«قال سليمان بن داوود (عليه السلام): أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلِّمنا ما علِّم الناس وما لم يعلَّموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله عزّ وجلّ في كل حال». ([1])

يقول النبي سليمان على نبينا وآله وعليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى أعطانا كل النعم التي أعطاها للناس وخصّنا بنعم لم يعطها لهم، وأعطانا كل العلوم التي عند الناس وخصّنا بعلوم لم يعطها لهم، فلم نجد من بينها كلها شيئاً أفضل من أربعة أمور:

1 ـ الخوف والخشية من الله تعالى في السر والعلن والغيب والمشهد.

2 ـ القصد والاعتدال في الغنا والفقر والضيق.

3 ـ قول الحق في حال الرضا والراحة والهدوء وفي حال الغضب والسخط. فإن إحدى المخاطر التي تهدد الناس هي هذه المسألة، حيث إنهم في حالتهم العادية حيث الراحة والطمأنينة يقولون الحق، ولكنّهم في حال الغضب يفلت زمام الأمور من أيديهم وينطلق لسانهم بالقول الباطل والقبيح.

 4 ـ التضرّع والاستغاثة والطلب من الله تعالى في كل الحالات سواء كان يواجه المخاطر والأحداث أم لا. فإن التضرع والطلب من الله تعالى عمل مرضي ومحبوب لله وقد رغّب وحثّ عليه الله في القرآن الكريم فقال (ولولا إذ جاء بأسنا تضرّعوا).

ولكن يجب الالتفات إلى أنّ التوفيق إلى هذه الأمور لا يحصل للإنسان دائماً، وما أكثر الأسباب المانعة من حصول هذه النعمة. ولذلك قال الله تعالى (ولكن قست قلوبهم)، وذلك لأن الانشغال بالمظاهر الدنيوية يوجب قسوة القلب، وقسوة القلب تمنع من حصول التضرّع، وإذا لم يتضرّع الإنسان فإنّ باب الفرج يغلق أمامه.

 من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

     [1] ـ الخصال / باب الأربعة / ح 246 .