الآداب المعنوية للصلاة، الإمام الخميني: في بعض آداب الاستقبال.. الفصل الأول

الباب الخامس

في بعض آداب الاستقبال

وفيه فصلان

 

الفصل الأول

 

في السر الجملي للاستقبال

اعلم أن ظاهر الاستقبال متقوّم بأمرين: أحدهما المقدمي وهو صرف الوجه الظاهر عن جميع الجهات المتشتتة، والاخر النفسي وهو الاستقبال بالوجه إلى الكعبة أم القرى ومركز بسط الارض، ولهذه الصورة باطن وللباطن سرّ بل أسرار وأصحاب الاسرار الغيبية يصرفون باطن الروح عن الجهات المتشتتة لكثرات الغيب والشهادة ويجعلون جهة السرّ والروح أحدية التعلق ويجعلون جميع الكثرات فانية في سرّ أحدية الجمع، فاذا تنزّل هذا السر الروحي في القلب فيظهر الحق في القلب بظهور الاسم الاعظم الذي هو مقام الجمع الاسمائي، وتفنى الكثرات الاسمائية وتضمحل في الاسم الاعظم وتكون وجهة القلب في هذا المقام إلى حضرة الاسم الاعظم فاذا ظهرت هذه عن باطن القلب إلى ظاهر الملك فينتقش افناء الغير في الانصراف عن غرب عالم الملك وشرقه وينتقش التوجه إلى حضرة الجمع في التوجه إلى مركز بسط الأرض الذي هو يد الله في الأرض، وأما بالنسبة إلى السالك الذي يسير من الظاهر إلى الباطن ويترقى من العلن إلى السر فلا بد له أن يجعل هذا التوجّه الصوري إلى مركز البركات الارضية وترك الجهات المتشتتة المتفرقة التي هي الاصنام الحقيقية ، ويتوجّه إلى القبلة الحقيقية التي هي أصل أصول بركات السموات والأرض ويرفع رسوم الغير والغيرية حتى يصل شيئا ما إلى سرّ وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ويحصل في قلبه انموذجة من تجليات عالم الغيب الاسمائي وبوارقة وتحترق الجهات المتشتتة والكثرات المتفرقة ببارقة الهية ويؤيده الحق تعالى وتنحط الاصنام الصغيرة والصنم الاعظم عن باطن القلب بيد الولاية، ولا انتهاء لهذه القصة فاتركها وامضِ .