ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي حواراً مع عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الأستاذ محمود الزهار تناول فيه الحديث حول الجذور القرآنية للمقاومة ضد الاحتلال والصهاينة بشكل خاصّ، والمسؤوليات التي ألقى بها القرآن على عاتق المسلمين في ما يتّصل بالدفاع عن المستضعفين. ثمّ تتمّ الإشارة إلى المبادرات التي قدمتها جمهورية إيران الإسلاميّة لدعم المستضعفين في فلسطين منذ انطلاق ثورتها دون التفريق بين المذاهب، ويُختم الحوار  بالحديث حول قضيّة تطبيع الحكام العرب مع إسرائيل ومدى اقتراب موعد تحرير القدس الشريف. 

 

* ما هي الجذور القرآنية للمقاومة ضد الاحتلال؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله (ص) وآله وصحبه ومن والاه.

ما معنى قتال؟ معناه: عمليةٌ الهدف منها إزهاق الأرواح. والإسلام نهى عن إزهاق الأرواح إلّا بالحق، أيْ: «النَّفْس بالنَّفْس والعَيْن بالعَيْن». فيما يخصّ الإسلام فيقول الله سبحانه وتعالى {وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم ولا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‌}. إذن، أصبح الآن عندك تفسير شرعي لمقاتلة من يقاتلك. أين نقاتلهم؟ {وَاقْتُلُوهُم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم} وهذا يعني في أيّ مكان تستطيع أن تسيطر عليهم. افرض أنه تم احتلال أرضنا، فيقول الله سبحانه وتعالى {وَأَخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم}. حسناً، بالنسبة للفتنة كيف يكون موقف الإسلام؟ {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}، بمعنى أنه إذا كانت الفتنة تؤدي إلى الجريمة فهي أشدّ من الجريمة، وإذا كانت تؤدي إلى الفساد فهي أشدّ من الفساد. بعبارة أخرى، يقول القرآن الكريم إعلموا أن الفتنة أشدّ من القتل. في النتيجة، إن القرآن الكريم قد أجاب على هذا الموضوع، وهو نفس حقوق الإنسان الذي نسمّيها الدفاع عن النفس أو الحق المشروع في الدفاع عن النفس. ومن خلال ذلك أيضاً تجدون معنى المقاومة، أيْ أنّ هؤلاء قاتلونا فيجب أن نقاتلهم. هؤلاء احتلوا أرضنا فيجب أن نخرجهم من أرضنا، حيث يقول القرآن الكريم {وَأَخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم}. 

 

* هل تقصدون اليهود؟

أقصد اليهود طبعاً. أيّ واحد أخذ منك أرضك فيجب أن تقاتله. طبعاً نحن نتكلم عن الشعب الفلسطيني، ولكن ما يقوله القرآن الكريم ينطبق على كل الشعوب، وهو – بالمناسبة - من حقوق الإنسان الدولية، أقصد «حق الدفاع عن النفس». ربما يأخذ ذلك مصطلحات مختلفة، لكن عندما نقف عند هذا المصطلح، أيْ «حقوق الإنسان»، نرى أن هناك بُعد شرعي في الدفاع عن النفس. 

 

* ما هي المسؤوليات والتكاليف التي وضعها القرآن الكريم على عاتق المسلمين في ما يتصل بالدفاع عن المستضعفين؟ 

هذه القضية هي قضية عقائدية واضحة. «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَلَا یَخْذُلُهُ»، ولكن إذا جاء من يعتدي على المسلم فيجب على المسلم ألّا يخذل أخاه وألّا يخيّب أمله. إذن، في مثل هذه الحالة يجب على المسلم أن ينصُرَ أخاه المسلم. 

 

* بعد انتصار الثورة الإسلامية جعلت الثورة الإسلامية أصول القرآن ومبانيه أساساً لمواقفها وعملها بشأن دعم المقاومة في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني والدفاع عن المستضعفين. ما رأيكم بخصوص المبادرات التي اتّخذتها الجمهورية الإسلامية في هذا الصدد؟ 

كل مبادرة اكتست بثوب الإسلام فهي مقبولة، وهي فريضة على مَن يقدر أن يقوم بها. فلذلك، فإن القرآن الكريم قال لنا قضايا صريحة في هذا المجال، والسنّة أيضاً قالت ذلك. السنّة علّمتنا أن نصرة الإنسان في الشرع ضرورية. جاء في الحديث النبوي أن «هذا كِتَابُ الله، فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُم، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُم، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُم، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ» بمعنى أنه إذا قال [شيئاً] فيجب أن تُطبِّق. ويقول أيضاً «مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ» أيْ أن الشخص القوي الذي يترك القرآن وحكم القرآن، يقصمه الله. «وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ وَلاَ يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ» بمعنى أن كل مشكلة تسأل عنها يعطيك إجابة عنها. هذا الحديث يقول لك إجابات على عدة أسئلة وعدة قضايا، والإجابة فيها واضحة.

 

* ما هي المبادرات التي قدّمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه دعم المستضعفين في فلسطين منذ انطلاق الثورة؟

طبعاً، أول شيء قدّمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان التأييد الرسمي السياسي للقضية الفلسطينيّة في كل الأوساط الدولية. هذه النقطة كانت وما زالت مهمة جداً. أضف إلى ذلك أنّ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَلَا یَخْذُلُهُ». عندما ترون أن لدى الاحتلال الإسرائيلي أسلحة وقنابل نووية... وإن لم يكن لدى المسلم أسلحة، فيكون دعم المسلم بالسلاح فريضة شرعية، وهذا الذي يحصل اليوم. فلذلك، نجد الآن أنّ الأسلحة موجودة في عهدة الدول التي تصنّعها ومن بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي النتيجة أصبح تسليح الإنسان المسلم في مواجهة اليهودي المحتّل فريضة. انظروا الآن أن أرض فلسطين قد احتُلّت، وهذا ما يكلّف الفلسطينيين بالمسؤولية قبل غيرهم، ولكن بعض الفلسطينيين تعاونوا مع الاحتلال الإسرائيلي، أما الفلسطينيون الآخرون ومنهم حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وبقية فصائل المقاومة، فهم يرون أنه من الضروري تنفيذ الآية القرآنية التي تقول {وَأَخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم}. إنهم ينظرون إلى هذه الفقرة من القرآن الكريم على أنها فريضة شرعية. وفي النتيجة وقفت الجمهورية الإسلامية معنا في هذه القضية. كل خطوة سياسية أو عسكرية أو أمنية إذا كانت مبنيّة على سنّة رسول الله (ص) أو كتاب الله تبارك وتعالى فإن الجمهورية الإسلامية تدعمها.

 

* هل تفرّق الجمهورية الإسلامية في دعمها للمقاومة في المنطقة بين الشيعة والسنة؟ وما هي رؤية القرآن الكريم بشأن التقارب بين الإخوة من الشيعة والسنة والدعم المتساوي لهم ضد المتغطرسين؟ 

 هذه الصواريخ التي تُطلق من غزة أو الصواريخ التي تُطلق من لبنان، كل هذه الصواريخ في حال كانت دعماً ماديّاً -بمعنى تقديم الأموال- أو دعم بالسلاح، فهذا الشيء مشروع، وهو ليس ضريبة. لأن «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَلَا یَخْذُلُهُ»، أي عليك أن لا تخذلني في تقديم السلاح، فيعتدي اليهودي عليّ ويهزمني. بالنتيجة، ما يحرك الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عاملان، العامل الأول هو العامل الديني وهو «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَلَا یَخْذُلُهُ»، أما العامل الثاني فهو المصلحة السياسية. الآن من هو عدو إسرائيل في المنطقة؟ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من هو عدو إسرائيل في المنطقة؟ سوريا، من هو عدو إسرائيل في المنطقة؟ «حزب الله» اللبناني، من هو عدو إسرائيل في المنطقة؟ حركة حماس في غزة والضفة الغربية. في أيام الرئيس محمد مرسي كانت «الإخوان المسلمين» عدو إسرائيل في المنطقة. اليوم نرى أن عدو الحوثيين هو من يتعاون أمنياً ومادياً مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أعطى مليارات الدولارات لأمريكا. وبالتالي، القضية ليست فقط قضية دينية بل هي بالأساس مصلحة وهذه المصلحة تصبّ في صالح الإسلام والمسلمين وليس اليهود. وفي النتيجة إن الصورة واضحة.

 

* ما هي وجهة نظركم حول الخطوات التي تقدم عليها اليوم بعض الحكام العرب فيما يخص تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟ 

في الحقيقة، إن التطبيع كلمة كاذبة، فليس من الطبيعي أن ترتّب علاقاتك وتجعلها طبيعية مع من يحتل أرض أخاك، وليس من الطبيعي أن تعطي الأموال لترامب - على سبيل المثال - وهو يدعم الكيان الإسرائيلي الذي يحتل أرضك ويقتل أخاك المسلم ويدنّس مقدّساتك - سواء أكانت إسلامية أم مسيحية -. بالتالي، التطبيع كلمة مضللة. إذا كان تطبيع علاقات الدول العربية مع إسرائيل طبيعيّ، فما هي طبيعة علاقاتها مع المقاومة الفلسطينية؟ هل هي طبيعية؟ طبعاً هي غير طبيعية. حسناً، ما الحكم بيننا وبين هذه الدول؟ القرآن الكريم. ذكرت لكم قبل ذلك أن «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا یَظْلِمُهُ وَلَا یَخْذُلُهُ»، ويقول الله سبحانه وتعالى {وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم}. هل خاطب الله سبحانه وتعالى حركة «حماس» أو حركة «الجهاد الإسلامي» أو «حزب ‌الله» اللبناني؟ لا أبداً. {يُقاتِلُونَكُم}، هي بصيغة الجمع، ويخاطب المسلمين، لأن «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ». في النتيجة، إن التطبيع هو مخالفة شرعية يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى في الدنيا، ويحاسب عليها أشدّ في الآخرة.

 

* لو كان رسول الله (ص) حاضراً اليوم بين الأمة الإسلامية، كيف كان سيتعامل مع الأشخاص الذين يمدّون يد الصداقة لأعداء الإسلام ومحتلّي الأراضي الإسلامية؟

طبعاً كان سيطبّق شرع الله، وشرع الله يقول لك لا تُوالِ الكافرين، ويقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء}، بمعنى أنكم لا تؤيّدوا ولا تحبّوا ولا تنصروا غير المسلمين من اليهود ومن النصارى. فما هو حكم الشخص الذي يقوم بنصرة اليهودي أو النصراني، مثل ترامب وغيره، بالمال أو بالسياسة أو بالتعاون الأمني معهم أو باحتلال الأراضي، مثل ما حصل في موضوع إدخال الاحتلال الأمريكي إلى ليبيا والعراق وأفغانستان؟ إذا لم ترتكب مخالفة في هذا الموضوع فقد ارتكبت جريمة في حق نفسك، لأن الله سبحانه وتعالى يغضب عليك. 

تقديرنا هو أن الكيان الإسرائيلي إلى زوال. الدليل في ذلك هو القضايا القرآنية وما جاء في القرآن الكريم. يقول الله سبحانه وتعالى {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُم وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}. نحن نعرف أن المواجهة مع المحتلين هي معركة وعد الآخرة وأصبح الآن الكل يتكلمون عن معركة وعد الآخرة. المقصود من {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ} هو إذا جاءت معركة وعد الآخرة. وكلمة السوء في هذه الآية الشريفة هي الشر والضرر، فالمقصود من {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُم} هو أن يجعلوا في وجهوكم ضرر يصيبكم بالشّر. في النتيجة، فإن معركة وعد الآخرة موصوفة في القرآن الكريم، وتقول هذه الآية الشريفة إن المسلمين يدخلون المسجد الأقصى ويصلّون فيه وستكون وجوه اليهود سيئة وستكون وجوه العملاء الخونة المتعاونين مع اليهود سيئة. كما ترون في هذه الآية الشريفة فإن دخول المسجد معناه الدخول إلى قلب العاصمة.

 

* من وجهة نظركم، تحرير القدس أصبح الأقرب اليوم؟ 

القدس في تصوّرنا مرتبطة بمجموعة من القضايا. فأول شيء يجب أن يتأسس عند الجميع هو كُره اليهود، وأنا أظن أنه قد تحقق، واليهود أنفسهم يساعدوننا حتى نكرههم، فانظروا عندما احتلوا أرضنا وقتلوا رجالنا وقتلوا أولادنا وحاصرونا وعندما وعندما و ... في النتيجة، إنهم يساعدونك على أن تكرههم أكثر فأكثر. عندما يدنّس اليهود مقدّساتك وعندما يقوم ببناء مستوطنات في أرضك وعندما يقتلك وعندما يمنعك من الصلاة في المسجد الأقصى وعندما يرتكب اليهود كل هذه الجرائم فإنهم يساعدونك على أن تكرههم أكثر. هذه كلّها أسباب تجعلك تقرر إما أن تقبل بوجودهم إلى درجة أن تتعاون معهم أو أن ترفع هذه المقاومة بالحجارة وبالمسيرة وبالكتابة على الجدران وبتوزيع المنشورات وبالإضرابات عن الطعام ثم بعد ذلك بالمسدس وبعد ذلك بالبندقية وبعد ذلك بالصاروخ. كما يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ} وهذه القوة تعني كل أنواع القوة التي يجب أن تكون متوفرة لدى المسلمين الذين لا بد أن يواجهوا الأعداء والمعتدين والمحتلين. 

في هذه المرحلة أستطيع القول لكم أننا تمكنّا من تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله (ص) في التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل، لأن هذه القضية هي معركة وعد الآخرة. فيما يخص معركة وعد الآخرة أشير إلى الحديث روي عن النبي (ص) عندما قال: «زوى الله تعالى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها». ما معنى الزوى؟ يعني رأى النبي (ص) كل زاوية في الدنيا. کما تعرفون إن الكرة الأرضية مساحتها تصل إلى 510 مليون كيلومتر مربع ورأى الرسول (ص) كل نقطة فيها مما يعني أنه رأى أمريكا وروسيا وكذا وكذا. عندما يقول النبي (ص) «فرأيت مشارقها ومغاربها» يعني رأيت كل نقطة فيها. ويقول الرسول أيضا «وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها». 

أضرب لكم مثالاً في هذا المجال، أنت تسكن في حي وفيه بلطجي قوي وهو يعتدي على كل الناس ولا أحد يستطيع أن يتصدى له على الإطلاق. عندما تهزم هذا الرجل وتتصدى له ماذا سيفعل الآخرون؟ طبعاً إنهم سيوالونك، لأن الهزيمة يتيمة والانتصار له ألف أب. إذن فإنك عندما تنتصر ستكون أب الكل، في النتيجة هنا يتحقق هذا الحديث الذي قرأته عليك. نحن المتضررين من الوجود الإسرائيلي. يجب أن نتعاون معاً في معركة وعد الآخرة. الذي قتلنا هو العدو الإسرائيلي، والذي سلب أرضنا هو العدو الإسرائيلي. هذه الجرائم لا تُرتكب ضد الفلسطينيين فحسب بل تُرتكب ضد الأمة الإسلامية، وعلى سبيل المثال لقد تم احتلال أراضي سوريا في الجولان، لذلك على سوريا أن تُخرج اليهود من أرضها. ولبنان أيضاً أراضيه محتلة، وحزب ‌الله يجب أن يعمل أساساً على إخراج المحتلين من أراضيه.

هذا الكلام، قد قلته في أكثر من موقع. وفي النتيجة، إن المتضررون في المنطقة هم الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون، وعلى هؤلاء جميعاً أن يتعاونوا لطرد الاحتلال واسترداد حقوقهم. وبعد ذلك يمكن لهم أن يصبحوا حلفاء أو يذهب كل واحد في طريقه. القضية المهمة الآن هي العمل على إخراج المحتلّين من أراضينا، لأن القرآن الكريم يؤكد على طرد اليهود من الأراضي المحتلة والانتقام ممن يقتل المسلمين. هذا هو الهدف السامي والمشترك الذي يجب أن تتعاون القوات الثلاث التي أشرت إليها لتحقيقه. في هذه الحالة سنتمكن من طرد الاحتلال من أراضينا وعندها إما سنتحد معاً أو سيذهب كل واحد في طريقه. عندها سنتحد حتماً لأنه كما قلت لكم إن الانتصار له أب والهزيمة يتيمة.