باسمه تعالى

 

جملة لمقام نائب صاحب الزّمان (عج)

   لقد ابتدع الصانع العليم الحكيم وفي مسير حكمته وعدله، عالم الوجود هذا من فائض جماله، ثمّ أتمّ للخلق لطفه بشموس الهُدى الّتي أضاءته، ولأن كرمه وإحسانه أزليّان وأبديّان، فإنّنا في عصر آخر الزّمان نشهد أنواراً من شمس أهل البيت تتجلّى لنا تحت ظلّ وحماية الحجّة، وها هو الممهّد لظهور الشمس الرابعة عشر . هو نور من تلك الأنوار بقوّته وصلابته وفي الوقت ذاته بما عليه من مظلوميّة يسعى لترسيخ حكم مبني على العدل، وبسط الطّريق أمام (الظّهور) ليُعبد الله سبحانه في ظلّه.

   نحن في قيادة المجموعة الصّاروخيّة قد اتّخذنا القرار بإذن الله وإن شاء الله دون توفر الإمكانيات اللازمة، لنكون العون بما لدينا من عشق ولهفة تشبه ما لدى الفراشات من لهفة نحو النّور، الّذي هو أحد أنوار أمير المؤمنين(ع) المقدّسة، ومثل مولانا الإمام علي (ع) حيث في العين قذى وفي الحلق شجى، يجهد لنشر الإسلام العزيز في كافّة بقاع العالم، و إعلاء كلمة الله. وألّا نعيد إيقاع الآلام في صدور الشّيعة من مظلوميّة علي والزّهراء (عليهما السّلام)في هذه الفترة من الزّمن لقائدنا ومقتدانا.

همّنا وسعينا في قيادة المجموعة الصّاروخيّة متمركز لجعل هذه المجموعة نقطة أمل وقوّة بالنّسبة لأهل الإيمان، وسبباً لخلق الرّعب والخوف والذّلّة بين الأعداء. وتلك الوظيفة هي أقلّ ما يمكن تقديمه كمؤسّسة. أمنيتنا أن يوفّقنا الله لنكون قبضة قويّة لقائدنا الشّجاع والنوراني في كلّ العالم. علّنا نكون ومن خلال قيامنا بواجباتنا أهلا لإسعاد فؤاد مولانا وكسب رضاه، فبرضاه نصل إلى رضا ربنا ويكون ذلك ذخراً لنا في كفننا، ونقول حتى إذا كان هنالك في هذه الحكومة الإسلاميّة أشخاص يؤلمون قلب مولانا، بسماحهم لأمريكا العدوّ الغدّار، عدوة الإسلام وفرعون هذا الزّمان والمتعطّشة لالتهام العالم، أن تُظهر قوّتها متجلّية من خلال دنياهم الضّيّقة، لكنّها وببركة وجود صاحب الزّمان "عج" سوف تبقى في أعيننا حقيرة ذليلة، والإسلام وأهل البيت والقائد المعظّم أعزّاء عظماء.

   فاليوم الذي تبدأ فيه الحرب مع أمريكا هو يوم عزّتنا، لعلنا في ذلك ننال ثوب شرف الشّهادة من الله المنّان، ونفدى في يوم عاشوراء لحسين زماننا ألا وهو السيد علي. فهذا محفلٌ لمحبّي السّيد علي. وإنّنا لننحني ساجدين سجدة الشّكر لما وهبنا الله ووفّقنا إليه. هنا حيث تفقد الأسماء والألقاب والعائلة والنّفس لونها ويبهت بريقها. ویحلّ محلّها الحبّ والانجذاب. ونرى إذا نظرنا في الوجود نوراً وأملاً ولطفاً وكرامةً من الحقّ تعالى.

   مع كلّ الجهود المبذولة، فإنّنا نحن وكذلك الصّواريخ ليس لنا أيّ قيمة، إلّا إذا شاء الله أن يجعل في هذه الأدوات وسيلة لنصر دينه، ويهبها الأثر لرفع دين الله كما هو الحال مع نمرود والذّبابة.

   وإنّني لخجل من الشّهداء وعوائلهم والجرحى، وأستحي من النّظر في وجوههم فنحن لم نستطع إتمام ما علينا اتّجاه الدّين.

   وإنّا لنحبّك يا حسين. محبّتنا للحسين وبكاؤنا ودموعنا عليه هي كلّ ما لدينا من رأس مالٍ، فبعيون بلّلتها الدّموع نتوجّه إلى محضر المتعالي قائلين : إلهنا مسّنا وأهلنا...

   بلطف من الله هذا العام هو العام العشرون على تأسيس القوة الصاروخية في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة المقدّس. عشرون عاماً من العزّة والعناية الإلهيّة شهدناها في كافّة المجموعة الصّاروخيّة. عشرون عاماً وأبناؤكم يعملون على جميع الأصعدة بما يشمل ذلك تنظيم وتطوير الأجهزة الصّاروخية، وكذلك التّعليم والإصلاح، والبحث، التصنيع والإنتاج....

قسماً بالله عزّ وجلّ، لو عملنا بروح أخوية وسخّرنا بحكمة كلّ الإمكانات والقدرات واتكلنا على الله المتعال واشتغلنا بقلب واحد فإنه يمكننا إعلاء ديننا ونصرة قائدنا العظيم والمظلوم. وأن نطيح-بإذن الله ومشيئته- بعدوّ الإسلام الغدّار المتمثّل في أمريكا والكيان الصّهيونيّ المنحوس في الذّلّ والزّوال، رافعين راية الإسلام العزيز المرفرفة فوق جنائزهم المشؤومة.

 

ترجمة: دار الولاية للثقافة والإعلام