بسم الله الرحمن الرحيم‏

المسؤولية الجسيمة لقوافل الحج‏

إني أتقدم ببعض الكلمات إلى السادة علماء الدين ورؤساء القوافل وكافة حجاج بيت الله الحرام .. أن على السادة أن يذكروا أن حج هذا العام هو غير الحج في الأعوام السابقة! ففي السنوات الماضية خاصة في السنوات الأخيرة، كان الحج يتمثل بعدد من القوافل الطاغوتية، أو كانوا يذهبون مع ممثلين للطاغوت وكان العديد منهم في خدمة الطاغوت، وإذا ما حدث خطأ هناك، سواء من قبل المعممين أو من رؤساء القوافل، كان خطأ الطاغوت ولم يكن ليصيب الإسلام منه سوء، بل كان يعمّق الإسلام.

وفي هذا العام فإن احد الأمور المهمة جداً هو قوافل الحج هذه. ومثلما ينبغي حصول تحول إسلامي في كافة الأجهزة والدوائر الحكومية، فإن قوافل الحج هذا العام ستكون محط أنظار المسلمين كافة .. في هذا العام ستتوجه الأنظار لترى ما هو الفرق بين هذا العام والأعوام السابقة؟ فهل أن أعمال هؤلاء الذين يدعون بأن نظام الطاغوت قد ولّى وأقيم نظام الجمهورية الإسلامية مطابقة لادعائهم؟ عليكم أن تتحملوا اليوم مسؤولية عظيمة وهي مسؤولية المحافظة على سمعة الإسلام! في هذا الحج الذي تتشرفون به إن لم يختلف وضعكم عن وضع زمان الطاغوت- لا سمح الله- فمن الممكن أن تريقوا ماء وجه الإسلام!

ففي زمن الطاغوت إذا ما ارتكب احد المعممين مخالفة، فالجميع ينعته بالطاغوتي. ولكنهم اليوم لا يقولون عنه طاغوتي وإنما إسلامي. فإذا لم يختلف وضعكم- لا سمح الله- في موسم الحج هذا العام ولدى أداءكم المناسك بمرأى ومسمع من بقية المسلمين، إذا لم يختلف عن الوضع الذي كان في عهد الطاغوت، فسوف يرى العالم أن الاسم جمهورية إسلامية بيد أن الفعل كما كان عليه في عهد النظام الطاغوتي، ومثل هذا من الممكن أن يسيء إلى‏ سمعة الإسلام. غير أننا نأمل أن تحافظوا على سمعة الإسلام إن شاء الله.

رحلة الحج رحلة إلى الله‏

فانتبهوا إلى أن سفر الحج ليس سفراً لكسب دنيوي وإنما هو سفر إلى الله! فلابد من تأدية كل الأمور بشكل إلهي. إن سفركم- الذي يبدأ من هنا- هو وفادة إلى الله، والسفر إلى الله تبارك وتعالى يجب أن يكون كما كانت أسفار الأنبياء عليهم السلام وأولياء ديننا طوال حياتهم وكانوا لا يتخلفون خطوة واحدة، فأنتم الآن كذلك وافدون إلى الله. وأنتم في الميقات تخاطبون الله بكلمة لبيك أي: أنت دعوت ونحن اجبنا! حذار من أن يقول الله تبارك وتعالى: لا، لا أقبلكم! حذار من أن تجعلوا هذا السفر سفر تجارة وتدنّسوه بالدنيا! إنه سفر إلى الله.

إنكم في هذا السفر الإلهي ترجمون الشيطان، فإن كنتم- لا سمح الله- من جنود الشيطان فسوف ترجمون أنفسكم! يجب أن تكونوا رحمانيين ليكون رجمكم رجم جنود الرحمان على الشيطان. إنكم تقفون في هذه المواقف الكريمة إياكم أن يدنّس وقوفكم بالمعصية، فهذا علاوة على كونه يذهب بماء الوجه أمام الله، فهو يذهب بماء وجه الإسلام في الدنيا!

إن ماء وجه الإسلام اليوم مرهون بوجودكم. فلتكونوا مثلًا أعلى للجمهورية الإسلامية! إن الحج في هذا العام نموذجي، إنه حج الجمهورية الإسلامية لا حج النظام الطاغوتي! فالشرف عظيم والمسؤولية أعظم. إنكم اليوم مسؤولون، وليس أنتم فقط وإنما كل فئات الشعب، والحكومة مسؤولة أمام الله تبارك وتعالى! إننا يجب أن نثبت بأن كل شي‏ء قد تغير وتحول، فإذا تقرر ألّا يحدث التغيير في الحكومة والقوافل وفيكم علماء الدين، فهذا يعني أن النظام كالنظام السابق وهو طاغوتي بكامله ولم نغير سوى الاسم! إننا نريد أن يتغير المحتوى إن شاء الله، أن يتغير محتوى النظام الطاغوتي إلى محتوى إنساني إسلامي. فانتبهوا تماماً واعلموا أنكم قد تحصلون في هذا السفر على المزيد من الكرامة عند الله تبارك وتعالى، أو أن تسقطوا لا سمح الله!

أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة والعزة لكم جميعاً والعظمة للإسلام!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطاب‏

التاريخ: 8 مهر 1358 هـ.ش/ 8 ذي القعدة 1399هـ.ق‏

المكان: قم‏

الموضوع: أهمية الحج ورسالة الحجاج‏

الحاضرون: السادة: محلاتي (مندوب الإمام)، ناصر ميناجي (وزير الإرشاد ورئيس مؤسسة

الأوقاف)، وجمع من رؤساء قوافل الحجاج‏

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏10، ص: 128