التأصيل الإسلامي؛ البعثة في النبوة.. المحاضرة الخامسة عشر من سلسة محاضرات ألقاها سماحة الإمام الخامنئي بمدينة مشهد قبل 46 سنة

 

البعثة في النبوة

الخميس 16 رمضان المبارك 1394 هجرية

11/7/1353 هجرية شمسية

 

موضوع حديثنا اليوم يدور حول التحول الذي يحدث في داخل النبي وفي العالم حينما تُلقى الرسالة على الرسول.

تعلمون أن القرآن الكريم حين يتحدث عن إرسال النبي يذكر ذلك بتعبير البعثة: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا)[1] ما معنى البعثة وما علاقتها بالنبوة؟

البعثة بمعنى القيام، وما معنى القيام؟ إنه التحرك بعد الارتخاء والركود. نهوض الأموات من قبورهم هو البعث: (هَذَا یَوْمُ الْبَعْثِ)[2] يوم القيامة. ربّ إنسان خامل فاقد للحركة قابع في بيته، يحركه المجتمع يمنة ويسرة، مثل خشبة تطفو على الماء، يحركها التيار حيث شاء. مثل هذا الإنسان حين يعود إلى نفسه، ويرى أن هذه الحالة لا يمكن الاطمئنان إليها ولا تُرضي قناعته، ثم يبحث عن حالة أخرى تحقق سعادته فإنه بذلك يستيقظ ويتحرك. مثل هذا الإنسان قد بُعث من جديد. وفي النبوة توجد مثل هذه الحالة.

أريد أن أعطيكم صورة جديدة عن النبوة. ربّما يُتصوّر أن النبي يأتي إلى مجتمع فَيَعظُه، ويقدّم له بعض تعاليم الدين، دون أن يكون له شأن آخر، ثم يؤمن به مَن يؤمن ويكفر به مَن يكفر.

ليس الأمر كذلك. في النبوة تحوّل وثورة[3]. تحوّل في داخل شخص النبي. يتغيّر، يخرج من حالة الركود، تتفجر في وجوده كل ما أودعه الله عنده من كفاءات وطاقات، ثم يفيض ما حدث في وجوده على المجتمع مثل نبع متدفق فيّاض. فيحدث على أثر هذا الانقلاب في شخصية النبي انقلاب في المجتمع، وتتحقق البعثة. فالنبوة إذن بعث وانبعاث وتحول وحركة وثورة. ثمة ملاحظات في هذا الباب أقف عندها.

الأولى: أن النبي قبل البعثة يمتلك أكثر من بقية الناس أرضية لعبودية الله، واستعدادًا لطاعة الله والتخلّق بأخلاق الله مما لا يمكن أن يتصوره غيره من الناس. يمتلك كل ما يمكن أن ينتشل الإنسان من حضيض الطين ليبلغ به قرب ربّ العالمين.

ولماذا كان أكثر من غيره في هذه المؤهلات؟ باختصار لأنه سيتلقى مسؤولية ثقيلة، مسؤولية النبوة تحتاج إلى قدرة في تحمّل الأعباء.. أعباء نقل المجتمع من مجتمع جاهلي إلى مجتمع توحيدي. وإذ يرى الله سبحانه ما يتحلّى به هذا الإنسان من إمكانات فإنه سبحانه يفيض عليه من لطفه ويهيئ له وسائل رشده. هذه المسؤولية لا يستطيع أن ينهض بها أمثال غاندي ولومومبا، لا يقدر عليها أمثال سقراط وأرسطو وأفلاطون، تحتاج إلى قوة تفوق غيرها من القوى لتحمل أعباء الرسالة والنبوة والبعثة.

الثانية: أن النبي قبل البعثة كانت له حياته العادية مع الناس، يرافقهم ويشاركهم. لم يكن منذ البداية يفكر في تغيير المجتمع. كان طبعًا غير راض عن الوضع القائم بفضل ما يملك من ذكاء وحساسية غير راض عن الظلم والتمييز والفقر، لكن الأمر لم يكن يتعدى هذا السخط على الأوضاع، لم يكن يبلغ درجة الاندفاع لقلب المجتمع وتغيير الحياة الاجتماعية إلى وضع غير الذي هو عليه.

انظروا إلى النبي موسى بن عمران (عليه السلام) كان يعيش في بيت فرعون ويأكل من موائده، ثم ينتصر لشخص من بني إسرائيل في نزاعه مع آخر من قوم فرعون، فيضرب الفرعوني، ويؤدي ذلك إلى قتله، ثم يعود من مدين من عند شعيب، ويُبعث بالرسالة. وحين يدخل على فرعون يقول عن حالته قبل البعثة (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّینَ)[4] أي إنني كنت لا أعرف الطريق المعارض للمجتمع الفرعوني آنذاك. لا يعني أنه أذنب في عمله، بل يعني أنه لم يكن بذلك الشخص الذي يسير في الطريق الصحيح الذي هو عليه الآن بعد البعثة.

هذه الحقيقة تصدق أيضًا على نبينا (عليه أفضل الصلاة والسلام) كما جاء في سورة «الضحى». وقبل أن نستعرض المقاطع المختارة من هذه السورة[5] أشير إلى روايات جاءت في ذيل تفسير هذه السورة. وهي روايات تأويل لا تفسير. ومثل هذه الروايات التي تُذكر في ذيل الآيات لا تقصد بيان ظاهر اللفظ، بل تضيف نكات إلى الآية، ولا يمكن أن يكون في الرواية عن الإمام الصادق(ع) حمل لما يخالف الظاهر، فالظاهر محفوظ، والرواية تريد إضافة شيء إلى ذلك.

(وَالضُّحَى) قسم بإشراقة نور الصباح (وَاللَّیْلِ إِذَا سَجَى) وبالليل إذا اشتدّ ظلامه. (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) إشارة إلى انقطاع الوحي عن النبي بعد مدة من بعثته بالرسالة وأنسه بجبرائيل. وذكر لهذا الانقطاع مدد مختلفة، قيل أربعين يومًا وقيل أيضًا ثلاث سنين ثم نزلت سورة الضحى لتبشر الرسول(ص) بأن الله سبحانه لم يودعه ولم يبغضه ويهجره.

(وَلَلْآخِرَةُ خَیْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى) الآخرة والمستقبل خير لك من البداية والماضي. عاقبة أمرك أفضل من بداية عملك.

(وَلَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) في الرواية أنها الشفاعة التي منحها الله لنبيه. حقًا أن الله منح نبيه من حق الشفاعة في الآخرة ما يرضيه. ولكن في هذه الدنيا أعطاه ما يرضيه. أعطاه فضيلة هداية الناس وإقامة المجتمع الإسلامي والغلبة على الأعداء، وفتح البلدان.. هذه النعم التي منحها الله لنبي الإسلام فأرضاه بها.

(أَلَمْ یَجِدْكَ یَتِیمًا فَآوَى) ألم يجدك الله يتيمًا فآواك. لقد فقدت أباك قبل ولادتك، وفقدت أمك بعد الوالد بقليل، ثم فقدت جدّك بعد سنوات قليلة، فكفلك عمك أبو طالب. كنت خلال هذه المدة كلها في أعيننا ومأوانا. وهذا تثبيت من الله لرسوله. لقد كان الله معك في كل منعطفات حياتك، وسيكون معك في حمل مسؤولية الرسالة. فلا تحسب أن الله سيتركك وشأنك.

(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) وردت في ذيل هذه الآيات روايات يقول بعضها بأن النبي تاه في صغره بشعاب مكة ثم هداه الله بعد أن عثر عليه جدّه. وقيل معناها: كنت تائهًا بين أهل مكة لم يعرفك أحد فهدى الله أهل مكة إليك. سواء كانت هذه الروايات صحيحة أم ضعيفة، فإن ظاهر معنى الآية غير ذلك، ظاهر الآية أنك يا رسول الله كنت ضالًا فهداك رب العالمين. وما معنى «ضالًا»؟ هل كان يعبد الأصنام؟ هل كان منحرفًا؟ هل كان مذنبًا؟ أبدًا فإن الرسول (ص) على الفطرة والاستقامة منذ صغره. بل إنه يعني أن ما منحه الله لك بعد البعثة والنبوة لم يكن متوفرًا لديك.

(وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) أي وجدك فقيرًا محتاجًا فأغناك عن الناس.

الهدف من عرض هذا المقطع من سورة الضحى هو أن مفادها يدل على أن النبي(ص) قبل البعثة كان يعيش حياة عادية مع الناس، وإن كان مستاءًا من الوضع القائم آنذاك. كان مستاءًا من اعتداء أشراف قريش على الفقراء والضعفاء، وشهد حلف الفضول[6]، ولم يشرك بالله طرفة عين، ولم يهادن الظالمين، وعاش في حالة فتوّة في ذلك المجتمع.. ولكن مع ذلك كله كان يعيش الحياة العادية في ذلك المجتمع، ثم نزل عليه الوحي فجأة فحدث ذلك التحول الكبير العميق في وجوده، وحين انحدر بعدها من غار حراء في جبل النور شبّ في أعماقه لهيب. فقد سمع:[7]

(إقرأ)، أجاب النبي «وما أقرأ» و«ما» هنا إما أن تكون نافية أي لست بقارئ أو استفهاميةيعني ماذا أقرأ؟ جاء الجواب: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ # خَلَقَ الْإنسانَ مِنْ عَلَقٍ # اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ # الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ # عَلَّمَ الْإنسانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ) عندها حدثت تلك الثورة الكبرى في داخل الرسول، فلم يعد مثل ذلك الإنسان السابق، أصبح عنصرًا آخر وجوهرًا آخر. وهذا التحول الداخلي الكبير كان مبعث ذلك التحول في العالم. إن لم يكن قد تغيّر هو ما كان بالإمكان أن يغيّر العالم. وهذا درس لأتباع الأنبياء كي يعلموا أنهم لا يستطيعون أن يغيروا مجتمعهم دون تغيير أنفسهم. وفاقد الشيء لا يعطيه.

 

ذات نـايافته از هستـي ‌بخش                 كي توانـد كه شـود هستي بخش

من لم ينل حظًا مـن الحيـاة                   كيف يستطيع أن يمنح الآخرين الحياة؟!

 

 

الرسول الأكرم حدث ذلك التحول العظيم في وجوده فاستطاع أن يصنع الإنسان الذي يتنازل عن حياته ولا يتنازل عن عقيدته. إنه لأمر عظيم أن يعاني بلال الحبشي من سياط الجلادين وتعذيب الأسياد المتغطرسين ساعات ثم يرفع صوته: أحد، أحد، أحد. لم تكن عملية صنع هذا الإنسان ميسورة، لم يكن من اليسير صنع أبي ذر وعبد الله بن مسعود. ولنستمع إلى بدايات صوت الوحي:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ) السورة توجّه نظر النبي وكل الموحدين إلى سلسلة من المراحل التي تفتح الآفاق نحو معرفة الله. وأبسطها وأولها«الخلق» فمنه تعالى مظاهر الخليقة كلها.

وبعد تثبيت مفهوم الخالقية العامة، ينتقل السياق إلى بيان عظمة خلقة الإنسان. خَلَقه من عَلَق. من دم منعقد. قلّما نلتفت إلى الفرق العظيم بين الإنسان والموجودات الأخرى. نمشي في الشارع فنرى الأبنية والسيارات ونرى مارّة أيضًا. ولا نفكر في الفرق العظيم بين الإنسان وغيره من الظواهر المشهودة. الطغاة بشكل خاص لا يعرفون مكانة الإنسان ولا يقدّرونها، ولا يعيرونها أهمية فهم مستعدون أن يزهقوا أرواح الملايين من البشر من أجل مصالحهم المادية الدنيئة.

بقليل من التأمل يمكن فهم الفرق العظيم بين الإنسان والموجودات الأخرى. وما الذي يميّزه؟ قوة العقل، ومعرفة الكليات، واستنتاج الجزئيات. فذلك مالا يستطيع أن يقوم به الحجر والشجر. قدرة الإبداع عند الإنسان تجعله يتطور باستمرار. يمتلك الإرادة واتخاذ القرار، لا كالنحلة التي ذكرناها أمس. ليس بالموجود الذي تسيّره غرائزه، بل يستطيع أن يتحرّك خلاف ما تُملي عليه الغريزة. هذه المميزات في الإنسان تعود بأجمعها إلى ما أفاضه الله من روحه في هذا الكائن:(فَإِذَا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِن رُّوحِی)[8].

كل هذه العظمة في الإنسان تبدأ من نطفة.. من علق.. من دم منعقد. هذا العلق يتبدل إلى إنسان كبير في الرياضيات والفلسفة والطب والفضاء. والآية تلفت نظر النبي إلى هذه الحقيقة لتصنع منه الإنسان الذي يعرف مكانته في الوجود.

(اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ # الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) وهذه مرحلة أعلى، وهي تعليم الإنسان. والقلم له أهمية في ارتقاء الإنسان. لولاه ما انتقلت علوم الجيل إلى الجيل التالي، ولما حدث التراكم المعرفي لدى البشرية. لو أن كتب أرسطو لم تصل إلى أبي علي بن سينا لما بلغ ابن سينا[9] مرتبته المعروفة في الفلسفة، ولو لم تكن الكتب الفقهية للشيخ الطوسي[10] مثلًا أو العلامة الحلي[11] تحت تصرف الشيخ الأنصاري[12] والميرزا الشيرازي[13] ــ وهما أعمق علمًا من العلماء الذين سبقوهم بألف سنة ــ لو لم تصل كتب أولئك إلى هؤلاء لما بلغوا ما بلغوا من نضج علمي.

(عَلَّمَ الْإنسانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ) علمه سبحانه فتح مغاليق المجهولات. هذه هي النعم التي أغدقها الله على الإنسان. حسنًا، إذا كان الله قد أعطى الإنسان نعمة القلم ونعمةَ معرفةِ ما لم يعلم فمن المفروض أن هذا الإنسان يطوي سلّم تكامله باستمرار ولا يتوقف عن ذلك لحظة واحدة، وأن لا تكون في حياته عودة إلى الشقاء. هل الأمر كذلك ؟ الجواب.

(كَلَّا إِنَّ الْإنسانَ لَیَطْغَى # أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) طغيان الإنسان هو الذي يؤدي إلى شقاء البشرية، هو الذي يحول دون أن يستفيد الإنسان من المواهب الإلهية أكثر ما يمكن وكما أراده الله. طغوا حين رأوا أنفسهم مستغنين، وبذلك خرجوا عن الطريق الإلهي. تستمر الآية في بناء شخصية النبي(ص). وجّهته إلى خالقية الله وتعليم الله وأنه سبحانه الأكرم، وأن الإنسانية لم تبلغ المرتبة التي ينبغي أن تصلها، بسبب طغيان الذين رأوا أنفسهم مستغنين. الذين كنزوا الثروات وجمعوا الأموال. هؤلاء هم الذين حالوا دون وصول البشرية إلى ساحل السعادة والنجاة. بهذه التعليمات وجه الله سبحانه نبيه إلى ساحة العمل بعد أن فجّر ما في نفسه من مشاعر وعواطف إنسانية.

(إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) هل هؤلاء الطواغيت سيحققون مآربهم؟! كلًا فعودتهم إلى الله، والعاقبة لله وللجبهة الإلهية. والبشرية ستتجه في النهاية إلى الطريق الذي رسمه لها الله. وفي السورة حقائق أخرى حول النبي والتحوّل الكبير الذي يحدثه في المجتمع. وهكذا الأمر في سورة النجم[14].

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ # وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى # مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى # وَ مَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَى # إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَى).

قسم بالنجم حين يهوي، ما ضلّ الرسول ولم ينطق بباطل. والآية بصدد المعراج كما ذكر كثير من المفسرين. الآية في مفهومها العام تتحدث عن التحول الذي حدث للنبي حين تلقّى الوحي. ولكن سبب النزول الذي ذُكر للآية هو أن هناك من لم يصغ إلى كلام الرسول حين تحدث عن معراجه. وتؤكد الآية أن كلامه لم يصدر عن هوى بل عن وحي أوحي إليه.

(عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوَى) قيل إن شديد القوى جبرائيل، وقيل هو الله، والقول الثاني أكثر انسجامًا مع «علّمَهُ» إذ التعليم من الله تعالى لنبيه.

(ذو مِرَّةٍ) ذو حكمة وقوة وبُعد عن الآفات. وإذا كان شديد القوى هو الله فهو أيضا ذو مِرّة.

(فَاستَوَى) فاستقام النبي وثبت على الطريق.

(وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى) لقد كان الرسول في أفق سام، وبهذا الافق تأهّل للنبوة.

(ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) اقترب، واقترب أكثر من ربّ العالمين.

(فَكَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَى) والآية فيها كناية عن القرب الشديد، وليس المقصود المسافة المادية.

(فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) عندئذ نزل عليه الوحي.

(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) ما رآه النبي هو رؤية قلبية غير كاذبة.

(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا یَرَى) هل تجاد لونه على رؤيته؟!

من مجموع هذه الآيات نفهم أن النبي بعد تكليفه بالرسالة قد تغيّر، واتخذ مسعاه طابع الجدّ والاجتهاد المستمرّ ليبعث المجتمع من جديد ويغيّره من الجذر والأساس، وهذه هي مسؤولية الرسالة.

والحمد لله رب العالمين.

[1] ـ النحل/ 36.

[2] ـ الروم/ 56.

[3] ـ في اللغة الفارسية تُستعمل كلمة «انقلاب» بدل كلمة «ثورة» وهي أقرب إلى معنى التغيير الجذري، لكننا لم نستعملها في العربية هنا خشية أن ينتقل الذهن إلى معناها الشائع اليوم وهو الانقلاب العسكري.

[4] ـ الشعراء/ 20

[5] ـ الآيات 1 - 8

[6] ـ هو حلف شهده رسول الله(ص) وهو ابن عشرين عامًا تعاهد فيه الحاضرون أن يكونوا يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه.

[7] ـ العلق/ 1 - 5

[8] ـ الحجر/ 29 و ص/ 72

[9] ـ أبو علي سينا (370 - 428هـ)، ولد قرب بخارا، وتبحّر في العلوم العقلية والطبية، من مؤلفاته: القانون في الطب، والشفاء في الفلسفة.

[10] ـ الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 - 460هـ) ولد في طوس من أعمال خراسان، وعرف باسم شيخ الطائفة. وفي العراق تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى. ومن مؤلفاته: تهذيب الأحكام والاستبصار وهي من الكتب الحديثية الأربعة.

[11] ـ الحسن بن يوسف الحلي (648 - 726هـ) وتبحّر في مختلف العلوم، ولذلك سمّي بالعلامة. بعد وفاة المحقق الحلي تولى زعامة الشيعة وهو في الثامنة عشرة من عمره.

[12] ـ الشيخ مرتضى الأنصاري (1214 - 1281هـ)، من أحفاد جابر بن عبدالله الأنصاري، ولد في مدينة دزفول وتتلمذ في كربلاء على يد كبار العلماء، وكتابه المكاسب مرجع للدراسات الفقهية حتى يومنا هذا.

[13] ـ الميرزا محمد حسن الشيرازي (1258 - 1338هـ)، صاحب فتوى تحريم التنباك التي أدّت إلى إفشال معاهدة بريطانيا مع إيران بشأن احتكار التنباك. كان في الصف الأمامي في الجهاد ضد الاستعمار البريطاني.

[14] ـ النجم/ 1 - 12