلب تشعر بها وتلمسها عندما تحدثه وتتكلم معه، كان الحنان ينبع من وجهه والنور ايضا، كان اخ متواضع ، يمتلك الحنية الرائعة وكنا نأنس بوجوده بالبيت، نأنس عند قدومه نشعر بالامان بالعطف، كان يشاركنا كل اموره خاصة عندما كان في مرحلة الدراسة ، ويسألنا عن كل تفاصيل حياتنا، كان يدرس ويعمل ومن ثم كان من المؤسسين للحركة الاسلامية التي بدات تظهر في المجتمع من كشاف فأنشأ فوج مصعب بن عمير وكان هو عميد الفوج وكان هناك حلقات دراسية توعوية في الكثير من المناطق برعاية الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، وغيرها من التحركات والانشطة التي كانت تعبئة توعوية تثقيفية دينية وكان للمرحوم السيد محمد حسين فضل الله تأثير في هذا المجال.

 

الحاج في بداية شبابه تعرف من خلال انشطته على الحاج عماد مغنية وعلى السيد مصطفى بدر الدين وكان يجمعهم علاقة متينة سيما انهم كانوا في الجامعة الاميركية، بعد الانتهاء من الدراسة هناك ازدادت علاقتهم بشكل يومي وبشكل قوي، وكانت شخصياتهم متقاربة جدا لدرجة ان الحاج ابو الفضل والحاج عماد يفهمون على بعضهم من خلال النظرات وليس فقط الكلمات، كان هناك تقارب روحي وديني وايماني يجمعهما للوصول الى هدف ديني يسعيان للوصول اليه ، وكان لديهما علاقات مع القوى المقاومة المتنوعة. كانت علاقتهما قوية لدرجة انعكست على تقارب الاهل وكان هناك زيارات عائلية متبادلة بين العائلتين وحتى مع اهل السيد بدر الدين، الحاج عماد كان الصديق المقرب جدا للحاج ابو الفضل وقد شاركا في الكثير من العمل المقاوم في لبنان وخارجه.

 

الحاج ابو الفضل كان حنانه وعطاؤه لامتناهي تجاه اهله واخواته واولاد اخواته وعائلته واحفاده، لم يقصر مع احد منهم ولو كان بعيدا كان هناك متابعة ان كان بالهاتف او بارسال اشخاص لاتمام امور خاصة بالعائلة، كان قريب من الجميع ويهتم بهم ويؤمن احتياجاتهم ويستمع اليهم ويوجههم بنصائح بإرشادات معينة بمتابعات، فكان الملاذ للكل، والاهم من هذا ان وجوده كشخص كان يعطي العائلة بأسرها امان وسعادة ، كانت الامور بوجوده دائما ميسرة ، كان السند الروحي والعاطفي لنا ، كان اذا تكلم لديه لباقة عالية قريب من الكلام، وكان صاحب نكتة، وكان الآخر عندما يستمع اليه يستمع بإنصات وكان دائما يمرر احاديث عن ال البيت ع ، وكان يسعى اذا قدم اي مساعدة لأي احد ان لا يشعره بأنه قدم له اي شيء من العطاء...

 

 

كان يعتبر رضى والديه سرّ البركة في حياته الجهادية، فكان يبدأ نهاره بخدمتهما، حتى في الأيام المزدحمة بالمهمات.

 

كان يحرص على أن لا تمر مناسبة أو حاجة لوالديه إلا وكان حاضرًا، يُدخل السرور إلى قلبيهما، ولو بوقت قصير أو كلمة طيبة.

 

كان يُوازن بين وقته في الميدان ووقته في البيت، وإذا تعذّر عليه البقاء طويلًا، عوّض ذلك بلحظاتٍ مليئة بالحب والاهتمام.

 

حتى أثناء الجهاد، كان يتواصل معهما، مطمئنًا عليهما، ليشعرهما أنه قريب مهما ابتعدت به الساحات.

 

وكان يردد دائمًا أمام رفاقه أن “دعوة الوالدين للمجاهد سلاحٌ لا يُقهر”، فكان يطلب رضاهما باستمرار، ويعتبر أن انتصاراته جزء من ثمرة هذا الرضا.

نحن بغياب الحاج فقدنا اغلى ما عندنا، الحاج كان بارا بأهله كثيرا، معهم في كل لحظة يسعى الى تأمين كل متطلباتهم، وكان يخصص يوما في الاسبوع لنلتقي جميعا مع بعضنا البعض، لم يقصر بأي شيء لا مع عائلته ولا مع اسرته ولا مع اخوته ولا مع اهالي ضيعته، كان اذا مر بطريق قريته ورأى احدا يمشي ينزل من سيارته ليلقي التحية عليه ويطمئن عليه ويوصله الى حيث يريد....

وكنا اذا حدثناه بأي مجال كان طبي روحاني ايماني سياسي اجتماعي عسكري كان يحدثك بكل طلاقة وبثقافة عالية، الله سبحانه وتعالى ميزه بعطاءات كنا نراها انها استثنائية...

حتى علاقته مع الشباب الذين كانوا يعملون معه كانت مميزة كانوا يعتبرونه ابا قبل ان يكون مسؤولا او قائدا.

 

كان الحاج علي مثال المؤمن المجاهد؛ عميق الإيمان، ثابت الموقف، صادق الكلمة. لا يعرف الكِبر ولا يتزين بمظاهر الدنيا، بل كان يزيّنه التواضع والصفاء. عاش لله، ولأجل عباده، ورحل لله تاركًا خلفه أثرًا طيبًا وذكرًا عطرًا.

 

مع الناس كان قريبًا، يُجالسهم كواحدٍ منهم، يُشعرهم بالطمأنينة، ويزرع في قلوبهم الأمل. لم يكن يفصل نفسه عن أهل بلدته ولا عن محبيه، بل كان لهم الأخ والرفيق والمعلّم، قدوةً في البساطة كما هو قدوة في التضحية.

 

أما مع أهله، فقد كان الابن البار بوالديه، يحمل همّهما برضا وحنان. وكان الزوج المخلص والرفيق الحنون، والأب الذي يغمر أبناءه دفئًا ورعايةً، يغرس في قلوبهم حب الله، وحب الوطن، وحب المقاومة. في بيته كان الأب والمربي، وفي الميدان كان القائد الصلب الشجاع، فجمع بين الرحمة في القلب والصلابة في الموقف.

 

لقد رحل الحاج علي كركي شهيدًا، لكن روحه باقية، تعلّمنا الصبر والثبات، وتُلهمنا الإصرار على مواصلة الطريق. هو مدرسة من مدارس الإيمان والجهاد، سيبقى نوره منارة للأجيال القادمة.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة