المقدمة:

 

إن ساحة دراسات السياسة الخارجية شهدت كسائر ساحات الدراسات آراء وتحليلات ونظرات متفاوتة، كما أن جهود المحققين والعلماء التي بذلت في سبيل وضع مفاهيم ونظريات للوقائع والحوادث الدولية، ورسم أسس لتحرك الدول وتصرفاتها قد واجهت بدورها موانع ومشكلات خاصة تنظيرية كالتي واجهتها سائر اختصاصات العلوم الإنسانية.

 

يدور هذا الأمر في ساحة مازالت تفتقد اقتدار المحيط الداخلي، وأهم خصاله انعدام القوة الفائقة وتعاظم الفوضى([1]). وكان السؤال المطروح دوماً هو: كيف تدرس السياسة الخارجية؟ وما هي الأسس التي تعتمدها الدول في تخاصمها؟ وكيف تتخذ الدول قراراتها في الأزمات؟ وكيف ترتسم متغيرات السياسة الخارجية؟ وبشكل عام ما هي المتغيرات المؤثرة في تشكيل توجهات وأهداف السياسة الخارجية؟

 

بعض المفكرين – ومنهم: مككلاند، مدلسكي، روزكرانس وكابلان – اهتموا بالسياسة الخارجية من زاوية النظام الدولي أو المستوى العام([2]).

 

فأولئك يرون أن من حق الدول التحرك ضمن إطار النظام الدولي، وأن السياسة الخارجية للدول محددة ضمن هيكلية ونتاجات النظام العالمي. هذه النظرة إما أنها أغفلت المميزات الداخلية للدول الأعضاء في النظام العالمي، أو أنها تعتبر أن دور المتغيرات الداخلية غير مهم. وعلى هذا الأساس يجب التعرف على هياكل ونتاجات وقواعد وقيم وأهداف النظام العالمي عند دراسة السياسة الخارجية.

 

أما المفكرين الآخرين- ومنهم: ريشارد سنايدر، جوزيف فرانكل- فإن جلّ اهتمامهم ينصبّ على المتغيرات الداخلية، ويعتبرون أن التعامل الخارجي للدول يتأثر عادةً بالعوامل والعناصر الداخلية. وفي هذا المجال تدرس متغيرات عديدة منها: العقائد والقيم والتصور الذهني لدى السياسي حيث تلقى اهتماماً خاصاً([3]).

 

وهناك مجموعة أخرى من أخصائيي العلاقات الدولية ومنهم: هنريد وجيمس روزنا - فقد اعتمدوا على الجمع بين المحيط الداخلي والدولي، واعتبروا وجوب الالتفات إلى المستويين معاً([4]). كما أن البعض الآخر اعتمدوا على نظرية الأنظمة قاموا بدراسة السياسة الخارجية من خلال جدواها([5]).

 

المقالة هذه تسعى إلى فهم السياسة الخارجية والتعرف عليها من خلال فكر الإمام الخميني(قده) وتحاول أن تحدد الأسس النظرية ونقطة عزم الإمام(قده) في نظرته للسياسة الخارجية، والقيام بدراسة وتحليل ساحة السياسة الخارجية المشحونة بالتعاون والتنافس والتعارض والخصومة. لهذا ومن أجل إعطاء جواب على المسألة الأساسية، فإن الإطار المفهومي المقترح لدراسة السياسة الخارجية هو دراسة السياسة الخارجية بالالتفات إلى المتغيرات الثلاثة: الإنسان والمحيط والدور الوطني، حيث يشكل الإنسان المتغير الأهم من بينها.

 

 1- متغير الإنسان:

 

1/1- ماهية الإنسان:

 

من خلال نظرته العرفانية والأخلاقية يبدي الإمام الخميني(قده) اهتماماً خاصاً بباطن الإنسان وروحياته وصفاته وأخلاقه وسيرته، ويتصدى في خطاباته وكتاباته لدراسة الإنسان والفرد حيث كونه مهذباً أو غير مهذب، ففي كتبه نجد الإنسان أحياناً بما هو إنسان، وأحياناً بما هو في منزلة حاكم وسياسي، وأحياناً على شكل أفراد أو مجتمع إنساني. ويتناول أعماله وسياساته الداخلية والخارجية حسب موقعه بدرجات متفاوتة. فيقول الإمام(قده) عن خلق الإنسان:"اعلم أن الإنسان أعجوبة لها نشئتان وعالمان، نشأة ظاهرة ملكية دنيوية وهي بدنه. ونشأة باطنية غيبية ملكوتية من العالم الآخر"([6]).

 

إن الإمام(قده) يرى أن نفس الإنسان عند فطرها كالصفحة الخالية من أي رسم، قد أودع  فيه نور الاستعداد واللياقة لنيل أي مقام. أما عن كيفية رشد النفوس الإنسانية ونموّها فيقول:

 

"اعلم أن النفوس الإنسانية عند بدء ظهورها، وتعلّقها بالأبدان، وهبوطها إلى عالم الملك كانت تحمل بالقوة جميع العلوم والمعارف والملكات الحسنة والسيئة، بل جميع الإدراكات والفعليات، ثم تحولت إلى الفعلية شيئاً فشيئاً، فظهرت فيها الإدراكات الضعيفة الجزئية أولاً بعناية الله جلّ وعلا، من قبيل الإحساس باللمس والحواس الأخرى الأخس فالأخس، ثم حدثت فيه بعد ذلك الإدراكات الباطنية وبالتدريج أيضاً، لكنه بقي في ملكاته بالقوة أيضاً، فإذا وقع تحت تأثيرات ما، تغلبت الملكات الخبيئة فيها بحسب النوع، وصار ميالاً إلى القبح وعدم الاتزان... ولما كانت عناية الله تعالى ورحمته قد شملت ابن آدم من الأزل، فقد جعل فيه نوعين من المربين والمهذّبين بتقدير كامل، وجعلهما كالجناحين... أحدهما المربي الباطني وهي قوة العقل والتمييز، والآخر المربي الباطني وهي قوة العقل والتمييز، والآخر المربي الخارجي وهم الأنبياء وإدلاّء طرق السعادة والشقاء"([7]).

 

يتحدث الإمام(قده) عن وجود القوى الثلاثة في باطن الإنسان، ويعتبر أنها منبع جميع الملكات الحسنة والسيئة، ومنشأ جميع الصور الغيبية الملكوتية. هذه القوى الثلاث هي: قوة الوهم، وقوة الغضب، وقوة الشهوة. وإن الإفراط والتفريط في أي منها يعود على الإنسان بالضرر.

 

ويشير الإمام(قده) إلى حديث الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول "الغضب مفتاح كلّ شرٍّ"([8]) فيقول "إن أكثر الفتن الكبرى، والأعمال الفجيعة وقعت بسبب الغضب واشتعاله"([9]).  

 

2/1- سياسة الفرد غير المهذّب:

 

واعتبر الإمام(قده) أن السياسة الخارجية للدول العملية والقوى الكبرى مرتبطة بالقوى الباطنية وعدم التهذيب، فقال عن أعمالهم وتصرفاتهم:

 

"يقهر ويظلم كل من تصل إليه يده، وكل من يبدي أمامه أي مقاومة يفعل به ما أمكنه فعله، وعند مواجتهه لأي أمر لا يلائمه يشعل الحرب والضجيج، ويبعد عن نفسه مضار ما لا يلائمه بأي وسيلة كانت، حتى لو أدى ذلك إلى أي إفساد في العالم... وكذلك هي قوة الغضب عند الإنسان، بحيث إذا أصبح مالكاً مطلقاً للرقاب في بلدٍ ما، فإنه سيلتفت إلى البلد الآخر الذي لم يمسك بزمامه بعد، بل إنه كلما طالبت يده أكثر كلما ازدادت هذه القوة فيه. وكل منكر لذلك ما عليه إلا أن يراجع نفسه، وينظر في حال أهل هذا العالم من قبيل السلاطين والمتمولين وأصحاب السلطة والمناصب، عندئذٍ سيصدقنا"([10]).

 

خلال حديثه عن وضع السلاطين وأصحاب السلطة يتناول الإمام سياسة النظام البهلوي العميل، فيقول:

 

"لقد جرّ النظام البهلوي العميل هذا البلد إلى السقوط في شتى المجالات خلال مدة أكثر من خمسين عاماً، ورمى بذخائر البلد الوفيرة في جيوب الأجانب وخاصة إنجلترا وأمريكا، وصرف الباقي على نفسه وعلى الإنجليز وعملائهم، وجعلنا نواجه المشاكل الكثيرة"([11]).

 

واعتبر الإمام(قده) أن سبب توجهات السياسة الخارجية للحقبة البهلوية ناشئة عن مسألة روحية في شخصية رضا باشا وابنه، ولدى السياسيين الأجانب غير المهذبين، وقال:

 

"لقد قام أولئك بهذه الأعمال لوجود مشكلة روحية لديهم، وهي اللاتناهي الذي يمارسه الإنسان في باطنه وفي فطرته، فأمال لا نهاية لها ولا تتوقف عند حدٍّ. وعندما تكون آمال الإنسان هكذا، ويكون الإنسان أسيراً لهذه الآمال التي لا تتوقف، ويرى المتجبر أن آماله هذه ورغباته المادية تلك وقدرته تلك تحفظ سلطته على شعبه، عندئذ لا يرى نفسه مجبراً على العمل من أجل شعبه، عندئذ لا يرى نفسه مجبراً على العمل من أجل شعبه، لأنه من الطبقة المرفهة ومن الطبقة المقتدرة، والقدرة وحب المال والجاه لا حد لها أيضاً. فيفعل ما يفعله بالشعب من أجل حفظ قدرته ودعامته، فيقدم للآخرين كرامة الشعب وخزائنه، ويبقى لنفسه شيئاً لا يذكر"([12]).

 

الإمام(قده) اعتبر أن السياسات الهجومية ودخول القوى الأجنبية إلى دول العالم الثالث والدول الإسلامية ناشئ عن وجود حكام لا يهتمون بمصالح الشعوب، ويقومون بأي عمل من أجل امتلاك السلطة وتأمين مطامعهم([13]) فهو يرى أن مشكلة العالم المعاصر المبتلى  بالحروب وسفك الدماء تنشأ من الأفراد غير المهذبين([14]) وأن وقوع الحربين العالميتين الأولى والثانية وسائر الفجائع العالمية كان بسبب وقوع الأسلحة بيد أفراد غير صالحين([15]) فيقول في هذا المجال:

 

"عندما لا يعتمد السياسيون الطريقة الأخلاقية والإنسانية، فيتحرك الطعّان، لكنه ليس طعّان الحيّ، بل طعّان منطقة واسعة من الدنيا، فما ورد  في الرواية "إذا فسد العالم فسد الحاكم" فإن مصداقه الأعلى هم علماء السياسة الفاسدون هؤلاء، الذي يجرّون العالم نحوا لفساد... فلو رحل أولئك عن العالم، لوجد الناس الهدوء والسكينة"([16]).

 

وحول سبب توسل السياسيين الكبار والقوى السياسية الكبرى بسياسة الهجوم والنهب، ولا تتوقف حركتهم تلك في سياستهم الخارجية يقول:

 

"هذه القوى الكبرى التي نسمّيها نحن قوى كبرى، يجمعون قواهم ليحققوا آمالهم الحيوانية والشيطانية، ولا يبلغونها تماماً، هذا إن كانوا يتوقفون عندما يرومون. لكنكم ترون أن هذه القوى مهما تقدمت نحو أهدافها، تعود وتخطو من جديد نحوها، ولو ملكت العالم كله، لما اكتفت...([17]) وكل هدف هؤلاء الجناة هو بلوغ نقطة من القوة، قوة سحق كل من يقف في وجوههم"([18]).

 

 3/1- سياسة الفرد المهذّب:

 

أما إذا كان الإنسان مهذّباُ، أي – كما يرى الإمام - أخضع نفسه لتربية الأنبياء([19]). وكان على رأس الشؤون السياسية، فإن توجه سياسته الخارجية سيعتمد قاعدة اللاشرقية واللاغربية، لأن جذور هذا الأمر نابعة من الصراط المستقيم. ويبيّن الإمام مفهوم الصراط المستقيم في السياسة الخارجية، ويعتبر أن السياسة اللاشرقية واللاغربية هي أساس أبدي لا تخلّف عنها في السياسية الخارجية لإيران الإسلامية"([20]).

 

يقول الإمام عن مفهوم الصراط المستقيم:

 

"... فالله تعالى بمقام اسمه الجامع وكونه رباً للإنسان لكنه على الصراط المستقيم، كما يقول: إنَّ ربّي على صراط مستقيم"([21]).

 

وخلال تفسيره للآية الشريفة ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ يقول الإمام(قده):

 

"الأحاديث الشريفة التي وردت في ذيل الآية الشريفة فسّرت الصراط المستقيم بأمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام"([22]).

 

فالإمام الخميني(قده) يرى أن المؤمنين يتّبعون الإنسان الكامل، فيخطون حيث خطى، ويسيرون بنور هدايته ومصباح معرفته([23]).

 

وقد بيّن الإمام الخميني(قده) كيف تكون سياسة اللاشرقية واللاغربية معتمدة على الصراط المستقيم، خلال لقائه بمسئولي وزارة الخارجية، فقال:

 

"بناءً على هذا، فإننا عندما نكون موحّدين، وعندما نكون يداً واحدة، عندها يمكننا أن نقف بوجه العالم كله ونقول إننا لن نسير نحو المغضوب عليهم ولا نحو الضالين. لن نسير نحو الغرب، ولا نحو الشرق. نعم عندها يمكننا أن نكون هكذا، وأن نسير على الصراط المستقيم"([24]).

 

ويرى الإمام(قده) إن إستراتيجية إيران الإسلامية هي السياسة الحقيقة لعدم الانحياز لاعتمادها سياسة اللاشرقية واللاغربية، ويؤكد عدم العدول عن هذه السياسة([25]) لأن بقاء الجمهورية الإسلامية وقوامها قائم على أساس هذه السياسة([26]) ففي إطار هذه السياسية يتشكل الاستقلال والحرية، والدفاع عن المحرومين والمستضعفين، ومواجهة الظلم والجور، وسائر خطط وأهداف الجمهورية الإسلامية.

 

ويقارن الإمام الخميني(قده) بين الثورة الإسلامية وسائر الثورات، ويعتبر أنّ من خصوصياتها الأساسية اعتمادها لسياسة اللاشرقية واللاغربية([27]) فقال في وصيته:

 

"إنني أوصي هنا الشعوب الشريفة المظلومة وشعب إيران العزيز أن يتمسكوا بحزم واستقامة وثبات بهذا الصراط الإلهي المستقيم الذي منَّ الله عليهم، المصان من الارتباط بالشرق الملحد أو الغرب الظالم الكافر، وأن لا يغفلوا لحظة واحدة عن التفرّغ بالشكر على هذه النعمة. وأن لا يسمحوا لعملاء القوى الكبرى القذرين – الأجانب منهم والمحليين الذين هم أسوأ من الأجانب - أن يضعضعوا نواياهم الرشيدة وإرادتهم الحديدية..."([28]).

 

 2- متغير المحيط:

 

وقد قسّمت متغيرات المحيط إلى مجموعتين: المحيط الداخلي (البلد) والمحيط العملياتي (النظام العالمي)([29]) ويعود الإمام(قده) إلى باطن الإنسان وتأثيره على أعمال الفرد السياسي وتحركاته، فيوضح العلاقة بين متغيريّ كلا المحيطين ومتغير الإنسان.

 

1/2- المحيط الداخلي:

 

بما أن متغيرات المحيط الداخلي عديدة، فسنشير باختصار إلى ثلاثة متغيرات فقط هي: نوع الحكومة، نوع المجتمع، الإمكانات والقدرات.

 

أ- نوع الحكومة: هناك عدة تقسيمات مطروحة لأنواع الحكومات، لكن المسلّم به هو أن السياسة الداخلية والخارجية للدول تتأثر بنوع هدف الحكومة وتركيبتها.

 

وقد أشار الإمام الخميني(قده) في كتاب الحكومة الإسلامية إلى حكومات الاستبداد والتسلّط المطلق، والمشروطة المتعارفة، والملكية، والإمبراطورية. ويقول عن الحكومة الإسلامية:

 

"إنّ الحكومة الإسلامية هي حكومة القانون. وفي هذا النوع من الحكومات يكون الحكم مختص بالله، والقانون هو أمر الله وحكمه"([30]).

 

ويذكر الإمام(قده) الشروط العامة للحاكم كالعقل والتدبير، ويركز على شرطي العلم بالقانون والعدالة([31]) ويعتقد أن هذه السيرة والشروط لو اعتمدت لما كان خضوع أمام أمريكا وإنجلترا، فيقول:

 

"كلما اعتمدت هذه السيرة، وكانت الحكومة إسلامية، لم يقع تسلّط على أرواح الناس وأموالهم، ولا سلطنة ولا ملكية، ولا هذا الظلم والنهب وتفريغ الخزانة العامة والفحشاء والمنكرات...

 

لولا هذه المظاهر السلطانية المكلفة، وهذا التبذير والإسراف والاختلاسات، لما وقع عجز في ميزانية البلد، ولما خضعوا أمام أمريكا وإنجلترا، وطلبوا القروض والمساعدات... ومن ناحية أخرى فإن التشكيلات الإدارية الزائدة، وطريقة الإدارة التي تقوم على إعداد الملفات وتناقل المعاملات والأوراق مما هو غريب عن الإسلام، ولا تقل عنها المصاريف التي تفرض على ميزانية البلد، وهي من المصاريف المحرمة من النوع الأول"([32]).

 

ب- نوع المجتمع: المجتمع الذي يريده الإمام الخميني(قده) هو مجتمع توحيدي([33]) من خصوصياته: أنه هادف([34]) ومنظم([35]) ويسعى نحو الوحدة والاستقلال([36]). ويعرّف الإمام(قده) المجتمع التوحيدي فيقول:

 

"المجتمع التوحيدي هو المجتمع التوحيدي بمعناه الحقيقي، لا بمعناه المغلوط... ومع حفظ جميع الرتب، لكن أفراده يحملون نظرة واحدة، وكأنهم موجود واحد"([37]).

 

ويرى الإمام(قده) أن الإنسان بمنزلة المجتمع التوحيدي، حيث العقل يأمر، واليد تتلقى الأمر. لكن كليهما يسيران في طريق واحد، كل الأعضاء تعمل لإدارة هذا البلد الفردي أي الإنسان([38]) والجميع في المجتمع التوحيدي في خدمة الإسلام. ويرى الإمام أن الوجه الآخر للمجتمع التوحيدي هو نظمه. فإذا حلّت الفوضى في ذلك المجتمع وساد الهرج والمرج، قضى العالم بأن ذلك البلد بحاجة لقيّم، وتهيئ الظروف لإيجاد ذلك القيّم. وإذا هاجم العدو ذلك البلد، لما أمكن الدفاع عنه، ولما اقتدت به الدول التي تعتبر الدولة الإسلامية قدوةً لها([39]).

 

يرى الإمام الخميني(قده) إن استقرار النظم، سيؤدي إلى إيجاد الوحدة والانسجام، وأن كل انتصارات البلد الإسلامي وتقدمه ينشأن من وحدته وانسجامه، اللذين يؤديان بدورهما إلى حفظ النظام([40]).

 

ج- الإمكانات والقدرات(مصادر القوة): وتنقسم مصادر القوة إلى مجموعتين مادية ومعنوية. ويشير الإمام(قده) إلى المصادر المادية للقوة، لكنه يولي المصادر المعنوية للقوة الأهمية الكبرى. ويعتبر أن من عوامل انتصار الثورة الإسلامية وجود الإمدادات الغيبية وإيمان الناس ووحدتهم وروحية الاستشهاد، فيقول:

 

"إننا لم نتغلب على – هذه المشاكل وعلى هذه المصائب التي وردت علينا - بقدرتنا الطبيعي،لأن قدرتنا كانت – حسب الطبيعة - قدرة ضئيلة جداً... لقد انتصر شعبنا في هذا النهضة باتكاله على الله فقط"([41]).

 

ويؤكد الإمام(قده) على العقائد الذهنية للناس كثيراً خلال حديثه عن المصادر المعنوية للقوة، فيقول:

 

"إذا كنتم تفكرون وتعتقدون أنه بإمكاننا أن نكون مستقلّين، وأن لا نكون مرتبطين بالآخرين، فستكونون كذلك... أيها الصناعيون ويا من تعملون في المرافق الصناعية، إذا اعتقدتم بذلك، وبأنه يمكنكم أن تكونوا صنّاعاً، ويمكنكم أن تبتكروا، فستتمكنون من ذلك"([42]).

 

وفي مجال المصادر المادية للقدرة، يؤكد الإمام الخميني على جعل البلد صناعياً وتحديثه([43])، ويعتبر أن من المصادر المادية للحكومة الإسلامية، مصادرها المالية، ومنها: الضرائب الخمس والأنفال.

 

ويقسّم الإمام الضرائب إلى قسمين هما: الضرائب الإجبارية، والضرائب الاختيارية. ويقسّم الضرائب الإجبارية بدورها إلى قسمين: الضرائب السنوية، والضرائب الاستثنائية. ومصداق الضرائب الاستثنائية ما يدفع خلال الثورة والأزمات، وهي ضرائب غير محددة، ويحق للحكومة أن تعتبرها قرضاً أو ضرائب غير مباشرة واستثنائية إذا رأت ذلك، وهي بمقدار حاجة البلد، وتسوفي بتقسيمها العادل، وتعرف من أجل استقلال البلد الإسلامي"([44]).

 

2/2- المحيط العملياتي (المحيط الخارجي):

 

تتأثر السياسة الخارجية بمتغيرات متعددة للمحيط العالمي، منها النظام العالمي والدول والشعوب والمنظمات الدولية والحقوق الدولية. آراء الإمام ونظراته إلى هذه المتغيرات واسعة جداً، نورد هنا بعضنا منها بإيجاز:

 

أ- النظام العالمي: إن هيكلية النظام العالمي مازالت تفتقر إلى القدرة الفائقة([45]). ولا يزال منطق القوى الكبرى يحكمها، وتقوم هذه القوى بمواجهة أي بلد يسعى للاستقلال مواجهة وحشية، ولا تكف عن التآمر ضدّه([46]). ويشير الإمام إلى موانع المحيط العملياتي التي تقف في طريق السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية فيقول:

 

"لما كان رفع الحرمان جزءاً من عقائدنا وتقاليدنا، فإن ناهبي العالم لم يتركونا أحراراً في هذا المجال، وقد ضيقوا دوائر حصارهم ليضعفوا الحكومة والمسؤولين في بلدنا، وصبوا حقدهم وكرههم وخوفهم ووحشيتهم من هذه الحركة الشعبية والتاريخية على شكل آلاف المؤامرات السياسية والاقتصادية"([47]).

 

ب- الدول: وقد قسّم الإمام الخميني(قده) الدول إلى مجموعتين: إسلامية وغير إسلامية، ورسم العلاقة مع تلك الدول على النحو التالي:

 

"تقيم الدول الإسلامية علاقات معنا، ونحن نراعي هذه العلاقات مادامت في مصلحة الإسلام والمسلمين... أما الدول غير الإسلامية فمن أراد منهم التعامل معنا بعدل، وأن يعتبرنا... فسنتفاهم معه، وعليه أن يعوّض عن الظلم الذي ألحقه بنا"([48]).

 

"وقد رفض الإمام سياسة الانزواء([49]) واعتبر أن قطع العلاقات مع الدول أمراً مخالفاً للعقل والشرع([50]) لأن إقامة العلاقات أمر لازم لحفظ النظام وتطوره.

 

ج- الشعوب: وحول تأثير الشعوب على السياسة الخارجية لإيران الإسلامية، يشير الإمام إلى مشكلتين يواجههما المسلمون وهما: الاختلاف بين الحكومات، واختلاف الحكومات مع الشعوب. ويرى أن السبب في عدم دعم الشعوب لحكوماتها يعود إلى تصرف الحكومات غير المناسب([51])، فيقول عن ذلك:

 

"إن مشكلة الإسلام هي الحكومات الإسلامية وليست الشعوب([52]) ولو أزيلت هذه المشكلة من أمام المسلمين، ليحقق المسلمون آمالهم، وطريق حل ذلك بيد الشعوب"([53]).

 

 3- متغير الدور:

 

الأدوار الوطنية تطلق على مجموعة الالتزامات والواجبات التي تنوي الحكومة الوفاء بها وتنفيذها. فالأدوار ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتوجهات وأهداف السياسة الخارجية([54]) وللحكومة الإسلامية أدوار في سياستها الخارجية أهمها:

 

-حكومة مستقلّة وفعالة.

 

- حفظ النظام وسيادته على كامل الأراضي.

 

-  الحكومة القدوة.

 

-  معارضة الوضع الحالي.

 

- الدفاع عن الشعوب المحرومة والمستضعفة.

 

- العمل على بث الوحدة.

 

- الحكومة الوسط.

 

- الدفاع عن العدالة العالمية.

 

- الدفاع عن حكومة الإسلام العالمية.

 

وقد تحدث الإمام الخميني(قده) حول الأدوار المذكورة آنفاً، لكننا سنكتفي هنا بالإشارة بإيجاز إلى بعضها:

 

1/3- الحكومة المستقّلة والفّعالة:

 

 إن المقصود بالاستقلال في السياسة الخارجية لأي بلد، هو الاستقلال في المراحل الثلاثة: وضع السياسات، اتخاذ القرارات، تنفيذ القرارات. وتظهر مصاديقه في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والدفاعية وغيرها. ورغم أن النظرة الأولى تركز اهتمامها على الاستقلال السياسي، لكن الإمام الخميني(قده) يرى أن الاستقلال الثقافي أهم، حيث يؤكد الإمام على متغيّر الإنسان وعقائده وذهنيته الفردية، ويعتبر أن ثقة الإنسان بنفسه وبأفكاره وعقائده شرط للوصول إلى استقلال البلد. فيقول عن ذلك:

 

"الأساس هو الاعتقاد بهذين الأمرين: الاعتقاد بالضعف والوهن والعجز، والاعتقاد بالقدرة والقوة والتمكّن. فإذا اعتقد الشعب وآمن أن بإمكاننا الوقوف بوجه القوى الكبرى، فإن هذا الاعتقاد سيؤدي إلى إيجاد القدرة على المواجهة، وسيقف بوجه القوى الكبرى"([55]).

 

ويعتبر الإمام أن سبب جميع سعادة الشعب وبؤسه هي ثقافته، ويقول:

 

"إن طريق إصلاح أي بلد هي ثقافة ذلك البلد. لا بد أن يبدأ الإصلاح من الثقافة.... لأن الثقافة هي التي تتحرك في الوزارات، وهي التي تتحرك في المجلس، وهي التي تحرك موظفي الدولة"([56]).

 

ويرى الإمام(قده) أن على الحكومة الإسلامية أن لا تكتفي بالسعي لتحقيق الاستقلال الثقافي والسياسي والاقتصادي و... فحسب، بل عليها أن تكون حساسة تجاه الحوادث العالمية، وأن تسعى لإصلاحها. وهو يرى أن منطق الحكومة الإسلامية قائم على أساس منطق الأنبياء، وحول الآية الشريفة ﴿أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾ يقول:

 

"إن منطق الأنبياء، هو أن يكونوا أشدّاء على الكفار وأعداء الشريعة، ورحماء فيما بينهم. وتلك الشدّة هي رحمة على أولئك"([57]).

 

 2/3- حفظ النظام الإسلامي والسيادة:

 

في بحث شؤون وصلاحيات لولي الفقيه من كتاب "البيع" وفي بحث وجوب تشكيل الحكومة الإسلامية من كتاب "الحكومة الإسلامية"، يجد الإمام الخميني(قده) أن حفظ النظام الإسلامي من الواجبات الإلهية، فيقول:

 

"إنَّ حفظ حدود البلد الإسلامي من هجوم الأجانب، والحدّ من تسلّط المعتدين عليه أمر واجب عقلاً وشرعاً"([58]).

 

وفي كتاب "الحكومة الإسلامية" وعلى هامش أحكام الدفاع يدرج الآية ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ....﴾ فيقول:

 

"هذه الآية تأمرنا أن نكون أقوياء ما استطعنا ذلك، وأن نكون مستعدين، لئلا يتمكن أعداؤنا من ظلمنا، والاعتداء علينا"([59]).

 

3/3- الحكومة القدوة:

 

نظراً لوجود خصوصيات في الثورة الإسلامية والشعب الإيراني، لذا فإن الإمام(قده) يرى فيهما قدوة وأسوة لسائر الشعوب، ويعتبر أن التحول الذي حصل في الشعب الإيراني هو تحوّل نفسي، نظراً للآية الشريفة ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ وكانت نتيجة ذلك التغيير النفسي ذهاب النظام الطاغوتي، وقيام نظام إسلامي مكانه([60]) فيقول عن الشعب الإيراني:

 

"إنني أدّعي بجرأة أن الشعب الإيراني وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز وعهد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكوفة العراق في عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله عليهم"([61]).

 

ويقول الإمام الخميني في وصيته: أيضاً:

 

"إنَّ ما نهضتم من أجله أيها الشعب الشريف والمجاهد، وما زلتم ماضون في تحقيقه، وبذلتم من أجله الأرواح والأموال هو أسمى وأعلى وأغلى هدف وغاية يمكن السعي من أجلها، منذ صدر العالم في الأزل، وحتى ما وراء هذا العالم وإلى الأبد. فهو رسالة الألوهية بمعناها الواسع، وعقيدة التوحيد بأبعادها السامية التي تمثل أساس الخلقة وغايتها في هذا الوجود الواسع، وفي درجات الغيب والشهود ومراتبهما"([62]).

 

وبناءاً على ما ذكر قال الإمام:

 

"وأما وصيتي إلى الشعوب الإسلامية، فهي أن يجعلوا حكومة الجمهورية الإسلامية وشعب إيران المجاهد قدوةً لهم، وإذا لم تستجب حكوماتهم الجائرة لإرادتهم المماثلة لإرادة الشعب الإيراني، فليهبّوا بكل قوّة لإيقافها عند حدها، فإن أساس شقاء المسلمين هي الحكومات العميلة للشرق والغرب"([63]).

 

نعم... إن الإمام الخميني يعتبر أن الشعب الإيراني هو حجة على سائر الشعوب، فيقول:

 

"إن الشعب الإيراني أعزّه الله لقد سدّ طريق الأعذار، وأثبت أنه من الممكن الوقوف أمام القوى الكبرى، واستعادة حقه الإنساني"([64]).

 

 4/3- المدافع العقائدي الخاص، وتعميم ذلك:

 

 وقد ميّز سماحة الإمام الخميني(قده) بين الإسلام الأمريكي والإسلام المحمدي الأصيل، واعتبر أن من واجب الشعب والحكومة الإسلامية الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل ونشره، ومن هنا يبرز مفهوم ومعنى تصدير الثورة الإسلامية. وقد بين الإمام الحد بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي بقوله:

 

"إن الإسلام الذي يحمل لواءه الحفاة والمظلومون وفقراء العالم، وأعداؤه هم الملحدون والكفار والرأسماليون وعبدة المال والثروة. إنه الإسلام الذي يفتقر أنصاره الواقعيون دوماً إلى المال والقدوة، وأعداؤه الحقيقيون هم كانزو الذهب الماكرون وذوو القدرة اللاهون والمتقدّسون الجاهلون..."([65]).

 

ويرى الإمام الخميني(قده) أن فلسفة نشر الإسلام المحمدي الأصيل هي الرسالة الإسلامية العالمية لإقامة نظام عالمي عادل. وأن المقصود من تصدير الثورة هو نشر الإسلام([66]) ويعتقد الإمام في هذا المجال:

 

"إننا بتصديرنا لثورتنا الذي هو في الحقيقة نشر للإسلام الصحيح وبيان للأحكام المحمدية، سننهي سيطرة وسلطة وظلم ناهبي العالم"([67]).

 

بناءاً على ما تقدم فإن كل بلد يرى لنفسه دوراً يتبلور في إطار استراتيجية السياسة الخارجية، ويرسم أهداف سياسته الخارجية على أساسه.

 

في هذه المقالة تناولنا بعض أدوار الحكومة الإسلامية من خلال السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في إيران، وتركنا دراسة دور الدول غير الإسلامية إلى فرصة أخرى.

 

 النتيجة:

 

إن ما طرح هو بيان موجز للإطار العام للأسس النظرية للسياسة الخارجية في نظر الإمام الخميني(قده) في هذا البحث النظري الذي يحتاج إلى تحقيق وتمحيص أكثر تنولنا دراسة السياسة الخارجية ومتغيراتها الثلاث: الإنسان والمحيط والأدوار. ويمكننا الاستنباط من البحث أن اهتمام الإمام في نظرته للسياسة الخارجية ترتكز على الإنسان وسيرته، ومن خلال التحليل بمستوى أكثر تفصيلاً يمكننا التعرف على آراء الإمام أكثر.

 

يرى الإمام أن هناك صراطاً مستقيماً للإنسان، وللحكومة والحكام هناك صراط مستقيم أيضاً، ويتجلى في السياسة الخارجية بسياسة اللاشرقية واللاغربية. وأي حكومة تسير على الصراط المستقيم فإن استراتيجيتها وأسسها وأهدافها وتصرفاتها في السياسة الخارجية ستكون استمراراً لحركة الأنبياء عليهم السلام.

 

ومن خلال استعراضه لعوامل المحيط الداخلية والعالمية المؤثرة على رسم السياسة الخارجية، يؤكد الإمام الخميني(قده) على تقوية العقائد الذهنية العامة للناس، وعلى توعية الشعوب واستنهاضها لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للحكومة الإسلامية.

 

ويرى الإمام(قده) أن تصدير الثورة هو نشر الإسلام المحمدي الأصيل، وهي رسالة الحكومة الإسلامية والتزامها، وأن ذلك يترجم  من خلال دعم الشعوب المحرومة والمستضعفة، والدفاع عن حكومة الإسلام العالمية. وإن أدوار الحكومات الإسلامية تجد معناها ومفهومها في هذا الأمر.

 

نأمل أن يكون هذا البحث مقدمة لبحوث أوسع وأكثر فائدة لمعرفة الأبعاد النظرية لآراء وأفكار الإمام الخميني في مجال السياسة الخارجية.

 

الهوامش:

 

________________________________________

 

* ترجمة: موسى قصير

 

[1]  للإطلاع على ماهية النظام الدولي راجع كتاب:

 

Hedley, Bull: The Anarchical Society. (London: The Macmillan Press. LTD 1977) PP.3-53.

 

[2]  راجع كتاب "مباني ومدلهاي تصميم كيري درسياست خارجي" لحسين سيف زاده، مركز الدراسات السياسية والدولية- طهران 1996، ص 128-148.

 

[3]  نفس المصدر السابق، وللإطلاع على مباحث التنظير في السياسة الخارجية راجع كتاب:

 

Theodore A. Couloumbis and James H. Wolfe: Indtroduction to International Relations: Power and Justice (New Delhi: Prentice Hall of India Private Limited, 1986). PP. 125-148.

 

[4]  راجع كتاب:

 

James N. Rosenau, the Scientific Study of Foreign Policy.

 

[5]  راجع كتاب:

 

William O. Chittick. The Analysis of Foreign Policy Outputs U.S.A.: Charles E. Merrill Publlshiny Company.

 

[6]  شرح "الأربعون حديثاً" للإمام الخميني، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(قده).

 

[7]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني.

 

[8]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني.

 

[9]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني. وللتعرف على سبب وجود هذه القوى في الإنسان راجع كتاب الإمام الخميني "رسالة في الطلب والإرادة".

 

[10]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني.

 

[11]  "درجستجوي راه از كلام" ج4، ص 295.

 

[12]   "درجستجوي راه از كلام" ج 22، ص 16-161.

 

[13]   "درجستجوي راه از كلام" ج22، ص 175.

 

[14]  صحيفة النور، ج11، ص 14.

 

[15]  صحيفة النور، ج2، ص 2.

 

[16] صحفة النور، ج18، ص 175.

 

[17]  "درجستجوي راه از كلام" ج14، ص 62.

 

[18]  نفس المصدر، ص 59.

 

[19]  صحيفة النور، ج14، ص 103.

 

[20]  "فرياد براءت" ص 14.

 

[21]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني.

 

[22]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني. والآية من سورة الملك/22.

 

[23]  الأربعون حديثاً للإمام الخميني.

 

[24]  صحيفة النور، ج19، ص 194.

 

[25]  صحيفة النور ج7، ص 114. وج21 ص 36. وج12 ص 122.

 

[26]  صحيفة النور ج21، ص 36.

 

[27]  صحيفة النور، ج19، ص 5.

 

[28] النداء الأخير "وصية الإمام الخميني" مقدمة الوصية.

 

[29]  راجع "ماهيت سياستكزاري خارجي در دنياي وابستكي متقابل كشورها" لباربر وسميث.

 

[30]  الحكومة الإسلامية للإمام الخميني.

 

[31]  الحكومة الإسلامية للإمام الخميني.

 

[32]  الحكومة الإسلامية للإمام الخميني.

 

[33]  صحيفة النور، ج11، ص 136.

 

[34]  صحيفة النور، ج11، ص 136.

 

[35]  صحيفة النور ج11، ص 136.

 

[36]  صحيفة النور ج11، ص 139-140.

 

[37]  صحيفة النور ج11، ص 136.

 

[38]  صحيفة النور ج11، ص 136.

 

[39]  صحيفة النور ج11، ص 139-140.

 

[40]  صحيفة النور ج11، ص 110و 223.

 

[41]  "آئين انقلاب إسلامي"، آراء وأفكار الإمام الخميني، ص 167.

 

[42]  نفس المصدر ص 179.

 

[43]  نفس المصدر ص 471.

 

[44]  راجع "آئين انقلاب إسلامي" آراء وأفكار الإمام الخميني ص 464.

 

[45] "نهتضت هاي رهائي بخش در كلام إمام" ص 14.

 

[46]  صحيفة النور ج11، ص 165.

 

[47]  "فرياد برائت" ص 43.

 

[48]  صحيفة النور، ج11، ص 36.

 

[49]  "درجستجوي راه از كلام إمام"، ج4، ص 400.

 

[50]  صحيفة النور، ج19، ص 73.

 

[51]  "آئين انقلاب إسلامي" ص 51.

 

[52]  صحيفة النور، ج14، ص 93.

 

[53]  صحيفة النور، ج12،ص278.

 

[54]  في بيان أنواع أدوار الحكومة الإسلامية ومفهومها استفدنا من كتاب "مباني تحليل ساست بين الملل" لهالستي، ص 199-208، طبعة 1994م.

 

[55]  "درجستجوي راه از كلام إمام"، ج22، ص 205.

 

[56]  " درجستجوي راه از كلام إمام"، ج22، ص 183.

 

[57]  صحيفة النور، ج19، ص 56.

 

[58]  "شؤون واختيارات ولي فقيه"، ص 23.

 

[59]  الحكومة الإسلامية للإمام الخميني.

 

[60]  "آئين انقلاب إسلامي"، ص 172-173.

 

[61]  نفس المصدر، ص 449.

 

[62]  النداء الأخير، وصية الإمام الخميني، مقطع عودة إلى الشعب الإيراني.

 

[63]  النداء الأخير، وصية الإمام الخميني،مقطع وصية الشعوب.

 

[64]  صحيفة النومر، ج19، ص 42.

 

[65] " "آئين انقلاب إسلامي"، ص 460.

 

[66]  صحيفة النور، ج11، ص 21-28.

 

[67]  "درجستجوي راه از كلام إمام"، ج10، ص 435.