«وقال(عليه السلام) للشيعة: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والإجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى مَنْ ائتمنكم من برٍّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد(صلى الله عليه وآله).

صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدّى الأمانة وحسّن خُلُقه مع الناس قيل هذا شيعيٌّ فيسرّني ذلك...»([1]).

عصر الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) كان مهمّاً جداً، فإنّ الشيعة آنذاك كانوا كثيري العدد ومنتشرين في جميع الأقطار الإسلامية. ولذلك أوصاهم(عليه السلام)مضافاً إلى مراعاة الموازين الدينية بالمحافظة على الخصوصيّات الشيعية وهي كما قال:

التقوى والورع والاجتهاد والجدّ في سبيل الله وأداء الأمانة (سواء كانت مالاً أم أسراراً أم حُرُمات ونواميس). من دون فرق بين أصناف الناس سواء كانوا أبراراً أم فجّاراً.

وطول السجود (لأنّه من مظاهر التواضع والخضوع لله تعالى) وحسن المعاملة مع الجيران.

فإنّ هذه التوصيات كلها جاء بها رسول الله(صلى الله عليه وآله).

وكذلك يوصيهم بحضور جماعة أهل السنّة وعيادة مرضاهم وتشييع أمواتهم وأداء حقوقهم إليهم.

وعلى هذا فإن قام أحدكم بذلك بأن ورع في دينه وصدق في حديثه وأدّى الأمانة لأهلها وكان خلقه حسناً مع الناس، فإنّ الناس سوف تقول عنه هذا هو الشيعي في مقام المدح والإطراء عليه وهذا الأمر يدخل السرور على قلب الإمام(عليه السلام)

 

     [1] ـ تحف العقول، صفحة: 487.

من كتاب: كلمات مضيئة

من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله