حتى متى تصمدين يا صهيون ..

 

وقد دجج جندك بكل نار وعلم..

 

حتى تطفئي  جذوة هذا الغضب..

 

من ضاحية يسأل بواسلها..

 

هل ذنبنا إلا أن قلنا هيهات أن نركع..

 

هل ذنبنا إلا أن عزفنا على غير ما عزف عليه الساحر الكذاب..

 

عزف الغادرينا..

 

 هذا عزفنا، عزف جميل لا نحسن سواه ..

 

 كشف ما تلبس ذائقتنا من نشاز..

 

 عزف استساغته كل أذن بالغة السماع ..

 

وأحسنت أن تصغي لصوت الفتى رفيعا..

 

.هل ذنبنا إلا أننا لم نخاف كما علمتمونا أن نخاف..

 

ولم نتذكر أساطير ذعر صنعتموه فينا..

 

أم لخريف السامري يعزف" لا مساس"..

 

 بدا  اليوم يتلاشى  كالرماد ..

 

 في عيون أدمنت الهزيمة ..

 

ها قد أحزنكم الغضب منا..

 

 ينطلق كريح صرصر..

 

 فهل حقا ـ أيها الدجالون ـ أحزنكم أبرياؤنا يتساقطون صراعا..

 

 في الجنوب والضاحية أعراس دمنا تفوح صبرا وصمودا..

 

أم أحزنهم أن ملاهي العهر وأعمدة "التشرمط" تتهاوى اليوم  تحت قصف بني الأصفر..

 

 فأي العواصم ستستكمل ملحمة عهرنا العربي بعد بيروت الحزينة..

 

يا حسرتاه على رطانة و روطانة العرب..

 

هل أحزنهم الدم البريء يراق انهارا في ضاحية لم يصلها من ثمار ما بلغ الوسط والأقصى..

 

 بئس العرب أنتم ..

 

 أم  يا حسرتاه على راقصاتكم وصانعات الهوى..

 

 يخرجن الفحولة عن طورها..

 

ويهيئون لصهيون رجال العرب القادمين ..

 

من مهلكات الهوى يتنعمون  ويتناعمون ..

 

ويصنعون ملاحم الفحولة في بيوت الغانيات..

 

 كربات الحجال..

 

نفضوا  عن رؤوسهم  ذاكرة الصمود..

 

 وبارزوا بتهتك ثقافة الفتى الغشمشم..

 

هل ذنبنا إلا ان قلنا لفتانا: أعر الله الجمجمة ..

 

قبل ان نهديها كأسا يشرب بها العدو خمرة ذلنا  فيسكر..

 

هل ذنبنا إلا ان مانعنا، فخفتم ألا تصبح لبنان قصة الماما تهز البطن والواوا يبكي و"الوالـد" يسكر..

 

..

 

هل ذنبنا إلا ان قلنا فلنكن أو لا نكون والقصة بعد ذلك تسرد..

 

كم ستصمد صهيون قبل أن تركع..

 

أمام فتية الضاحية والجنوب..

 

لهم الله ..

 

لهم الله يا عالم..

 

 

 

كم سيصمد أبناء القردة الخاسئين..

 

وهم يقاتلون بالأكاذيب وغدر آل سفيان  أبناء حيدر..

 

 أجيبي يا صهيون كم ستصمدين أمام أبناء الحسين لا يجد الذل في  قلوب أشبالهم مأوى ..

 

كيف ..

 

كيف  ستصمد..

 

والضاحية؛ تلك الحارة اليوم تنازل أساطيل بني الأصفر..

 

حارة تواجه الإمبراطور و الدولة العظمى..

 

فانبطح المنبطح مذعورا..

 

وفتيان العرب، غدو بقرارات السياسة عذارى..

 

تبكي خلف الخدور وتندب..

 

كم ستصمد صهيون حينما يستولي الغضب المقدس،على أبناء الحسين..

 

 فيشتاقون إلى كر بلاء وملحمة الطف..

 

من في مصلحته أن يغضب الهواشم....

 

ويتحرش بأبناء حيدر..

 

هل منهم أو منا من يجرأ على منازلة حيدر..

 

بالأمس حاول صياد الجوائز مدعيا..

 

فما أنجاه من ليث بني هاشم سوى سخفه ..

 

ولولا قصة السوءة  لقضى تحت المفقر..

 

كم ستصمدي يا بنت صهيون فقد خانك الحساب اليوم..

 

فأنت تحاربي من أمسكوا بسيف قتال العرب ، قبل أن يكون قتال صهيون، سيف لا يخطئ..

 

أنسيت أن لا فتى إلا حيدر ولا سيف إلا ذو الفقار ..

 

والباقي تعلمونه يا أحفاد مرحب..

 

والحصن والباب أنسيتم خيبر..

 

يا فتيان صهيون المراحبة مرحبا..

 

 لا يغرنكم أنكم هزمتم عربا ليس فيهم حيدر..

 

يا بني صهيون لا تنسوا فانتم المنسوخ ونحن الناسخ ..

 

فحربنا بين متشابه ومحكم..

 

*       *        *

 

ضاحية وجنوب ..

 

قرى وحارات..

 

 تصنع ملحمة التاريخ..

 

أي قيمة للعمالقة يا ترى ..

 

حينما يرهن قرارهم أقزام تتطاول..

 

حتى متى ستصمدي يا صهيون ..

 

فكلما قصفت ضاحية وجنوبا اعشوشب الأمل في الصدور..

 

وانبنى الصمود فوق الصمود..

 

طبقا عن طبق..

 

ومات الرعب وانجلى ليل ذعرنا ..

 

فالفتا اليوم حيدر!..

 

هل ستصمدين إلا كما صمد مرحب ..

 

قبل أن ينبري حيدره ضرغام آجام  وليث قسورة..

 

أو قبل أن يرفع الباب من الحصن فتهوى خيبر ..

 

هل تصمدون أكثر من بطل أبطالكم..

 

حيث بضربة وتر خر الفتى..

 

وتهاوى الحصن الحصين والجيش العرمرم..

 

سنقول لك يا صهيون: اليوم أنت محظوظة..

 

فلك الشرف إن الذي يهزمك اليوم ليس العربان  بل الفتى حيدر....

 

فالشرف لمن هزم بذي الفقار لا بسيف الأعراب..

 

 يا حسرتا لو هزمكم عرب هزوا البطون حتى الثمالة..

 

 فاليوم شرفكم أن تهزموا بيد من لو تظاهر عليه العرب قاطبة ما ولى فرارا..

 

ولا ملئ قلبه رعبا..

 

فلا يخجلنكم نصر الله إن انتصر..

 

فهو يحفظ لصهيون شرف هزيمتها..

 

أم أردتم  يا عبيد أن لا يهزمكم إلا نبوخدنصر..

 

 شرف حفظه الله لكم ..

 

أن لا يهزمكم إلا الهواشم..

 

 من محمد وعلي..

 

 حتى نصر الله والمنتظر..

 

 هو شرف حيث الهواشم إن انتصروا لن يستعبدوكم..

 

بل هو انتصار الفتى..

 

 وسيف العدل لا يلوى..

 

هم الرحمة خلف العذاب..

 

 تذكروا يا أبناء صهيون..

 

وأجيبوا إلى متى ستصمدون أمام الفتى حيدر؟!

 

*     *    *

 

وأنتم يا عرب..

 

إن كنتم حقا عرباً كما تزعمون..

 

فلنتحدث كعرب ..

 

هل أنتم حقا منا..

 

هل تخجلون مما يخجل منه العرب..

 

هل يغضبكم ما يغضب العرب..

 

كلا والعروبة التي أخرجتموها من جوفكم..

 

أنتم أغراب عن فقهنا ..

 

أنتم الهزيمة مرسومة في خطاكم ترسف كالسكارى..

 

يا للفضيحة..

 

أنتم ذلنا الذي سكن بيننا ردحا من زمان اندحارنا..

 

انتم من استبدل السيف بالدف..

 

والشرف بالعهر..

 

والصمود بهز البطن..

 

 تدركون أننا نحن الأحرار نعرف عن خيانتكم..

 

نحن وحدنا ندرك أنكم الكاذبون..

 

عمر فينا جبنكم ستين سنة..

 

يا لطول الأمد..

 

لقد قست القلوب على الهزيمة فلتمت!

 

تتحدثون عن النصر والهزيمة ولم تجربوا ان تحاربوا..

 

تخوفوننا ولا تعلمون ان خوفنا سيجعلكم عبيدا لصهيون ونحن الثمن..

 

أيها العرب هل تملكون ان تحاربوا مرة واحدة ..

 

 أم انطوت صحائف حروب الشرف..

 

فزغردي يا عاهرة العرب..

 

 وامسحي عن جبيننا علامات الصمود..

 

وإن أمكن،  فخذي معه ما تبقى من الشرف..

 

أيها الأعراب كفى هزلا..

 

واضحكوا على الذقون قليلا..

 

 قبل أن تصبحوا على أعتاب صهيون ، كلابا باسطة ذراعيها بالوصيد..

 

تحرص نومة كهفنا..

 

 وانتم اليوم كذلك، فاسكتوا  لا تتكلموا حتى يحدث لكم نصر الله نصرا..

 

وان لم تشاركوا فيه ، فليصلكم من بني الأكرمين شرفا..

 

لكن اسكتوا ولا تنطقوا كفرا..

 

ولا تقولوا فحشا!

 

*     *     *

 

وأنتم يا بقايا حرورية أزمنتنا الغبراء..

 

ألا زلتم تتربصون بأبناء حيدر وهم عن منازلتكم مشغولون..

 

ألا زال حقدكم حتى على شهدائهم في معركة شرفكم..

 

ألا زلتم حمقى لا تفقهون حديثالا والله ما كان "جبرينكم" الجهول  إلا آثماً..

 

 وهل الإثم إلا أن تفتي ضد أبناء حيدر..

 

لا والله ما كان من اعتبرتموهم أعداء الإسلام إلا أسوده يا مفتي الظلام وقائد جند إبليس..

 

أي متشرع سيفهم ما تقول يا جاهلا بحكم الله..

 

قبلك قالها قاتل الأطفال في الكوفة : أن فوارس الجنوب لبني صهيون خير عون..

 

 أي فقه هذا يا حرورية الذي أتيتم به خسئتم وخسيء الذي أقعدكم منابر أبي الكوثر..

 

ماذا سنفعل وانتم والعالم كله إلى صف ونحن وحدنا من يحمي مجد محمد وعلي..

 

يا أوغاد تنحوا..

 

 فوالله لن يمحى ذكر الأكرمين..

 

أفتوا وقولوا فحشا من القول وزورا، لا تبالوا..

 

فما كانت الحرورية تستحي يوما من بهتانها..

 

فما أمركم يا حرورية إلا كطعم العلقم..

 

فيا قاتلي الأوصياء اصطفوا اليوم مع قاتلي الأنبياء..

 

فهذا منتهى دينكم يا أحفاد بن حطان و ابن ملجم ..

 

*      *     *

 

وأنتم يا بواسل الجنوب ..

 

يا من تحرسهم السماء..

 

إن لم يكن معكم اليوم هزبر بني هاشم فأين يكون يا ترى..

 

وإن لم يخرق سفينتكم حتى لا يطمع فيها الطامعون ، فمن يخرقها..

 

أنتم اليوم عنوان شرف لم نستمتع به مذ خذلنا الخاذلون..

 

لا والله إيماننا من إيمانكم..

 

بأن الهزيمة منا لا منهم..

 

إن إن كسرتم شوكة صهيون فالعالم سيتغير..

 

وإن قضيتم نحبكم شهداء منتصرين..

 

فاللعن الدائم على ما تبقى من أهل الخذلان..

 

وسينبت من أرضنا فتى جديدا..

 

وتبدأ ملحمة التحدي..

 

فعمر فتيتنا بعمر التاريخ لا يتوقف..

 

كم ستنجب صهيون ومن معها من أوغاد..

 

فنسل محمد لا يزول ، وإن كاد العرب والعجم..

 

يكفيكم فخرا أنكم حطمتم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ..

 

كبر بكم زماننا فلا تموتوا إلا كالعباس، بعد أن قطعوا كل أطرافه..

 

وقاتلهم بقصيده..

 

ولا زال رعبه يثأر..

 

لا يحبطكم أمر من قال كيت وكيت..

 

فأنتم أبناء علي ..

 

وقد قاتل بصمت..

 

ونهى عن الصراخ في الوغى..

 

فلا يحزنكم خذلان لا يخذل ..

 

 ونصر من لا ينصر..

 

أنتم الأبطال اليوم..

 

فليسكت المتبجحون..

 

أنتم البواسل على الأرض..

 

فليصمت الكاذبون..

 

أنتم الأسطورة اليوم..

 

فلتنمح الأساطير..

 

أنتم الربيون حقا..

 

 وغيركم الخنازير..

 

*     *     *

 

وأنت يا سيد المقاومين..

 

إيه يا رمز الشرف..

 

نعرف أنك سقيت من معدن الجد حيد..

 

وأنت شبيهه معنى ومبنى..

 

لا ننصحك بما أنت عارفه..

 

لا نقول صمودا أنتم صنعتموه..

 

لا نعطيكم  درسا أنتم فهرستموه..

 

لن نقول إلا: يا سيد المقاومين إنك انتصرت..

 

إذا كان أوغادنا لا ندري من أي كهف استلهموا هذا الرعب..

 

ومن أي ليل انحدروا..

 

فالسيد هو ابن الأكرمين..

 

يكفيك شرفا أن من عشقوا مقاومتكم هم خير البرية..

 

يكفي أنكم رسمتم خارطة أكبر من لبنان والعرب في قلوب الناس..

 

أنتم اليوم أكبر من لبنان..

 

 فليكبر معكم لبنان والآخرون ولا يصغر..

 

 هل تريدون أن يقول غيركم أنكم على حق وهم كانوا دائما وراء الباطل لا يألون جهد الجاهدين..

 

هل تريد أن تجر أحناطاً ميتة إلى ساحة التحدي..

 

بالله عليك يا سيد..

 

هل هي مزحة..

 

أم حكاية ليتسلى بها أهل الأسفار في رحلاتهم..

 

قبضتك اليوم سيدي أكبر من قبضة ذي القرنين..

 

فاصنع بيننا وذلنا سدا....

 

وامحوا عارا فوق جبيننا..

 

ختمه الأوغاد..

 

لا يهم أن تغلبوا أو لا تغلبوا ـ وستغلبون ـ ..

 

بل يكفي أن تقاتلوا بشرف..

 

فالتاريخ سيكتب يوما من كان من بيننا بائع الهوى ومن كان صانع الشرف!

 

-------

 

* كاتب وباحث مغربي