حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق حادث مفصلي له ما بعده، مشيرا إلى أن شهادة عدد من الأعزاء في الهجوم الإرهابي أمر كبير بالنسبة إلينا وخصوصاً اللواء زاهدي لفضله الكبير على المقاومة في لبنان ولسنوات طويلة.

 

وأطل السيد نصر الله في الاحتفال الجماهيري الذي نظمه حزب الله لمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في ضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وخلال كلمة له في الاحتفال أشار السيد نصر الله إلى الاعتداء الإرهابي الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقال: نتوقف عند شهداء الأيام الأخيرة في العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق وبينهم شهداء قادة كبار لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا .

 

وأكد أن الحادثة هي مفصل منذ 6 أشهر في حوادث طوفان الأقصى لها ما قبلها وما بعدها، قائلا: نتقدم بأسمى آيات التبريك والعزاء لسماحة الإمام الخامنئي والمسؤولين الكرام في إيران وبالخصوص قيادة الحرس الثوري وقوة القدس ولعائلاتهم الشريفة، معلنا اقامة احتفال تكريمي للشهداء في العدوان على القنصلية الإيرانية يوم الاثنين المقبل الساعة الرابعة بتوقيت بيروت.

 

وأضاف: إيران تقدم خيرة قادتها شهداء وتتحمل الضغط والحصار وهناك من يتحدث عن سيناريو بين أميركا وإيران هذا مستوى من الجنون والحقد، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت سندا حقيقة منذ 1979 لكل من يقاوم ويواجه هذا الاحتلال في لبنان وفلسطين والمنطقة وبموقفها ودعمها غيرت الكثير من المعادلات وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة وساهمت في انتصارات المقاومة.

 

وأكد السيد حسن نصر الله: موضوع القنصلية الإيرانية هو مفصلي ونستطيع أن نستنتج من كلام الإمام الخامنئي أن الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق آت لا محالة، وكيان العدو بدأ باتخاذ تدابير خوفاً من الرد الإيراني، وتوقيت الرد الإيراني هو جزء من المعركة.. موضحا أن توقيت الرد والمكان وحجم الرد هو في يد قائد الثورة الإسلامية والقادة الإيرانيين.

 

وأضاف: الكل يجب أن يحضر نفسه ويرتب أموره ويحتاط عند رد الجانب الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية وكيفية رد العدو الصهيوني على الرد الإيراني، معتبرا أن الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة.

 

وقال سماحته: إن موقف الإمام الخميني كان له تبعات في العلاقات الإقليمية والدولية وأعباء منذ قطع الجمهورية الإسلامية العلاقات مع كيان الاحتلال وتحويل سفارته إلى سفارة فلسطين والإعلان الحاسم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والرفض المطلق لهذا الكيان، لافتا إلى أن الإمام الخامنئي يؤكد أيضا على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية ومن كيان الاحتلال، والجمهورية الإسلامية قدمت في سبيل هذا الموقف التضحيات الجسام، اقتصاديا وسياسيا وامنيا.

 

وتابع سماحته: إيران لو أرادت تبديل موقفها لفعلت ذلك خلال عشرات السنين الماضية وموقفها الراسخ والصلب عبر عنه الشعب الإيراني في خروجه اليوم في أكثر من ألفي مدينة وبلدة إيرانية ما يعبر عن التزام القيادة الإيرانية تجاه هذه القضية، وإيران لا يمكن أن تبيع أو تتخلى عن دينها وأصدقائها والمظلومين في المنطقة، داعيا كل المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى إيران أن يكونوا مطمئنين لان ايران لا تتخلى عن المظلومين والاصدقاء.

 

وأكد السيد نصر الله: إن الصداقة مع إيران بالنسبة إلى كل مقاوم شريفه هي عنوان الكرامة الإنسانية والشرف والذي يجب ان يخجل هو من يطبّع مع "إسرائيل" ويدافع عنها وعن جرائمها ، معتبرا ان العلاقة مع ايران التي تمد يد العون لاستعادة الارض والسيادة تكون عبر ابسط المبادئ وهي علاقة الوفاء.

 

وقال السيد نصر الله: هناك من هو غير قادر على تقبّل أنّ "إسرائيل" تُهزم في المنطقة وهو غير قادر على استيعاب ذلك، قائلا: اخجلوا من الصداقة مع الولايات المتحدة المسؤولة عن الجرائم والحروب في المنطقة.. بايدن يداه ووجه وكل ادارته غارقة في دماء الاطفال والنساء في غزة ولبنان والمنطقة.

 

وكشف السيد نصر الله: ان الأميركيين يرغبون بشدة بالتفاوض المباشر مع الإيرانيين لكن إيران حتى الآن ترفض التفاوض المباشر، معتبرا ان إيران لا تفاوض على الملفات الإقليمية مع الأميركيين، متسائلا: لو قالت ايران اليوم نحن حاضرون لنتفاوض مع الاميركان بشكل مباشر ونتكلم بالملفات الاقليمية هل يبقى الضغط والحصار عليها كما هو ؟

 

وتابع : في يوم القدس العالمي نعبّر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا وآمالنا العظام، لافتا الى ان إعلان الإمام الخميني الحاسم بوقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية وموقف الجمهورية الاسلامية تجاه "اسرائيل" والقدس والمقاومة الفلسطينية من أهم الأسباب الكبرى في شن الحروب على ايران والعداء لها.

 

لبنان: السيد نصر الله: مما لا شك فيه أن طوفان الاقصى هو مفصل تاريخي في منطقتنا وما بعده ليس كما قبله بالنسبة للعدو والصديق والمنطقة.. ان طوفان الأقصى جعل وجود "اسرائيل" في دائرة الخطر وكشف هشاشتها وفشلها وضياعها لولا ان تداركها الشيطان الاكبر. وما قبل طوفان الاقصى ليس كما بعده على كل الأصعدة بالنسبة للعدو والصديق وللمنطقة والعالم والاهم ان "الاسرائيلي" يسلم بهذه النتيجة.

 

واعتبر سماحته ان الحرب على غزة هي حرب من فقد عقله وحرب جزارين ومجرمين، قائلا: بعد 6 أشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وآخرون في الكيان فاقدين لعقولهم..ما يمارسه العدو من قتل وتجويع في غزة هو من أجل الضغط والترهيب لأنه لا أفق أمامه لا بالميدان ولا في المفاوضات.

 

وقال: ان التقييم الأمريكي الاسرائيلي يؤكد ان ما جرى في يوم 7 تشرين الاول الماضي كاد ان يدمر كيان العدو، لافتا الى ان كيان العدو عجز عن إغلاق الجبهات الأخرى منها الجبهة اللبنانية رغم كل التهديدات، وجبهة لبنان لن تقف وهذا أمر محسوم وهي مرتبطة بجبهة غزة.

 

واكد ان كل التهويل الأمريكي والبريطاني والدولي لم يستطع إيقاف جبهة اليمن في البحر الاحمر ولا ايقاف جبهة العراق، وعندما تقف الحرب سيكون الكيان أمام الاستحقاقات الكبرى وهذا ما يهرب منه نتنياهو.

 

واضاف السيد حسن نصر الله: بالمعطيات السياسية والميدانية والإقتصادية والأمنية والمحلية والإقليمية والدولية نرى بوضوح ما كان يقول عنه سماحة الامام الخامنئي ان المقاومة ستنتصر.

 

ووجه السيد نصر الله التحية للمقاومين على الجبهة اللبنانية وهم على أتمّ الجاهزية والمعنويات عالية والاندفاع كبير، مشيرا الى ان إنجازات النصر برياً وبحرياً وسيادياً ستكون بركاته على كل لبنان..قائلا: الحروب العبثية التي اتخذتم أنتم قراراً باشعالها في لبنان والدمار الذي نتج عنها هل استطعتم أن تعيدوا بناء ما هدمتم.

 

واكد ان المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً وهي على أتم الجاهزية لأي حرب والسلاح الأساسي لم نستخدمه بعد، قائلا: إذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحب.. والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان..المعركة في جنوب لبنان والتي نقدّم فيها خيرة شبابنا منطلقها أخلاقي جهادي إخلاصي ولن نتردّد فيها وسنكمل المعركة حتى تنتصر المقاومة وغزة.

 

واكد السيد ان جهوزية المقاومة قائمة وكاملة ومعنويات المجاهدين عالية وكذلك اندفاعهم في الجبهة، مشيراً الى انالبيئة الحاضنة للمقاومة التي تعرضت للتهجير موقفها مقدر وانجازات هذه المعركة وبركاتها لن تعود على غزة فقط بل على كل لبنان والشعب اللبناني وموقفنا من الجبهة اللبنانية ما زال نفسه عند وقف الجبهة في غزة تقف في لبنان، ولبنان في موقع القوة.

 

واضاف: نحتاج لاتصال واحد لتنفيذ أي عملية ، اتصال نطلب فيه 100 صاروخ على الجولان سينفذ خلال دقائق معدودة إلى هذه الدرجة هي الجاهزية.

 

وقال السيد نصرالله:للعدو الذي يعرف وللصديق ليزداد ايمانا وللتافهين هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربا ولا تخاف وانما ادارت معركتها حتى الان ضمن رؤية واستراتيجية لكنها على اتم الاستعداد والجهوزية معنويا ونفسا وعسكريا وبشريا في اي حرب سيندم فيها العدو لو اطلقها على لبنان.