القائد: متغطرسو العالم ينوون إبعاد قلوب الناس عن الإيمان الديني

2010-06-05

في الذكرى العطرة لولادة بضعة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وحفيدها البار الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الخميس جمعا من الشعراء ومداحي وذاکري أهل البيت (عليهم السلام) في حسينية الإمام الخميني حيث ألقوا أشعارهم في مناقب أسوة العفاف والنبل السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وكذلك أشعارا ذات مضامين ثورية واجتماعية معاصرة.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء عن تهانيه بذكرى ولادة سيدة النساء في تاريخ الإنسانية وفخر الأمة الإسلامية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، واصفا ترسيخ ونشر معارف أهل البيت عليهم السلام وتعزيز أسس الإيمان الديني لدى الناس بالواجب الأهم الذي يقع على عاتق الأشخاص المؤثرين في المجتمع وقال: إن متغطرسي وجبابرة العالم وعصابات السلطة والثروة الدولية الذين أضعفتهم نهضة الشعب الإيراني، ينوون اليوم إبعاد قلوب الناس عن الإيمان الديني والمضامين الباعثة عليه من خلال اعتماد أساليب وآليات جديدة وفاعلة ولكن محاولاتهم هذه، ستفقد جدواها بالمجاهدة والشعور بالمسؤولية.

وأشار سماحته إلى الأعمال الكبيرة والمؤثرة للغاية التي قام بها الشعب الإيراني خلال الأعوام الثلاثين المنصرمة بعيد انتصار الثورة الإسلامية موضحا: لو كان الشعب الإيراني قد سمح للمستكبرين بفرض هيمنتهم على الشعوب ونهب مصادرها فما كان يتعرض اليوم لمثل هذا العداء والحقد.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية نشر الأفكار الباطلة والشهوانية واللهو وإثارة الفتن بأنه يشكل جانبا من سياسات العدو لمواجهة حرکة الشعب الإيراني وإيمانه الديني مصرحا بالقول: إن أحد العناصر التي تؤدي إلى تعزيز المعارف الإسلامية والمعنوية والثورية لدى الشعب الإيراني وتزيد من شجاعته، تتمثل في نشر وترسيخ محبة أهل البيت (عليهم السلام) في قلوب الناس وفي هذا المجال يتحمل مداحو أهل البيت (عليهم السلام) مسؤولية جسيمة للغاية.

وأشار الإمام الخامنئي إلى أن المحبة والعشق الفياض لأهل البيت (عليهم السلام) إلى جانب المعارف المترسخة والمستدلة والمنطقية سبب لبقاء واستمرار وزيادة الميل إلى الحق وقال: على مدى تاريخ الإسلام حتى الآن ترافقت العلاقة الفكرية والعقلية مع العلاقة العاطفية والقلبية بالرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) وأن تشويه هذه المحبة بأي شكل من الأشكال خيانة إلى التيار العظيم لأتباع أهل البيت (عليهم السلام).

وأشار إلى حاجة جيل الشباب في البلاد إلى الأمل والنشاط والتفاؤل والتوكل على الله والاعتماد على الوعود الإلهية والاتصال بأهل البيت (عليهم السلام) والافتخار بإيران الإسلامية والإمام الخميني (رحمه الله) وقال: على الشباب أن يعلموا أن مصيرهم ومصير عوائلهم ومجتمعهم مرهون بالمثابرة والعمل والجد والمتابعة وأن هذه المعارف والأخلاقيات يمكن نقلها إلى جيل اليوم عن طريق المضامين التربوية وبشكل غير مباشر في الأطر الملائمة والفنية.

وفي جانب آخر من كلمته أشار الإمام الخامنئي إلى المقام السامي لعصمة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها معتبرا حياة هذه السيدة العظيمة بأنها مفعمة بالجهاد وقال: إنها كانت فعالة ومؤثرة كالجندي المثابر في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية وكانت تعمل كالحكيم والعارف المجاهد بكافة واجباتها في التبعل وتربية الأولاد وكأم حنون.

واعتبر سماحته فاطمة الزهراء سلام الله عليها بأنها الآية العظمى والعليا للمرأة المثالية مشيرا إلى حِكم الخطبة الفدكية وقال: إن معارف هذه الخطبة ترقى إلى أسمى مستويات المعارف والحكمة وتدل على المكانة العلمية للزهراء سلام الله عليها.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية مجموعة الفضائل القيمة والفاخرة للزهراء (سلام الله عليها) خلال فترة عمرها القصير بأنها افتخار للتاريخ والمجتمع الإنساني وأضاف: من خلال العلاقة العاطفية والمحبة ووهج الاشتياق تنتقل مناقب وسجايا المعصومين إلى المستمعين وأن هذه العاطفة ترتكز على المنطق والحقيقة التي تلعب دورا في تاريخ التشيع كعنصر أساسي.