أوضح قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن الحظر الأميركي على باقي الدول بما يشمل قطاعات الأغذية والعقاقير والمنتجات الصحية ليس أمرا يتعلق بالسياسة الذكية والدبلوماسية بل جريمة كبيرة ضد الإنسانية.

وفي كلمته لدى بدء العام الجديد (الايراني 1400 يبدأ في 21 آذار/ مارس) اليوم الاحد قال قائد الثورة، إن اميركا ارتكبت جريمة حظر الدواء والمعدات  الطبية ورغم ذلك ترافقت مع تحقيق مصالح البلاد حيث نجحت ايران في تحويل التهديد الى فرصة.

واضاف سماحنه: إن شباننا بذلوا قصارى جهودهم بعزائم راسخة واستطاعوا تحقيق الاكتفاء الذاتي في شؤون عديدة حملت التبعية للخارج سابقا ونجحوا في صنع التقنيات ذات الصلة داخل البلاد.

وتابع القائد: في مواجهتنا الحظر أمامنا طريقان احدهما يتمثل بالالتماس ممن فرضه ودعوته الى خفضه أو رفعه لقاء الرضوخ لشروطه الاستكبارية على طاولة المفاوضات وهو مايتسم بالمذلة والانحطاط والتخلف والطريق الثاني يتمثل بتحفيز طاقاتنا وانتاج السلع المحظورة داخلياً وحين يرى فارض الحظر تحقق هذا الامر سيرغم على الرضوخ ومن ثم يرتفع الحظر أو يفقد تأثيره.

وشدد: إن شعار "الضغوط القصوى" الاميركي آل الى الفشل والاحمق السابق أعد هذا المخطط بهدف تقويض ايران وفرض مفاوضات عليها وفق شروطه الاستكبارية بسبب ضعفها لكنه غادر بفضيحة وذهبت أحلامه الى القبر وافتضح أمره وبلده فيما بقيت ايران شامخة بقوة وعزّ بفضل صمودها.

وأكد الإمام الخامنئي انه اذا ارادت الادارة الاميركية الحالية السير وفق "الضغوط القصوى" ستؤول الى الهزيمة ايضاً وتسقط في الحضيض.

ونوه الى ان سياسة ايران مع أطراف الاتفاق النووي، كما ورد في الاتفاق ذاته، تقوم على عدم الانتهاك لأنها قد أعلنت وتم الاتفاق بشأنه سابقا حيث ينبغي للاميركيين رفع جميع اشكال الحظر ومن ثم التحقق وفي حال تم رفعه بكل ما للكلمة من معنى سنعود الى تعهداتنا دون مشكلة لكننا لانثق بوعود الاميركيين.

ولفت الى ان بعض الاميركيين يرون ضرورة تغيير الاتفاق النووي، "نعم لقد تغيرت الظروف التي كانت سائدة في عامي 2016 و 2017 لصالح ايران وليست لاميركا لقد باتت ايران اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2015 وبالتالي اذا تقرر إحداث تغييرات في الاتفاق النووي ينبغي أن تصب لصالحنا حيث استطعنا إحباط الحظر".

وخاطب قائد الثورة الادارة الاميركية بالقول: إن صعوبات جمّة تحيط بكم يوما بعد يوم وليس من الواضح ماذا سيكون مصير هذا الرئيس، ولسنا في عجلة من مقترحنا، نعم ينبغي الاستفادة من الفرص وفق عقيدتنا الا اننا لن نتسرع لأن المخاطر تفوق المصالح أحياناً وقد تسرعنا في الاتفاق النووي. 

ولفت الى ان بعض السياسيين في العالم يرون أنه لافرق بين من يكون الاول لكن الموضوع ليس بهذا الشكل، "لقد وثقنا بالاميركيين في عهد اوباما ونفذنا الالتزامات وفق الاتفاق النووي لكن الطرف المقابل لم يلتزم بتعهداته واكتفى برفع الحظر على الورق فقط فيما قاموا بإرهاب المستثمرين لذلك لاقيمة لتعهداتهم".

وعدّ الاميركيين بأنهم أخطأوا في التعامل مع ايران كما أخطأوا في شؤون المنطقة بشكل عام وأخطأوا بالتأكيد في دعم الكيان الصهيوني وتواجدهم الغاصب في سوريا، "وعليهم أن يدركوا ان الامة الاسلامية لن تنسى قضية فلسطين ولن تتخلى عنها كما ان العدوان على اليمن وقع في عهد حكومة الديمقراطيين قبل ترامب".