قال الإمام الخميني في بيان آخر خاطب فيه الناس: التفتوا إلى ثورتنا رغم تغلّبها على العدو لم تنتصر بعد بشكل كامل، فإنّ العدو يتمتّع بمختلف الوسائل والحيل، وأنّ المؤامرات كامنة لنا، والشيء الوحيد الذي يحبط المؤامرات هو اليقظة والانضباط الثوري وإطاعة أوامر القيادة والحكومة الإسلامية المؤقّتة.

22 بهمن 1357هـ.ش / 13 ربيع الأول 1399هـ.ق / 11 يناير 1979م، من خلال مساعي بعض زملاء بختيار وكذلك أقارب المهندس بازرجان تقرّر عقد اجتماع بحضور بازرجان وبختيار وقره باغي. قال عباس أمير انتظام بشأن هذا الاجتماع: قبل الاجتماع اتصل بي بختيار هاتفياً، وقال بأنّه سيسلّم استقالته في هذا الاجتماع، إلاّ أنّ بختيار لم يحضر الاجتماع وإنّما اكتفى بإرسال استقالته إلى الاجتماع. 

وشنّت دبّابات الحرس الملكي هجوماً على معسكر القوّة الجوّية، فتصدّى لها الناس بقنابل المولوتوف، واُشيع حينها أنّ قوات إسناد إضافيّة أرسلت من باقي المحافظات إلى طهران، لكن تصدّى لها الناس في الطريق وأعاقوا تحرّكها بحفر الخنادق في طريقها.  فامتلأ الطب العدلي بالشهداء الذين سقطوا في الأيام الأخيرة ولم تكشف هويتهم وذلك عقيب المواجهات الأخيرة.  وسقطت بيد الشعب ترسانة الجيش وسجن (إيفين) وساواك سلطنة آباد والمجلسين (الشيوخ والوطني) والإذاعة والتلفزة ورئاسة الوزراء والدرك والشرطة. 

واعتقل أبناء الشعب (نصيري) رئيس السافاك و (سالار جاف) أحد جلاّدي النظام المعروفين، والفريق رحيمي، وكذلك قُتِل الفريق (بدره اى) قائد القوّة البرّية، ومحمد أمين وبيفكري اللّذين استخلفا قيادة الحرس الملكي.  قدّم قادة القوّات الثلاث استقالتهم خلال مثولهم أمام سماحة الإمام الخميني.  وأعلنت الفئات المسلّحة دعمها للإمام الخميني خلال مراجعتها لبيت الإمام.  وعقيب سقوط المؤسّسات الرئيسية للنظام وانسحاب الجيش طلب الإمام من أفراد الشعب أن يعيدوا النظام والهدوء. 

وقال رئيس مقر قيادة الجيش: من بين الموارد التي أدّت بالجيش أن يعلن حياده كانت كالآتي: 

- أوامر رئيس مقرّ قيادة شرطة المراكز بعدم المقاومة، في حين أنّ هذا كان خلاف الأوامر. 

- تمرّد القوّات المتمرّسة المرسلة لنجدة الضبّاط المحاصرين في مصنع الأسلحة الرشّاشة. 

- الهروب الجماعي للجنود وعودتهم إلى المعسكرات من دون إذن. 

- إخفاق القوّات الآلية في عملها بسبب إغلاق الجماهير الطريق أمامهم وإصابة اللواء رياحي بعيار ناري. 

- عدم تمكّن القوّة الجوّية من التحليق بسبب انضمام الضبّاط والطيّارين إلى صفوف الشعب.

أسقطت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني بقيادة سماحة الإمام الخميني النظام الشاهنشاهي (الملكي) الذي دام خمس مائة وألفين سنة، وقال الإمام الخميني في بيان آخر خاطب فيه الناس: التفتوا إلى ثورتنا رغم تغلّبها على العدو لم تنتصر بعد بشكل كامل، فإنّ العدو يتمتّع بمختلف الوسائل والحيل، وأنّ المؤامرات كامنة لنا

وكما أنّ انعدام النظام العام وعدم الانصياع للأوامر وإعلان الضبّاط وذوي الرتب العالية والتحاقهم بلجنة الإمام الخميني كان منتشراً بشكل واسع.  وأسقطت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني بقيادة سماحة الإمام الخميني النظام الشاهنشاهي (الملكي) الذي دام خمس مائة وألفين سنة. 

وقال الإمام الخميني في بيان آخر خاطب فيه الناس: التفتوا إلى ثورتنا رغم تغلّبها على العدو لم تنتصر بعد بشكل كامل، فإنّ العدو يتمتّع بمختلف الوسائل والحيل، وأنّ المؤامرات كامنة لنا، والشيء الوحيد الذي يحبط المؤامرات هو اليقظة والانضباط الثوري وإطاعة أوامر القيادة والحكومة الإسلامية المؤقّتة"، تعاونوا مع الحكومة الإسلامية المؤقّتة لنحظى سريعاً من خلال التعاون وحول الله وقوّته بإقامة إيران إسلامية معمورة وحرّة تغبطها شعوب العالم. 

وفي خطاب تلفزيوني حول إعلان الجيش حالة الحياد في المسائل السياسية، قال المهندس بازرجان: لقد أبدى الفريق (قره باغي) تعاونه مع حكومتي المؤقّتة أثناء لقائه معي. 

وخاطب كلّ من الآيات المرعشي النجفي والشيرازي في بيان لهما الشعب وقدّما له التهاني على انتصار الجمهورية الإسلامية، وبعد سقوط النظام الشاهنشاهي شكر طيّارو القوّة الجوّية الذين كان لهم دور هام في حركة الشعب المسلّحة، شكروا أفراد الشعب على تعاونهم ومساعدتهم التي كانت في محلّها. 

وبمناسبة سقوط نظام الشاه أرسل ياسر عرفات رسالة تهنئة إلى سماحة الإمام، وأعلن خسرو قشقائي في لقائه بسماحة الإمام عن دعمه لحكومة بازرجان، فبعث آية الله العظمى الخوئي برقية لسماحة الإمام هنّأه فيها على عودته إلى إيران، ولا يزال الدعم الواسع للحكومة المؤقتة مستمراً في مدن البلاد المختلفة وقد قام الشعب في جميع المحافظات والأقضية بقيادة علماء الدين المجاهدين باحتلال مراكز الدولة والمراكز الإدارية كمراكز الشرطة والساواك والمحافظة وغيرها، ويقومون بتشكيل لجان ثورية مسلّحة.

وزحفت الجماهير على ما تبقّى من آثار الشاه في أرجاء البلاد، فحطّموا تماثيله وتماثيل أفراد عائلته التي كانت تملأ الساحات والأماكن العامة. الحكومة المؤقّتة بدأت عملها استناداً إلى قوة القيادة والشعب. شعار «في فجر الحرية نفتقد الشهداء» كان ينتشر في كلّ مكان وخاصّة التلفزيون.

إيران تحرّرت، والنظام الملكي انهار بالرغم من قوّته والدعم الكبير الذي كان يتلقّاه من الخارج.  كانت أحداث الثورة من السرعة بحيث لم يتمكّن المسؤولون الأمريكيون من توقّع حدوث الثورة حتى الأيام الأخيرة، فلقد اتصل بريجنسكي من غرفة العمليات في البيت الأبيض هاتفيّاً بـ (ساليفان) وسأله: هل لا تزال هناك إمكانية للقيام بانقلاب عسكري؟ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين".

 

المصدر: وكالة مهر للأنباء