كانت هناك نقاشات في زمن الأئمّة أيضاً، لكن أن يتحلّقوا بشكل جماعي ويتحدّثوا، كانا لإمام الجواد عليه السلام أوّل من أقدم على تلك الخطوة. 

الإمام الجواد هو بالنسبة إلينا أسوة وقدوة شأنه شأن سائر الأئمّة المعصومين. حياة عبد ووليّ الله هذا انقضت في مكافحة الكفر والطغيان. ففي صباه نُصّب قائداً للأمّة الإسلامية وفي غضون أعوام قصيرة جاهد عدوّ الله جهاداً متراكماً بحيث لم يعد وجوده محمولاً بالنسبة لأعداء الله في سنّ الخامسة والعشرين، أي في ذروة الشباب وقاموا بدسّ السمّ إليه. كما أنّ سائر الأئمّة عليهم السّلام أضاف كلّ واحد منهم بجهاده ورقة على تاريخ الإسلام الزاخر بالمفاخر، فإنّ هذا الإمام العظيم أيضاً جسّد بجهاده جانباً هامّاً لجهاد الإسلام الشامل بشكل عملي وعلّمنا درساً عظيماً. ذلك الدرس العظيم هو أن عندما نقابل قوى النفاق والرياء، ينبغي علينا أن نشحذ الهمم ونرفع من مستوى وعي الناس من أجل مواجهة هذه القوى. عندما يعادينا العدوّ بشكل علني وصريح ولا يدّعي ويرائي، يكون العمل أسهل. لكن عندما يكون العدوّ مثل المأمون العبّاسي ويرسم لنفسه وجهاً تعلوه القداسة ومناصرة الإسلام، تكون معرفته صعبة بالنّسبة للناس. في مرحلتنا وفي جميع مراحل التاريخ، لطالما توسّل الجبابرة أنواع الحيَل والرياء والنفاق عندما عجزوا عن مواجهة النّاس...

الإمام الجواد كسائر الأئمة المعصومين يُعدّ بالنسبة إلينا أسوة وقدوة ونموذجاً. لقد جسّد هذا الإمام الجليل جانباً هامّاً من الجهاد الإسلامي الشامل في عمله وقدّم لنا درساً كبيراً. ذلك الدّرس الكبير هو أنّه عندما نقف بوجه القوى المنافقة والمرائية يجب علينا أن نشحذ الهمم من أجل توعية النّاس وحثّهم على مواجهة هذه القوى.

 

الإمام الخامنئي ١٩٨٠/١٠/١٠

 

الإمام الجواد (عليه السلام) هو مُبدع النّقاش الاجتماعي الحُرّ. طبعاً كانت هناك نقاشات عديدة في زمن الأئمّة أيضاً، لكن أن يتحلّقوا حول بعضهم بشكل جماعي ويتحدّثوا، كان الإمام الجواد أوّل من أقدم على تلك الخطوة.

 

الإمام الخامنئي ١٩٨١/٥/٢٣