مقتطفات من سيرة الإنسان العظيم الذي جسد حياة الأولياء والصديقين.

 

* بعد مجزرة الخامس عشر من خرداد انعقد مأتم في بيت الإمام، وكان هناك بعض القرّاء يتلون القرآن، فأخذ بعض المتحمسين والمتأثرين بالحادثة بالهتاف وإطلاق الشعارات ضد النظام الشاهنشاهي. فالتفت أحد القرّاء قائلاً:

أرجو منكم عدم إطلاق الشعارات...!!

وكان الإمام جالساً فسمع ذلك وقال:

"أخرجوا هذا الرجل من المجلس... لقد قتلوا الناس، ولا اعتراض...

والاعتراض على إطلاق الشعارات؟!

إذا لم يتمكن الناس المظلومون والذين قدموا الشهداء من إطلاق الشعارات هنا فأين يطلقونها؟".

فانزوى ذلك القارئ‏ جانباً وكفّ عن القراءة.

 

* ويروي الشيخ إبراهيم الأميني أنه بعد الهجوم الفظيع الذي قام به السافاك على الفيضية وحدوث المجزرة الرهيبة. توجهت إلى منزل الإمام لأشرح له ما جرى فوجدت عدداً من الأخوة المجروحين والمضروبين قد سبقوني إليه وشرحوا له ما حدث من ضرب وجرح وقتل الطلاب. وخلال المجلس اقترح أحد الطلبة على الإمام بأن يسمح له بإغلاق باب المنزل لئلا يهاجمه السافاك، فلم يسمح الإمام بذلك، وكان أحد العلماء المقربين من الإمام حاضراً فقال:

لا بأس بهذا الاقتراح، هناك خطر، فأذنوا له بإغلاق الباب.

فأجاب الإمام: قلت لا.

فإذا كان عندكم إصرار على ذلك، فسأخرج إلى الشارع.

إن هذه الهراوات الخشبية التي ضُرب بها الطلاب كان من المفترض أن تقع على رأسي.

والآن تطلبون مني إغلاق الباب...؟!

ثم قام وتوضأ وصلّى بالطلاب جماعة في باحة المنزل وخطب بهم.

 

* ويروى أيضاً أنه بعدما توفي السيد الحكيم رضوان الله عليه جاء البعثيون إلى أحد المجالس لتقديم العزاء، فوقف جميع الحاضرين لهم باستثناء الإمام حيث بقي جالساً، محتجاً بذلك على أعمالهم وتصرفاتهم اللاإنسانية.

 

* ويذكر حجة الإسلام واعظ طبسي: تشرّفت بلقاء الإمام مدة 35 دقيقة بعد حادثة 15 خرداد لأشرح له ما حدث فيها. وفي الوقت الذي كنت أبيّن له ذلك، كان يستمع ويذرف الدموع حوالي ثلث ساعة.

 

* ومن حديث للإمام يقول فيه: لو أننا سلّمنا لأمريكا والدول الكبرى، لكان من الممكن أن يوفر لنا ذلك الأمن والرفاه الظاهريين ولما امتلأت مقابرنا بالشهداء الأعزاء. ولكن من المسلّم به والمتيّقن أن ذلك سوف يذهب باستقلالكم وحريتكم وكرامتكم.

فهل نقبل بأن نصبح خرافاً وأسرى لأمريكا والدول الكافرة ونتوقف عن تقديم الشهداء والجرحى... لكي ترخص أسعار بعض السلع؟!

 

* ومن كلام له:

إنني أخشى من أن يعتلي محللو اليوم طاولة القضاء ليقولوا:

يجب علينا أن ننظر ونرى إلى أي حد تنطبق فتوى الإسلام والحكم بإعدام سلمان رشدي مع الأصول والقواعد الدبلوماسية.

وبما أن حكم الله يستتبع وقوف السوق الأوروبية المشتركة في وجهنا فعلينا أن لا نكون سذجاً وينبغي أن نغض الطرف عن الذين أهانوا المقام المقدس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام العقيدة؟!

المصدر: مجلة بقية الله