من مواعظ النبي (ص):

 

"جاءه رجل بلبنٍ وعسل ليشربه، فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه، لا أشربه ولا أحرّمه، ولكني أتواضع لله، فإنه من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر وضعه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الله آجره الله".

 

(تحف العقول، ص46)

 

حيث أنه من المحتمل أن يتصور البعض أن عدم تمتع المعصوم (عليه السلام) ببعض النعم يعني التحريم، لذا يقول الرسول (ص): أنا لا أشرب هذا الشراب ولكني في الوقت ذاته لا أحرمه لأني لا أريد التمتع بكل النعم المحلّلة. والمراد بالرفعة هنا الرفعة المعنوية رغم أنها قد تفيد الرفعة الظاهرية أيضاً، لكن الرفعة الروحية والمعنوية أمرٌ مفروغ منه. أي إذا تواضع الإنسان لله رفعه الله روحياً وخلقياً وشمله بكراماته. كما أن القدر المسلم من الوضع هو الوضع والهبوط المعنوي، رغم أنه قد يعني أيضاً الهبوط والضعة الاجتماعية.

 

الجلسة (24) من دروس بحث خارج الفقه لسماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ 24/8/1378ش (15/11/1999م).