أصدرت الجمعية الإسلامية لخريجي الجامعات الايطالية بيانا أكدت فيه أن استشهاد «ادواردو آنيلي» لا يعني نهاية الدعوة إلى الإسلام بل يعتبر بداية لهذه الدعوة في الغرب.

 

وأفاد مراسل وكالة أنباء فارس في أصفهان أن هذه الجمعية وجمعية الشهيد ادواردو آنيلي الإسلامية أعلنتا ذلك في بيان مشترك خلدتا فيه الذكرى السنوية لاستشهاد هذا المسلم الايطالي  الذي اختار لنفسه اسم (مهدي) بعد اعتناقه الإسلام.

 

وأقيمت مراسم تخليد ذكرى هذا الشهيد الشاب في المكتبة المركزية بمدينة أصفهان بدعوة منظمة الثقافة والترفيه في بلدية أصفهان حيث تحدث فيها كل من عباس ديبالمو زعيم الطائفة الشيعية في ايطاليا وحجة الإسلام السيد محمد بوشهري أستاذ الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة الذي يقيم في أصفهان.

 

وتحدث في المراسم أيضا من خلال اتصال هاتفي مباشر محمد حسن قديري ابيانة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق في ايطاليا وسفير إيران الحالي في المكسيك الذي اتصل به الشهيد آنيلي حينذاك ليعلن إسلامه على يده بعد اطلاعه على القرآن الكريم والتريث فيما جاء فيه من آيات.

 

واعتبر بيان هاتين الجمعيتين الإسلاميتين الشهيد آنيلي الذي قتل في ظروف غامضة في ايطاليا مشعلا يضيء الظلمات ونورا للهداية.

 

وأشار البيان إلى لقاء هذا الشاب المسلم بمؤسس النظام الإسلامي في إيران الإمام الخميني (قدس سره الشريف) بعد انتصار الثورة الإسلامية وزيارة المرقد الطاهر للإمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) ليعزز روح الإيمان في نفسه التواقة لمعرفة الحق والحقيقة.

 

وكشف هذا البيان أن السلطات الايطالية حاولت التغطية على الظروف الغامضة التي اكتنفت اغتيال هذا الشاب الذي يعتبر الوريث الوحيد لعائلة آنيلي التي تملك الكثير من الشركات العملاقة في ايطاليا بينها فيات وغيرها من الشركات.

 

وقد استشهد هذا الشاب المسلم في ظروف غامضة قبل يومين من زيارته الثانية إلى طهران حيث منعت السلطات الايطالية استمرار التحقيق في اغتياله مما يظهر أن استشهاده جاء في إطار خطة أعدتها الصهيونية العالمية.

 

وُلد (إدوارد آنيلي) بتاريخ 6 / حزيران / 1954 م، في مدينة (نيويورك).

 

كان أبوه أحد الرأسماليين الكبار، حيث كان يملك معامل شركة (فيات)، وهو من عائلة (آنيلي)، وهي إحدى العوائل الرأسمالية القديمة المعروفة في (إيطاليا).

 

أما أمه فهي من عائلة (كارلوجي)، وهي من عوائل الملوك.

 

أكمل (إدواردو) دراسته الابتدائية، ثم سافر إلى (بريطانيا) لإكمال دراسته الأكاديمية.

 

وبعد أن أكمل دراسته الأكاديمية سافر إلى (الولايات المتحدة الأمريكية)، فدخل جامعة (برنيستون) قسم الأديان وفلسفة الشرق.

 

وبعد إكماله الدراسة حاز على شهادة (الدكتوراه) منها.

 

يروي لنا الدكتور (حسين عبد اللّهي) قصة اعتناقه للإسلام، وهو من أصدقائه المقربين:

 

كان (إدواردو) قد اطَّلع على الدين الإسلامي، وعمره عشرين عاماً، وكان عنده اطِّلاع كامل بالأديان الأخرى كذلك، وله بحوث وتحقيقات فيها.

 

ويُعدُّ (إدواردو) من جملة الذين تأثروا بقدرة الإسلام، فاعتنقوه.

 

وقد واجه (إدواردو) من عائلته بسبب اعتناقه الإسلام كثيراً من الحرمان والتهديد والتحقير.

 

اختياره للمذهب الشيعي:

 

عندما كان عمري عشرين عاماً ذهبت إلى إحدى مكتبات (نيويورك)، فوقع بصري على القرآن الكريم، فتناولته، وطالعته، وأنا في المكتبة.

 

وقد غمرني إحساس بأن هذا الكلام النوراني الموجود في هذا الكتاب ليس كلام بشر.

 

وبعد أن طالعته مرات عديدة آمنت به، وأصبحت مسلماً، ثم بعد ذلك اخترت المذهب الشيعي، وغيرت اسمي من (إدواردو) إلى (هشام عزيز).

 

وقد نقل عنه أصدقائه بأنه كان يأنس بتلاوة القرآن بعد منتصف الليل على ضوء الشمعة.

 

وفاته :

 

كانت لـ(إدواردو) رغبة شديدة في السفر إلى (إيران)، والذهاب إلى الحوزات العلمية في (قم) المقدسة، وكذلك كانت له رغبة بدارسة اللغة العربية وعلوم القرآن.

 

لكن المَنيَّة عاجَلَته قبل تحقيق مَسْعاه، حيث أنه قد عُثر على جُثَّته تحت جسر (فرانكو رومانو) في (إيطاليا) بتاريخ 15 / تشرين الثاني / 2000 م.

 

وتم دفنه بمقبرة عائلة (آنيلي) في قرية (فيلار بيروزا).