كلمات مضيئة [47 ]ـ من مواعظ النّبي (صلى الله عليه وآله): مالي أرى حبَّ الدنيا قد غلب على كثير من الناس..

«مالي أرى حبَّ الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كُتب، وكأنّ الحق  في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأنّ ما يسمعون من خبر الأموات قبلهم عندهم كسبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون»([1]).

 

إنّ علاج حبّ الدنيا هو ذكر الموت أي أن يعتقد الإنسان أنّه سيموت.

 

ففي كلّ لحظة يجب أن ينتظر الموت لأن المعيار والملاك للموت وعدمه ليس الشيخوخة والشباب ولا المرض والسلامة.

 

ولحظة الموت حالة عجيبة، وقد أحسست بهذه الحالة في سنة 1360 هـ ش، على أثر الإنفجار الذي وضع لي حيث وقعت على الأرض وأغمي عليّ للحظات أحسست فيها كأنّي معلّق بين السّماء والأرض، ولقد رأيت الموت معاينةً وفجأةً تراءى إليّ كل الماضي، ويشعر الإنسان حينئذ بأنّه غير قادر على شيء ويده مغلولة. 

 

وفي مثل هذه الحالة يجب على الإنسان حينما ينظر إلى ماضيه أن يشعر بالرضا عن ذلك الماضي، ومع ذلك يجب أن يرجو ويأمل بالمغفرة الإلهية، ولكن لا يكون مغروراً بذلك.

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

     [1] ـ تحف العقول، صفحة: 29.