الذكرى السنويةَ الحاديةَ والثلاثين لرحيل مفجر الثورة الإسلامية الامام الخميني رضوان الله عليه يحييها الإيرانيون هذه السنة بشكل مغاير جداً. فالمراسم تقام عبر برامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي والمؤتمراتِ والندوات المجازية بمشاركةِ شخصياتٍ فكرية وثقافية من مختلفِ أنحاء العالم.

المفكرون يبحثون في رؤى الامامِ الراحل حولَ مستقبلِ الصراعِ بين المستضعفين والمستكبرين وكذلك قراءاتِه لحركةِ الثورةِ ضد الظلم وسعي البشرية نحوَ العدالة فيما ستكون لقائد الثورة الإسلامية آيةُ الله السيد علي خامنئي كلمته في المناسبة عبر خطاب يلقيه صباحَ الاربعاء.

إيران لا يختلف فيها أثنان على أن الامام الخميني أعطى الثقة بالنفس وحقق الاستقلال للبلاد ومكّن الشعب والدولة الاسلامية ان تقف امام القوى العالمية الكبرى، وخلال السنوات الحادية والأربعين من عمر الثورة الاسلامية حدثت منعطفات وواجهت ايران حروبا ومؤامرات وموجات عنف ارهابي اضافة الى حصارات على عدة مستوى لكنها خرجت من كل ذلك منتصرة وباقل الخسائر.

أما الشعوب الإسلامية والعربية وشعوب اميركا اللاتينية والقارة الأفريقية فقد استلهمت من افكار الامام الراحل ما ساعدها على التخلص من واقع المظلومية والاستسلام والعبودية والخضوع للديكتاتوريات وقوى الاستكبار.

فمنذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران شهدت الشعوب المظلومة سلسلة ثورات وانتفاضات حققت الكثير من تطلعاتها وارغمت الانظمة على تغيير سلوكياتها هذا فضلا عن الالهام الذي منحته قيادة الامام الخميني في التأسيس للنزعة الثورية وفي تعزيز مسار تحقيق الحرية والعدالة والاستقلال.

فكريا، يولي العلماء والمفكرون من مختلف الاديان والجنسيات والطوائف احتراما وتقديرا كبيرين للامام الراحل باعتباره المعلم الاول الذي جسد المفاهيم الثورية والاخلاقية والقيمية الى واقع وممارسة تتولى تطبيقها الجمهورية الاسلامية.

المفكرون يعتقدون ان الامام الراحل زاوج ما بين السلف والتقليد من جهة وبين الحداثة من جهة أخرى. وها هي اليوم ايران وتحت قيادة اسلامية ونظام ديني تحقق انجازات عصرية ومتقدمة في العلوم التطبيقية وفي تكنولوجيا الفضاء والعالم السايبري وتتفوق على دول ظلت تعتقد بان العلمانية الصرفة والليبرالية المادية اكسير المدنية والتطور والرفاهية.