يوصي الإمام الخميني (قدس سره) خطباء المنبر الحسيني أيدهم الله تعالى بعدة وصايا من شأنها المحافظة على استمرارية حرارة كربلاء متدفقة في صدور المؤمنين ومن جملة هذه الوصايا:

1ـ التذكير بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظلمة عندما يقول (قدس سره): «يجب التذكير بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظالمون في كل عصر ومصر... وفي هذا العصر الذي هو عصر مظلومية العالم الإسلامي على يد أمريكا...».

2ـ اهتمام الخطباء بتذكير الناس وتوجيههم إلى القضايا الإسلامية، السياسية منها والاجتماعية لتبقى في ذاكرتهم وليتابعوا الحكام ويحاسبوهم فيما لو تصرفوا بشكل يسيء للإسلام والأمة وإن هذا التوجيه هو نابع من هذه المراثي التي يلقونها على مسامع الناس وقد أكد الإمام على ذلك من خلال أمنياته لخطباء المنابر بقوله:

«ليهتم خطباء المنابر ـ أيدهم الله ـ ويسعوا إلى دفع الناس إلى القضايا الإسلامية وإعطائهم التوجيهات اللازمة في الشؤون السياسية والاجتماعية... فنحن أحياء بهذه المراثي».

3ـ التأكيد على قرّاء العزاء بعدم الاختصار بقراءة المراثي الحسينية وبجعلها من الأمور الثانوية والهامشية بل ليكثروا من ذكر هذه المصائب ويسهبوا بشرحها، ليتعلم الناس وليكونوا حاضرين وعلى أهبة الاستعداد دائماً في ميادين الأحداث فيرى سماحة الإمام (قدس سره) «إن على الخطباء أن يقرأوا المراثي حتى أخر الخطبة ولا يختصروها بكلمتين.. بل ليتحدثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت... كي يصبح الناس على أهبة الاستعداد، وليكونوا حاضرين في ميادين الأحداث، وليعلموا بأن أئمتنا قد أنفقوا كل أعمارهم لنشر الإسلام وترويجه».

4ـ المحافظة على استمرارية تلاوة المراثي كما هي وكما كانت تتلى في السابق مع الإلتفات والتنبيه إلى الممارسات المنحرفة والخاطئة والتي تعطي صورة غير صحيحة عن هذه الشعائر العظيمة ويشير الإمام إلى ذلك عندما يقول (قدس سره): «على الخطباء أن يتلوا المراثي كما كانوا يفعلون في السابق... ينبغي أن تعلموا إذا أردتم الحفاظ على نهضتكم فيجب أن تحافظوا على هذه الشعائر والسنن، وطبعاً فإنه إذا كانت هناك أعمال وممارسات منحرفة وخاطئة يرتكبها أشخاص غير مطلعين على المسائل الإسلامية فيجب أن تتم تصفيتها، لكن المآتم ينبغي أن تبقى على قوتها».

وعبر ما تقدم أكد الإمام الخميني (قدس سره) في وصاياه للخطباء وقرّاء العزاء على أمور يمكن أن نوجزها بالتالي:

أولاً: تذكير الناس بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظلمة.

ثانياً: اهتمام الخطباء بتوجيه الناس إلى القضايا الإسلامية وخاصة المعاصرة منها ليتتبعوا الحدث.

ثالثاً: عدم اختصار مجالس العزاء وتهميشها.

رابعاً: الإكثار من ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ليتعلم الناس من خلالهم.

خامساً: إبقاء الناس على أهبة الاستعداد لمواجهة الأحداث.

سادساً: المحافظة على نقاوة المنبر الحسيني وتصفيته من الانحرافات الموجودة والمسيئة له.

سابعاً: الإبقاء على جذوة وذروة وقوة المنابر الحسينية حية ومشتعلة.

 

وصايا لجموع المعزين

1ـ «أحيوا عاشوراء فباحيائها يصان بلدكم من كل سوء».

2ـ «إن البكاء عليه (الإمام الحسين (عليه السلام) هو الذي حفظنا».

3ـ «عليكم أن لا تنخدعوا بمزاعم وأحابيل الشياطين الذين يريدون أن يجردوكم من هذا السلاح.. ليحذر شبابنا من الانخداع بذلك، فهذه الشعائر الحسينية هي التي حفظتنا وصانت البلد».

4ـ «علينا أن نعرف رمز بقاء الشيعة طوال الزمن الماضي، منذ عصر أمير المؤمنين (عليه السلام) وحتى الآن...».

5ـ «لقد أقيمت هذه المجالس على مر التأريخ بأمر الأئمة (عليهم السلام) فلا يظنن بعض هؤلاء الشبان بأن المجالس الحسينية ليست إلا مجالس للبكاء! وأن علينا الآن أن نكف عن البكاء فهذا خطأ فادح يقعون فيه».

6ـ «ليعلم شعبنا قيمة وأهمية هذه المجالس، فهي التي أبقت الشعوب حية، وينبغي أن تزداد هذه الجالس في أيام عاشوراء، وتنمو وتنتشر، بل أنها ينبغي أن تكثف حتى في باقي أيام السنة».

7ـ «عليكم أن تدركوا بأنه لو لم تكن هذه المواكب موجودة ولو لم تكن هذه المجالس والمراثي مقامة فإن انتفاضة 15 خرداد (5 حزيران 1963م) ما كان يمكن لها أن تحصل».

8ـ «لا تدعوا التظاهرات والمسيرات تحل محل مواكب العزاء والمآتم، لا تسمحوا لهم أن يسلبوكم العزاء الحسيني، أقيموا المواكب الحسينية، ثم سيروا في تظاهرات حسينية واعقدوا التجمعات للمآتم».

ومما تقدم فإن أهم الوصايا التي وجهها الإمام المقدس لجموع المعزين بسيد الشهداء (عليه السلام) هي:

أولاً: التأكيد على إحياء عاشوراء والمشاركة الفعّالة بهذه المجالس.

ثانياً: التأكيد على البكاء وأنه بسببه حفظ التشيع وعدم الكف عن ذلك.

ثالثا: الاستماع والإنصات جيداً لما يتحدث عنه في هذه المجالس.

رابعاً: «إن هذه المجالس أقيمت بأمر الأئمة (عليه السلام) فيجب أن تفعّل وتزداد وتنتشر حتى في غير أيام محرم والمشاركة فيها».

خامساً: المشاركة بمواكب العزاء واللطم على الصدور وأهمية ذلك أكثر من التظاهرات.

سادساً: إن حضور هذه المجالس تبقي حرارة التواصل مع أهل البيت (عليهم السلام).

فلنبقي على هذه العلاقة حيّة بذكر مصائبهم وتضحياتهم (عليهم السلام) لأن بذكرهم كما تحدث الإمام وأشار بقي هذا الدين حياً حتى الآن وكلما كانت العلاقة واضحة مع أهل البيت (عليهم السلام) فسيبقى الإسلام المحمدي الأصيل حياً فينا ننشد فيه العدالة ونسحق كل طاغ متجبر لا يريد الخير لهذه الأمة.