بيان الإمام الخميني بمناسبة استشهاد بعض القادة العسكريين في حادث جوّي

 بسم الله الرحمن الرحيم‏

 إنا الله وإنا إليه راجعون‏

 تلقيت ببالغ الحزن والأسف نبأ الحادث الجوي المؤلم الذي سقطت فيه إحدى طائرات القوه الجوية المحملة بالشهداء والجرحي في الحرب وأدي إلى استشهاد جمع من خادمي الإسلام والشعب المربّي للشهداء حيث كان بينهم اللواء ولي الله فلاحي واللواء نامجو واللواء فكوري والسيد كلاهدوز.

 لقد كان هؤلاء خادمين شجعان ملتزمين أسرعوا إلى جوار رحمة الحق تعالي أثناء أداء الخدمة وعملوا في الثورة وبعد انتصارها بكل جدّ وشجاعة في سبيل الهدف على أمل أن يردوا على ربهم بعد الانتصار المشرّف للشعب وبعد الأتعاب المضنية في سبيل الهدف والعقيدة مرفوعي الرأس وأن تشملهم رحمة الله الخاصة لاشك في أننا جميعاً سنطوي هذا الطريق وسنسرع إلى ربنا وإلى مصيرنا فهل هناك سعادة اكبر من أن يطوي الإنسان هذا الطريق أثناء الجهاد مع أعداء الإسلام وأداء الخدمة للحق وللناس والجهاد في سبيل الهدف والشرف.

 و ما أعظم سعادة هؤلاء الشهداء الذين أدوا واجبهم تجاه الإسلام والشعب الشريف وأسرعوا إلى حيث المجاهدون وشهداء الإسلام.

 على الشعب الإيراني وخاصة القوات المسلحة اليوم أن يحيوا ذكراهم ويواصلوا الجهاد مثلهم بكل شجاعة وقوة وجهاد ومثابرة اكبر وأن يسجلوا الانتصارات في الجبهات وخلفها وأن يسيروا إلى الأمام وأن يزيدوا من ارتباك الأعداء الذين عميت قلوبهم ويعدون أنفسهم وعوداً شيطانية كلما سقط واحد من مقاتلينا شهيداً. وأن يفهّموهم بأن الذين يجاهدون في سبيل الهدف والعقيدة ويذودون عن حمي الوطن لن ينالهم ضعف ولا خوف من استشهاد هؤلاء الشهداء. إن الشباب المقاتلين الشجعان في الجيش والحرس وسائر القوات المسلحة أتباع ذلك الشهيد الخالد[2] الذي يقول التاريخ بأنه كلما سقط أحد شبابه أو أصحابه شهيداً كلما زاد وجهه المبارك إشراقاً وشجاعة وعزيمةً، إنهم بقايا شجعان عصر صدر الإسلام الذين كلما سقطت الراية من يد أحد القادة رفعها شخص آخر ليواصل الجهاد في سبيل الهدف نحن رغم أننا فقدنا أعزة كراماً ولكن الهدف ثابت كما كان وإن أبناء الإسلام يدافعون عن الإسلام والوطن الغالي بعزيمة حديدية وإرادة حاسمة. ويسطرون المفاخر يوماً بعد يوم لأنفسهم وللوطن حتى يعلم الذين عميت قلوبهم والمنافقون واللاجئون إلى أحضان الغرب بأنه مادام الشعب الإيراني والقوات المسلحة الشجاعة حيّاً، فإن الشرق والغرب والمنبهرين بالغرب والشرق لن يجدوا مكاناً في بلاد بقية الله الأعظم. إنني أعزي الشعب الإيراني والجيش والحرس وسائر القوات المسلحة وقادتها الشرفاء وأسر الشهداء المحترمة وأهنئهم بهذا الحدث المؤلم، إن هؤلاء الشهداء وشهداءنا الكرام الذين استشهدوا في سبيل الهدف والقضية الإسلامية سبّبوا الفخر والمجد لأبناء شعبهم وللقوات المسلحة وأسرهم الكريمة أسال الله تعالي لهم الرحمة وللشعب وذوي الشهداء الكرام السعادة والصبر. والسلام على عباد الله الصالحين‏[3]

 روح الله الموسوي الخميني‏

 ــــــــــــــــــــــ

 [1] لقد حصل حادث في الساعة السابعة بعد الظهر في السابع من شهر مهر عام 1360 هـ ش في طائرة 031 التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت متجهة إلى طهران من مناطق القتال وسقطت في ضواحي جنوب طهران( كهريزك) لسبب غير معروف واستشهد القادة العسكريون السادة ولي الله فلاحي، موسي نامجو، جواد فكوري، يوسف كلاهدوز ومحمد جهان‏آرا.

[2] الإمام الحسين (ع).

[3] التاريخ: 8 مهر 1360 هـ ش/ 1 ذي الحجة 1401 هـ ق‏

 المكان: طهران جماران‏

 المناسبة: استشهاد جمع من المقاتلين ومنهم القادة العسكريون (الشهداء فلاحي، نامجو، فكوري، كلاهدوز) في حادث جوّي[1]

 المخاطب: الشعب الإيراني‏

 المصدر: صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 231