بسم الله الرحمن الرحيم

 

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله}

 

الشهيد البطل المجاهد صادق عبد الكريم مال الله

 

مقدمة:

 

اعتقل الشهيد صادق للمرة الأولى في شهر رجب عام 1407هـ (1986م) وأطلق سراحه في شوال من نفس السنة, ليتم اعتقاله المرة الثانية في عام 1408هـ (1987م) ويظل سجيناً حتى تاريخ إعدامه في 6 / 3 /1413هـ (الموافق 3/9/1992م).

 

قصة الشهيد صادق تحمل في طياتها دليلاً واضحاً على مايعانيه الشعب وخصوصاً المواطنين الشيعة في بلد ٍ يفتقر لأبسط دلائل العدل والحرية..فدماء الشهيد تشهد على صرخات الظلم والقهر التي تصاعدت في يوم ٍ فاضت فيه تلك الروح الطاهرة ظلما ً إلى بارئها بعد أن لاقت أشد أنواع التعذيب والإضطهاد, لينتهي ذلك اليوم بحكم ٍ ظالم يخلو من كل مظاهر العدل والمنطق..ينص على أن حياة صادق لابد أن تنتهي دون ذنبٍ أو سببٍ مقنعين...

 

تمهيد:

 

النظام السعودي - وكعادته - بين الفينة والأخرى يفجعنا بمجازره الرهيبة ومآسيه المحزنة التي أدمت ـ وما زالت ـ قلوب المسلمين, يباركها وعّاظ السلاطين الذين زَيَّن لهم الشيطان أعمالهم فلم يراعوا لله ولا رسوله ولم يجعلوا للمسلمين أدنى حرمة.

 

وبخطوةٍ إستفزازية وفريدة من نوعها أقدم النظام السعودي على إعدام الشاب المسلم (صادق عبد الكريم مال الله/25 عاماً) بعد سجن ٍ طويل دام أربع سنوات, قاسى أشد ألوان التعذيب خلالها; فارتحل إلى ربه مظلوماً شهيداً يستصرخ الضمائر الحيّة لفضح النظام المتسلّط، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

 

إن سطور هذه القصة لهي خير شاهد على انعدام أبسط الحقوق وغياب حرية التعبير والرأي والمذهب من - كتاب الشريعة الظالمة- الذي كتبه آل سعود بدماء شهدائنا بعد أن تجاهلوا الشريعة الإسلامية ومانصت عليه من رحمةٍ وحريةٍ وإنسانية..

 

سيرة الشهيد صادق عبدالكريم مال الله ونبذة عن حياته:

 

ولد المواطن صادق عبد الكريم كاظم مال الله في القلعة – الزريب بتاريخ 1387هـ (1967م) والتحق بالتعليم إلى مرحلة المتوسط ثم بعد ذلك أكمل الدراسة ليلاً.

 

كان الشهيد محباً للإطلاع والقراءة; فلم يأخذ بفكر أو رأي أو أي شيء آخر إلا وبه دليل أو حجة قاطعة كما أنه لم يرد أن يتبع المذهب عن من باب العاطفة, أو تقليداً لأبويه وأهله كما هو الحال في الكثير منا ، وفي هذا الصدد يذم القرآن الكريم الذين يتبعون آبائهم ويقول سبحانه تعالى : [ أنا وجدنا آبائنا على ملة........] بل كان باحثاً عن الحقيقة التي يبرأ بها ذمته أمام الله يوم القيامة ، فالذي كان يطمح إليه هو معرفة [ أي المذاهب الإسلامية أحق في الإتباع ] وكان يقارن ويفاضل بين المذاهب كلها.

 

اعتقال الشهيد:

 

اعتقل الشهيد للمرة الأولى في شهر رجب عام 1407هـ (1986م) وأطلق سراحه في شوال من نفس السنة, ثم اعتقل المرة الثانية في عام 1408هـ (1987م) وظل سجيناً حتى تاريخ اعدامه في 6 / 3 /1413هـ (الموافق 3/9/1992م). قضى منها سنتين في سجن الدمام وسنتين في سجن الرياض

 

سبب الإعتقال:

 

كانت فترة اعدام صادق مال الله هي فترة ايعاز النظام لبعض علماء البلاط بتكثيف الفتوى لتكفير أبناء الطائفة الشيعية وفي ظل ذلك صدرت عدة فتاوى للشيخ بن باز والشيخ بن جبرين وآخرين حول هذا الموضوع. وفي بداية الأمر كان المواطن صادق عبد الكريم مال الله يراسل أحد علماء البلاط من الرياض ويدور بينهم نقاشاً حول بعض القضايا الإسلامية وانجر النقاش حول الأديان بما فيها الدين المسيحي فاعتذر المواطن صادق مال الله عن النقاش لعدم اطلاعه على الدين المسيحي, ونظراً لأنه من المتتبعين والمطالعين لما يكتب حول الاديان والمذاهب طلب نسخة من الإنجيل لمطالعتها, بعد ذلك قدم الشيخ المذكور شكوى للمباحث السعودية تفيد بأن المواطن صادق مال الله قد اعتنق المسحية, وفي أول استدعاء له في المحكمة الكبرى بالقطيف أنكر صادق أمام القاضي فؤاد الماجد تلك التهمة وأردفها بالشهادتين وللأسف فإن فؤاد الماجد لم يتعامل مع القضية بإنصاف, فأخذ يطالب (مال الله) بالدخول في نقاش مذهبي وهذا ما رفضه صادق لعلمه بأن النظام يحاسب على مثل هذه النقاشات, بعدها قام القاضي فؤاد الماجد بتعقيد ملف المواطن مال الله وتحويله للمباحث العامة بحجة اعتناق المسحية مرة وسب الله والرسول والصحابة مرة أخرى، والواقع أن المواطن صادق مال الله شاب معروف بالتدين والصلاح, غير أنه يتمتع بالجرأة والشجاعة التي جعلته يناقش رجال المباحث حتى في القضايا السياسية والاقتصادية للنظام مما أدى به في ظل الضغوطات النفسية والجسدية أن يواجه النظام بكل جرأة مما أدى إلى تلفيق تهمة سب الله والرسول والقرآن وأعدم بهذه التهمة.

 

الإعتقال الأول:

 

جرت مراسلات بين الشهيد وأحد مشايخ الرياض فكان يناقش ويجادل ذلك الشيخ في المذاهب الإسلامية والأمور العقائدية التي تخص هذه المذاهب ، وقد سمع الشهيد أن الإنجيل يتكلم عن نبوة الرسول محمد (ص) وبما أنه يتكلم عن نبوة النبي (ص) فقد طلبه الشهيد للإطلاع عليه فقط لا غير وليعرف ماذا يحويه عن الرسول(ص) فلما وصلت الرسالة إلى ذلك الشيخ أبلغ عنها المباحث والتي جاءت بدورها لتفتيش منزل الشهيد والبحث فيه,

 

إلا أنهم لم يجدوا عنده أي شيء يفيد بإدانته فيسبب له الاعتقال ومع هذا قاموا بأخذه وإيداعه في سجن مباحث الدمام ثلاثة شهور, وقد كان عمره حينئذ ٍ 21 عاماً.

 

وهنا نطرح عدة تساولات حول هذا الأمر:

 

من المبررات المزعومة التي تم تداولها والترويج لها هي أن الشهيد لديه الإنجيل ويعمل به, فهل مجرد الإطلاع على الإنجيل حرام أو شرك أو كفر ؟ إن كثير من المسلمين في العالم قد سمعوا أو قرءوا الإنجيل وما يحويه وكان ذلك من باب الإطلاع فقط وليس العدول عن الدين الإسلامي الحنيف..

 

-أليس إذاعة مونتوكارلو تذيع عن ما يحتويه الإنجيل صباحاً ومساء؟

 

- أولم يكن أحمد ديدات يناقش الإنجيل في التلفاز؟

 

-أليس العديد من المذكرات والكتب تدرس في الجامعات وفيها الكثير من فقرات الإنجيل؟

 

فلماذا لم يعترض الإعلام السعودي الخبيث والفئة الوهابية على ذلك ؟

 

خروج الشهيد من السجن بعد الإعتقال الأول:

 

بعد فترةٍ قضاها الشهيد في السجن, تم الإفراج عنه, فلم يتخلى الشهيد عن القراءة بل واصل مطالعته للكتب للوصول إلى الحقيقة والنتيجة التي كان يطلبها, فتوصل للنتيجة الحتمية التالية [ أن مذهب أهل البيت له الأحقية في الإتباع وغيره لا يستحق ذلك ].أجل مذهب أهل البيت الذين قال الله تعالى فيهم [أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا].

 

مشكلة الشهيد مع البطاقة الشخصية:

 

لقد حاول الشهيد أن يستخرج له بطاقة شخصية من الأحوال المدنية بالقطيف وذلك بعد خروجه من السجن, إلا أنهم قد رفضوا إصدارها له واضعين له عدة عقبات وعراقيل وقالوا له [ قم بإعلان اسمك في الجرائد اليومية بأنك غير مديون لأحد وغير مستقرض لأموال من البنك ] وفعلاً قام الشهيد بذلك, وبعد صدور الإعلان ذهب الشهيد إلى الأحوال المدنية إلا أنهم فتحوا له أبواباً أخرى لتعجيزه عن إصدارها; فجعلوه يوقع على أوراق ومستندات يتعهد فيها ويعترف بأنه لم يسبق له أن قام بإصدار بطاقة شخصية ولا جواز سفر. فيتضح من ذلك أنهم لا يريدون أن يخرجوا البطاقة للشهيد بسبب التعليمات المسبقة إليهم من المباحث والتي تنص على عدم إصدارها له، وإلا فلماذا لم يستخرجوا البطاقة للشهيد بعد خروجه من السجن؟

 

الشهيد وتهديده للشيخ:

 

في المدة التي بقي فيها الشهيد بعد خروجه من السجن الأول كان قد أرسل خطاب يحمل تهديداً للشيخ الذي تسبب في دخوله السجن أول مرة, ومن ضمن الكلام الذي كتبه الشهيد وهو غاضب [ أنا مسيحي ودارس المسيحية في الخارج فأرني ماذا ستفعل ؟] أخذ ذلك الشيخ الخطاب وسلمه لدائرة المباحث مرة ٍ ثانية فاتخذته المباحث مصدراً يهددونه به، وبعدها داهم رجال المباحث منزل الشهيد مجدداً وللمرة الثانية دون أن يجدوا لديه أي شيء.. وقد تحدث لهم الشهيد قائلاً [ إنني لم أحصل على البطاقة الشخصية ولا جواز سفر وأنتم تعلمون ذلك ] فكيف له يذهب للخارج ويدرس المسيحية وهو لا يملك بطاقة شخصية ولا جواز سفر ؟؟

 

الإستدعاءات والإغراء الفاشل:

 

في خلال السنة التي قضاها الشهيد خارج المعتقل طُلب منه ثلاث مرات تقريباً الذهاب لدائرة المباحث والمحكمة الكبرى بالقطيف ، ونورد لكم قصة حصلت للشهيد في تلك الفترة:

 

ذهب الشهيد بعد الإستدعاء لدائرة المباحث ودخل مكتب أحد المسؤولين، وكانوا قد وضعوا قبل دخوله المكتب أموالاً على طاولة المسؤول التي بين الشهيد ورجل المباحث; لكي يغروه بها ثم ضغط رجل المباحث على زر الجرس منادياً أحد أتباعه, فلما دخل الرجل إلى المكتب أخذ المسؤول (رجل المباحث) يهيل عليه من تلك الأموال وهو يقول: [خذ هذا المال من الرجل الفلاني والرجل الفلاني] حينها كان السؤول يهدف إلى إغراء الشهيد لكي يعمل معهم ويعطوه مثل ما أعطوا غيره، وبعد هذا المشهد التمثيلي طلبوا من الشهيد أن يعمل معهم في مجالهم التجسسي الحقير, فعارض ورفض بشدة (رغم أنه كان يعيش حياة الفقر والحرمان وهو أكبر أفراد عائلته), فبائت محاولاتهم بالفشل والخيبة.

 

ما جرى للشهيد في المحكمة الكبرى في القطيف:

 

في إحدى المرات طلب أحد القضاة والمشائخ في المحكمة الكبرى بالقطيف والمعروف بالشيخ فؤاد من الشهيد أن يأتي للمحكمة فذهب الشهيد وكان مع الشيخ المذكور شيخين آخرين أي أن مجموعهم ثلاثة. عند ذلك سأله الشيخ فؤاد عما إذا كان مسيحياً أم لا, وعاد ليسأله عن الفرق بين المذهبين الشيعي والسني وهنا امتنع صادق عن الإجابة من باب أن هذا السؤال يجيب عليه العلماء.. فكان من سؤال الشيخ وجواب الشهيد له أن ظن الشيخ بأن صادق لا يفقه من المذهب الشيعي شيئاً وأنه مائل للمذهب السني بسبب مراسلاته لشيخ الرياض إلا أن ظنونه خابت وفشلت ولم يكن الشهيد كما ظن ذلك الشيخ; والدليل هو توقف الشهيد عن الإجابة لما يقارب الـ 15 دقيقة, ليس عجزاً في الرد عليهم ولكن لأمر كان يراه, غير أن المشائخ الثلاثة أصروا عليه بأن يتكلم ويسمعوا إجابته، فتكلم الشهيد وأجابهم بجواب ٍورد ٍ إستدلالي, وبالبراهين العلمية والمصادر المعتمدة لديهم وأوضح لهم بأنهم على باطل وأن مذهب أهل البيت (ع) على حق، وبإستمرار الشهيد في الكلام, صمت المشائخ الثلاثة عن الكلام وهو لا يزال مستمراً في حديثه الإستدلالي فتغير لون الشيخ فؤاد وثارت ثائرته.

 

هنا سأل القاضي صادق عما إذا كان شيخاً..فأجابه بالنفي موضحا ً بأنه شخص عادي وليس شيخا ً..

 

فخرج القاضي من المكتب ومعه ملف لفترة من الزمن وكتب فيه شيئاً ما, ثم عاد وأعلن انتهاء الموضوع وأمر صادق أن يعود لبيته برفقة رجال المباحث.

 

ذهب الشهيد مع رجال المباحث إلى سيارتهم وفي أثناء ركوبهم السيارة قالوا له رجال المباحث : نريدك أن تدعونا إلى وليمة غذاء في منزلك.

 

فقال لهم الشهيد : أنا لا أدعوا أناس على شاكلتكم ومشبوهين.

 

فقال رجال المباحث : إذاً نحن ندعوك إلى ذلك.

 

فتغير إتجاه السيارة غير الإتجاه التي كانت تسير فيه فحس الشهيد بأن هذه مكيدة مدبرة له, وبالفعل ذهبوا به لسجن مباحث الدمام ووضعوه بدون ملف ولا تحقيق ولا حكم.

 

الشهيد والإعتقال الأخير:

 

وضع الشهيد مرة ثانية في السجن بدون تحقيق ولا حكم وإنما بشكل إعتباطي وعشوائي. وفي المدة التي عاشها الشهيد في سجن مباحث الدمام دائماً ما كانوا يترددون عليه بين الحين والآخر عارضين عليه (وبإصرارٍ شديد) أن يصبح من أتباع المذهب الوهابي وأن يكون إماماً لمسجد ويصلي فيه, وسوف يحصل مقابل ذلك على شقة سكنية وراتب شهري بما يقارب الستة آلاف ريال وسيارة وغير ذلك من الإغراءات، وحاولوا إقناعه بذلك لكنه رفض وأصر إصراراً قوياً على إتباع مذهب أهل البيت (ع)، وبعد المدة التي بقي فيها في سجن مباحث الدمام, (والتي قد دامت سنتين), نقلوه لسجن مباحث الرياض ( سجن الحائر ) وبقي هناك لمدة سنتين كاملتين، وبعد مرور أربع سنوات على سجنه في المعتقل دون أن يشمله العفو, ذهب الشهيد ذات يوم ٍ إلى المسؤولين وقال لهم [سنة وثانية وثالثة ورابعة ولم يأتي العفو عني مع الذين قد شملهم العفو] فضرب بيده الجدار وبرجله الكرسي وهو يقول لهم [ستندمون على كل لحظة أعيشها في المعتقل].

 

الشهيد والعودة:

 

أُعيد الشهيد مرة أخرى لسجن مباحث الدمام في 23 رمضان 1412 هـ (الموافق 26/3/1992م) وفي أثناء عودته في مطار الرياض, كان قد شاهد الأطفال يلعبون ويمرحون في المطار وبراءة الطفولة بادية على وجوههم, وكان لهذا المنظر تأثيراً على الشهيد فأخذ يمازح الأطفال, وقد قال عن هذا المنظر[ لم أشعر بالحياة إلا حينما رأيت السماء خارج المعتقل والأطفال يلعبون في المطارعند ذلك شعرت بالحياة ] وكلنا يعلم بما تضفيه براءة الأطفال على الحياة وكيف تملؤها بالسعادة، علماً بأنه في هذه الفترة التي رجع فيها لسجن مباحث الدمام كا قد صدر عليه الحكم بالإعدام.

 

نختتم هذه الأسطر المؤلمة بتذكيركم بأن المواطن صادق عبد الكريم مال الله قد تم إعدامه في سوق الخميس بمدينة القطيف شرقي الجزيرة العربية..

 

تساؤلات واستنكار بقلوب ٍ تحترق ألماً...

 

إن الإفتراءات التي ادعاها النظام غير صحيحة ولم يعلن النظام عن أدلّته، كما أنّ الناس يعرفون الشهيد ومدى إلتزامه بالإسلام، وأنّه من غير الممكن أن يصدر منه ذلك. ويحقّ لنا أن نتساءل إن كان ما ورد في بيان وزارة الداخلية حقّاً فلماذا أُعقل ثم اُطلق سراحه ثم اُعتقل تارةً أخرى ولم يعدم إلاّ بعد أربع سنوات؟ وإذا كان قد سبّ الله ورسوله فلماذا دوت صرخاته في المسامع قبل الإعدام بصيحات (الله أكبر)؟ لماذا ولماذا... أسئلة لا يستطيع النظام (السعودي) أن يجيب عليها لأنّه أدرى بفعلته الشنيعة فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

 

شعبنا لا يصدِّقُ نظاماً اندَّك بٍعَمالته للأمريكيين حتّى أذنيه، وسلَّم البلاد والعباد أسرى للإدارة الأمريكية.. وأحداث الخليج ومطاردته للعلماء والمؤمنين والتنكيل بهم خير شاهد على ذلك.

 

مواقف تذكر:

 

1 ـ عند إنزال المواطن مال الله من السيارة التي نقلته إلى محل الإعدام لوحظ أنه يكثر من قول الشهادتين.

 

2 ـ قبل إعدامه أخذ يكبر بصوت عالٍ وهو يصرخ بأنه مظلوم.

 

3 ـ تعتبر حادثة إعدام المواطن مال الله أول حادثة في تاريخ البلاد بهذه التهمة الواضحة الكذب.

 

4 ـ حصلت حالات من التذمر لدى أبناء المنطقة الشرقية بسبب إقدام النظام على إعدام المواطن المظلوم مال الله.

 

5 ـ استنكرت المعارضة في الجزيرة العربية بكل فصائلها حادثة الإعدام وحمّلت النظام مسؤولية ذلك.

 

6 ـ أصدرت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في الجزيرة العربية كراساً بالمناسبة تحت عنوان "إعدام عقيدة".

 

لقد رحل صادق عن هذه الأرض, لكن روحه التي فاضت ظلماً لاتزال أكبر شاهد على غياب الضمير والرحمة والعدالة...

 

ماحصل ذلك اليوم (يوم إعدام صادق) وما يحصل اليوم لهو برهان واضح على أن الشعب في هذا البلد محروم من حقوقه الأساسية.. إن حرية المذهب وحرية الرأي والتعبير والبحث والإطلاع والتمحيص لهي أمر مسلم به في كل مكان بالعالم..هذه حقوقنا التي ولدت معنا منذ نشأة البشرية..لا بل إنها واجبات أيضاً..فمن واجب الإنسان أن يبحث ويطلع ويسأل ويتعلم ليعرف أي المذاهب وأي العقائد هي الأجدر بالإتباع فيتبعها بكامل قناعته دون أن يكون كالأعمى لاحقاً بما لحقه آباؤه وأجداده من قبله..وإلا فما فائدة عقولنا وقدراتنا التفكيرية والتأملية؟؟

 

نداء..

 

يا شعب القطيف الحر الأبي.. ويا أهل القطيف الشرفاء

 

أيها القطيفيون البواسل

 

صادق ابنكم قد راح شهيداً بسبب مالاقاه من عذابٍ وقهر ٍ وحكم ٍ جائز قد أنزف دمه دون ذنبٍ أو سبب ٍ حقيقيين..

 

صادق قد فارق الحياة بعد أن تسلطت السيوف على عنقه المظلوم دون وجه حق...

 

صادق مات دون ذنب ٍ يذكر سوى أنه قد عشق الإطلاع وأحب المعرفة والبحث أملاً في الوصول إلى الحقائق...

 

يا أبناء القطيف..دماء صادق لازالت تنبئ بوحشية ماحصل في ذاك اليوم من ظلم ٍ وهمجية وافتراء.. دماء صادق لم تجف بعد..لازالت ندية ً رطبة..تشهد كل يوم وكل حين على مايعانيه الشعب من قهر ٍ وعذاب...

 

دماء صادق لاتستحق أن تقابل بالنسيان..دماء بطلنا تستحق أن تخلد وتبقى على مر الأجيال والسنين...

 

وبدموع ٍ غاضبة...

 

أخبروني أيها المعارضين المخادعين ماذا حققت لنا معارضتكم الواهية غير الألم والعذاب والآهات؟؟؟؟

 

يا من تقلدتم المراكز وتبوأتم أعلى المناصب وغرتكم الأموال والمغريات أين مطالبنا وأين دواء دموعنا وقلوبنا العليلة؟؟ ألا تستحون أن تظهروا على الشاشات وفي المنتديات بابتساماتكم المزيفة ضاربين على صدوركم بأنكم ستفعلون وستفعلون؟؟؟

 

لو كان صادق مكان أحد أبنائكم فهل ستسكتون وتتناسون؟؟؟ أليس صادق ابن الشعب وابن البلد والمنطقه؟؟؟

 

لا ألومكم فحسب..بل ألوم كل قلب ٍ طيب ٍ قد صدقكم وفرح بعودتكم في يومٍ من الأيام...

 

حسبنا الله ونعم الوكيل.