ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ الحوار الذي أجراه مع السفير اليمني في جمهوريّة إيران الإسلاميّة إبراهيم الديلمي على هامش لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّة في إيران بتاريخ 22/4/2023 مع الإمام الخامنئي، وفيه يجري الحديث عن الخطوات التي ينبغي القيام بها من أجل تمتين الوحدة بين شعوب وحكومات العالم الإسلامي، والإشارة إلى كون هذه الوحدة أكثر ضرورة بعد العدوان الذي طال الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية. ويتمّ أيضاً التطرّق إلى الأوضاع الأخيرة التي يشهدها اليمن.

 

*يوم عيد الفطر بصفته أحد أعظم أعياد الأمّة الإسلاميّة هو من أسباب تقارب الشعوب والحكومات الإسلاميّة وتآزرها، ما هي برأيكم الخطوات التي ينبغي القيام بها من أجل تمتين الوحدة بين الناس وحكومات العالم الإسلامي؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية أتوجه بالتبريك إلى كل مسلمي العالم بهذا العيد المبارك بعد شهر الصيام وشهر رمضان، ونحن هنا في محضر الإمام الخامنئي نتوجه إليه بالتبريك، وكذلك للإخوة الأعزاء في قيادة وحكومة وشعب جمهورية إيران الإسلامية، الشعب المسلم العزيز الذي يقدم نموذجاً طيباً في الوحدة الإسلامية، وكيف ينبغي أن يكون حال المسلمين شعوباً وحكومات بالتآزر تحت القضايا الكبرى للأمة الإسلامية. كما تعلمون القضية الأساسية التي يجتمع عليها المسلمون هي قضية الانتماء إلى هذا الدين والإيمان بالقرآن الكريم و بالنبي العظيم. قبلتنا واحدة ديننا واحد نبينا واحد، والحمدلله رب العالمين هذه من القضايا الكبرى حيث يجب أن نستحضر دائماً اشتراكنا جميعاً كعرب ومسلمين في مختلف الأصقاع أن هذه هي الأشياء التي تجمعنا.

 

ثم إن هنالك تكالباً من القوى الاستكبارية وقوى الضلال والإجرام والعدوان حيث تستهدف أبناء هذه الأمة الإسلامية في كل الساحات، والمشروع الصهيوني الأمريكي الذي يتمثل في إحدى تجلياته في احتلال الأرض الفلسطينية والهيمنة على الأقصى الشريف ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين. هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى مقدساتنا الإسلامية هو مما يفرض علينا أن نتوحد وأن تستحضر هذه الحكومات التي اتجهت مع الأسف الشديد نحو التطبيع أنها لا تمثّل الشعوب العربيّة ولا الإسلاميّة، وأنّ مسارها هذا هو مسار خاطئ، ونحن نأمل إن‌شاءالله سبحانه وتعالى أن تدرك هذه الحكومات أنها وقعت في خطأ كبير وفي تقدير سيئ للحسابات، وأنه ينبغي عليها أن ترجع [عن فعلتها] والجمهورية الإسلامية في إيران والحكومات التي تنتمي إلى محور المقاومة تمد يدها إلى كل من تورط في العلاقة مع الكيان الصهيوني أو نأى بنفسه بعيداً عن المسار الإسلامي كي يعود إلى جادة الصواب وينضم إلى أبناء الأمة الإسلامية في مسارهم الوحدوي والأساسي والأصيل. 

 

*كيف ترون اليمن نظراً إلى الأحداث الأخيرة ذات الصّلة بالدول الإسلاميّة وتوقّف اعتداء المعتدين على اليمن؟

 

في حقيقة الأمر أن ثماني سنوات من العدوان على اليمن للأسف الشديد، كانت الدول الإسلامية تصمت صمت القبور، ولم يقف إلى جانب الشعب اليمني إلا الجمهورية الإسلامية في إيران وكانت النظرة الإيرانية هي النظرة الصائبة في أنه يجب أن يتوقف هذا العدوان، ويُرفع الحصار عن الشعب اليمني ولا أحد يتدخل في شؤون هذا الشعب اليمني العربي المسلم، وباعتبار أن مثل هذه الحرب ما هي إلا في مصلحة الكيان الصهيوني وتمكين الأمريكيين من الحضور أكثر فأكثر في المنطقة. نحن نشهد في الفترة الأخيرة مجموعة من التواصلات والجهود الكبيرة من الوسطاء من أجل إنهاء هذه المرحلة الصعبة من تاريخ شعبنا ونحن نأمل ونتطلع إلى أن الدول التي اعتدت على الشعب اليمني، ومع الأسف هي دول عربية وإسلامية، تكون قد راجعت حساباتها واتضح لها خطأ الاستمرار في المسار الذي سلكوه خلال الفترة الماضية.