أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صمود وثبات الشعب الإيراني، مشددا على أن أي إجراء خاطئ من جانب نظام الهيمنة في إطار الاتفاق النووية سيواجه برد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

جاء ذلك في تصريح لسماحة قائد الثورة الإسلامية خلال رعايته صباح يوم الأحد حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط جامعة علوم الأمن الداخلي الإيراني.

وفي مستهل كلمته أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ماضي قادة نظام الهيمنة خاصة أميركا وأذنابها في زعزعة الاستقرار في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية وأضاف، رغم كل هذه الإجراءات والتحركات الشريرة التي جرت على مدى الأعوام الـ 38 الماضية لضرب الأمن في إيران، إلا أن المؤسسات العسكرية ومنها قوى الأمن الداخلي والشباب المؤمن صامدون بكل شجاعة ويدافعون عن امن البلاد.

ونوه إلى المهمات المتنوعة والواسعة لقوى الأمن الداخلي في إنحاء البلاد، معتبرا قدرات هذه القوة وإقدامها وإجراءاتها التي تقوم بها في وقتها المناسب وشجاعتها، بأنها مبعث فخر ورفعة للنظام.

وأكد بان قوى الأمن الداخلي بتوفيرها امن الشعب قد وفرت الأرضية لصون سمعة الجمهورية الإسلامية، واعتبر امن البلاد بأنه نموذجي في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة في المنطقة وقال، في حين أن أيادي الأعداء الملوثة قد نشرت بذور الإرهاب في المنطقة، فمن المهم جدا توفير امن البلاد وكذلك تصدي قوى الأمن الداخلي للفساد والأشرار وان هذا الدور ينبغي تعزيزه يوما بعد يوم ومتابعته بجدية في أبعاده العلمية والبحثية والتجريبية والمهارية في مراكز مثل جامعة قوى الأمن الداخلي.

وأكد الإمام الخامنئي بأنه علينا أن نمتلك قوى امن داخلي في مستوى الجمهورية الإسلامية والحكومة الإسلامية ومجتمع إسلامي، وسنصل إلى هذا الهدف بتوفيق من الباري تعالى.

وأكد ضرورة الاقتدار المترافق مع المحبة للشعب وقال، إن التزام القانون والإقدام والشجاعة لتنفيذه بلا محاباة، تعد من الواجبات الأساسية لقوى الأمن الداخلي.

وفي تبيينه للأوضاع الأمنية المضطربة في المنطقة، أشار سماحته إلى التدخلات الشريرة والشيطانية لأميركا والصهيونية للتغلغل في المنطقة وتوفير مصالحهما اللامشروعة وإضعاف الشعوب وأضاف، انهم هم من اوجدوا داعش يوما وحينما بدا يلفظ داعش أنفاسه الأخيرة بهمم المقاومة والشباب المؤمن، اخذوا يبحثون عن طرق خبيثة أخرى ولكن بتوفيق من الباري تعالى وهمم شباب إيران والمقاومة سيتم تمريغ أنوف قادة نظام الهيمنة بالتراب.

واعتبر سماحته الطريق الوحيد لمواجهة نفوذ وأطماع قوى الهيمنة خاصة أميركا، بأنه يتمثل في شعور شعوب وحكومات المنطقة بالقدرة والعمل على استخدام هذه القدرة وقال، لو تراجعنا نحن فان العدو سيتقدم إلى الأمام.

وحول صلف ووقاحة أميركا في قضية الاتفاق النووي قال، إنهم يقومون كل يوم بعمل شرير وشيطاني، مما يؤكد صحة تصريحات الإمام الراحل (ره) الذي وصف أميركا بالشيطان الأكبر وفي الحقيقة فان نظام الولايات المتحدة هو أخبث الشياطين.

ولفت إلى الجهود والتوجهات العلمية للعلماء الإيرانيين للوصول إلى التكنولوجيا النووية وقال، انه وفقا لتقييمات علمية ودقيقة من الخبراء فان البلاد بحاجة خلال الأعوام القادمة إلى ما لا يقل عن 20 ألف ميغاواط للكهرباء المولد من المحطات النووية وبناء عليه فان الشعب الإيراني وبغية توفير حاجته توجه نحو مسار علمي وعملاني وخطوة مشروعة وصائبة وعديمة الخطورة إلا أن أميركا المعارضة للتقدم العلمي للشعب الإيراني وسائر الشعوب وقفت أمام هذا التحرك وفرضت إجراءات حظر ظالمة.

وأضاف الإمام الخامنئي، أن مسؤولي البلاد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن يتفاوضوا ويغضوا النظر عن جانب من حقهم من اجل رفع الحظر ولكن رغم كل القرارات والتعهدات والمناقشات الكثيرة التي جرت في المفاوضات نرى تعامل اميركا اليوم مع هذه المفاوضات ونتيجتها بأنه تعامل ظالم ومتغطرس ومتعجرف.

وطرح التساؤل التالي وهو انه ماذا ينبغي للشعب الإيراني والمسؤولين أن يفعلوا تجاه هذا التحرك المعادي؟ وقال، انه على المسؤولين أن يثبتوا للقادة الفاسدين لنظام الولايات المتحدة الأميركية بأنهم معتمدون على شعبهم الذي هو شعب مقتدر وببركة الإسلام لن يرضخ للقوة والغطرسة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية بأنه على الأميركيين أن يعلموا بان الشعب الإيراني سيظل صامدا على مواقفه المشرفة والمقتدرة وان التراجع لا معنى له في القضايا المهمة المتعلقة بالمصالح الوطنية في قاموس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأكد الإمام الخامنئي بأنه على العدو أن يعلم بأنه إن كانت القوة والغطرسة تعطيه النتيجة (التي يريدها) في سائر نقاط العالم فإنهما لا تنفعانه إزاء الجمهورية الإسلامية التي يقف نظامها صامدا ومقتدرا.

واعتبر أن السبب في العداء المتزايد ضد الشعب الإيراني بأنه يعود إلى انه "أصبح ملهما للشعوب الأخرى" وأضاف، إن مسؤولي أميركا الفاسدين والكاذبين والمخادعين، وبكل وقاحة يتهمون الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالكذب في حين أن الشعب الإيراني تحرك وبادر وسيواصل هذا المسار بصدق حتى النهاية.

وخاطب قائد الثورة الإسلامية، المسؤولين الأميركيين قائلا، إنكم انتم الكاذبون؛ فالكاذب هو من لا يعير أي أهمية لسعادة وازدهار أي شعب ويعتبر من الجائز له توفير مصالحه اللامشروعة بأي ثمن كان.

وأكد سماحة القائد أن الشعب الإيراني واقف بثبات وان أي إجراء خاطئ من جانب نظام الهيمنة في قضية الاتفاق النووي سيواجه بردّ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.