لقد ربط الإمام (رضوان الله عليه) قضية النهضة بقضية عاشوراء في فصلين. الأول في المرحلة الأولي للنهضة، أي في أيام محرم عام 42 [1963م]، وذلك عندما صارت منصات تبيان قضايا النهضة ـ الحسينيات ومجالس العزاء ومواكب اللطم على الصدور وقراءة المراثي وذكر المصيبة ـ دينية. والثاني في المرحلة الأخيرة للنهضة، أي في محرم عام 57 [1978م] عندما نادى الإمام (رضوان الله عليه) بإحياء شهر محرم ودعا الناس إلى إقامة المجالس، وأعلن أن هذا الشهر هو شهر انتصار الدم على السيف، فجرى السيل العارم والشعبي العظيم من جديد. يعني أن أحداث النهضة التي تميزت بالروح والاتجاه الحسيني ارتبطت بأحداث ذكر المصيبة الحسينية وذكرى الإمام الحسين(عليه السلام).

هذا على الصعيد العملي. وأما على صعيد التبليغ والواقع والثبوت فالأمر واضح أيضاً.

لقد كانت حركة الإمام الحسين(عليه السلام) من أجل إقامة الحق والعدل «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». ونقرأ في زيارة الأربعين التي هي من أفضل الزيارات «ومنح النصح، وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». ولقد بيّن الإمام الحسين(عليه السلام) أثناء الطريق حديثاً معروفاً نقلاً عن الرسول(صلى الله عليه وآله)، فقال «أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله».

 

کامل الخطاب