ولادته ودراسته

 

ولد الشهيد السعيد في مدينة الكاظمية عام 1957م وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها ودخل الجامعة المستنصرية عام 1975م وتخرج من فرع الرياضيات عام 1979م وعين مدرساً في محافظة كربلاء، ولكنه رفض التدريس مؤثراً الدراسة الحوزوية، فدخل الحوزة العلمية في الكاظمية وتتلمذ على يد الشيخ حامد الواعظ والشهيد الشيخ محمد الخالصي.

 

ولادته ونسبه

 

ولد الشهيد السعيد في مدينة سامراء سنة 1932م عندما كان والده آية الله السيد أحمد الحيدري يدرس هناك ونشأ على طلب العلم بشغف بالغ وشوق كبير، وهو من أسرة آل الحيدري التي عرفت بالشهادة والجهاد والعلم، فجده الإمام الثائر المرجع السيد مهدي الحيدري أول من أفتى بالجهاد ودعا إليه عندما دخل الإنجليز العراق عام 1914م وخرج بنفسه وأولاده يتقدم المجاهدين في جبهة القرنة [من توابع البصرة] وكان عمره يزيد على الثمانين سنة.  

 

دراسته ونشاطه

 

بعد أن تجاوز المراحل الأولية للدراسة هاجر إلى النجف الأشرف ليدرس على يد والده وعلى يد غيره من الاساتذة العظام، حتى نال نصيباً وافراً في العلم والمعرفة، وحصل على قسط كبير من المواهب النفسية والكمالات الأخلاقية العالية.. بعدها عاد إلى الكاظمية وانصرف إلى الدراسة والتحصيل وحضر دروس علمائها الأعلام كالسيد أحمد الكشوان والميرزا علي الزنجاني، كما درس عنده عدد من الطلاب والمثقفين. ثم انتقل إلى بغداد وصار إماماً للجماعة في مسجد عثمان بن سعيد ظهراً ومسجد الجعيفر ليلاً، وكثيراً ما كان يرقى المنبر للوعظ والإرشاد والتعليم، وكان يمتاز بقوة الأسلوب وحسن التأثير وسعة الاطلاع، وكان له المام بالثقافات الحديثة والمدارس الفكرية الجديدة.

 

كان أحد أعضاء جماعة علماء بغداد والكاظمية وكان يشارك في نشاطاتها وفعالياتها، وأخذ يؤم صلاة الجماعة في الصحن الكاظمي الشريف، وكان الشهيد من اولئك العلماء الذين تصدوا للمد الالحادي والجاهلية الجديدة وعرضوا أنفسهم للموت في سبيل الذود عن الدين وتثبيت أركانه كبقية علماء أسرته، وكان يقيم ندوة أسبوعية في حسينية آل الحيدري في الكاظمية بالاشتراك مع نخبة من المؤمنين الرساليين للوقوف بوجه التيار الشيوعي، وقد تعرض إلى التهديد بالقتل عدة مرات.

 

وكان رحمة الله عليه معروفاً بجرأته وصراحته وله مناقشات ومحاججات مع بعض المخالفين والمتجرئين على عقائد الشيعة، ولمّا جاء البعثيون إلى الحكم عام 1968م تعرض الشهيد لمخالفتهم للإسلام بالنقد علناً دون خوف ووجل.  

 

مؤلفاته

 

للشهيد السيد حسن الحيدري مؤلفات متفرقة في مختلف المواضيع منها:

 

1 ــ كتاب أحوال الإمام الرضا (ع).

 

2 ــ كتاب جوامع العلم.

 

3 ــ رسالة في القواعد القرآنية.

 

4 ــ مناقشة مع الدكتور أحمد أمين في كتاب ضحى الإسلام.

 

5 ــ كتابات فقهية استدلالية (الأحوال الشخصية).  

 

اعتقاله

 

ولمواقفه الشجاعة والبطولية ضد البعثيين الكفرة اعتقلوه لمدة شهرين تقريباً، وكان ذلك في شهر كانون الثاني عام 1983م، ولما لم يتمكنوا من أخذ تأييد للنظام المجرم دسّوا له السم المؤثّر على المدى البعيد! وأخرجوه مريضاً يفقد وعيه تارة ويستفيق أخرى، حتى لبى نداء ربه في شهر حزيران سنة 1968م شهيداً مظلوماً.