مهداة إلى وليِّ أمر المسلمين، الإمام الخامنئي (حفظه الله)

 وَلِـيَّ  الأَمْـرِ مُـرْ تَـرَنِي وَفِيَّا        وَثُــرْ،  تـتَوَقَّدِ الـنِّيرانُ فِـيَّا

 وأشْـرقْ سـيِّدي فـي أُفْقِ قلبي        تـجِدْ  نـورَ الـوَلاءِ هَوَى عَلَيَّا

 وجَـمِّلْ مُـهجَتي، وانْـظُرْ إليها        بـعينٍ تـسْتحي مـنها الثُّرَيَّا(1)

 وسِـرْ  كـالدَّمِ يجري في عُروقي        وحَـلِّـقْ فـي روابـي مُـقْلَتَيَّا

 وأنْـقِـذني فـيرضى اللهُ عـنِّي        وأيـقِظْني لَـعَلِّي صـرتُ شَـيَّا

 وأَظْـهِرْ  وجـهكَ الزَّاهي، فإِنِّي        بِوجْهِكَ  يا «عَلِيُّ» أرى «النَّبِيَّا»

 رضـعتُ هـواكَ يا مولايَ طِفلاً        وهِمْتُ(2) بِنَهْجِكَ السَّامِي صَبِيَّا

 وحـينَ  كبرتُ واشتدَّتْ عِظامي        وسِـرتُ مـع الشَّبَابِ فَتًى سَوِيَّا

 سـطَـعتَ عـليَّ لأْلاءَ الـمُحيَّا        رفـيعَ الـهامِ، بـدراً مـشرقيَّا

 وصـرتُ أراكَ فـي ساحِ المعالي        شـديدَ  الـبأسِ،  مِـقْداماً، أَبيَّا

 وفـي سـاحِ الـتُّقى علماً زكيًّا        رَضِــيًّا، أرْيَـحِيًّا(3)، ألْمَعِيَّا(4)

 فـأتْـحِفْني  بـأُغْـنيَةِ الـتَّوَلِّي        وأرسِـلْ لـحنَهَا فـي مَـسمَعَيَّا

 لَـعَلِّي  أرتَـقي قِـمَمَ الـتَّجَلِّي        وذنـبُ الـجهلِ أهـجُرُهُ مَـلِيَّا

 «عَـلِيَّ  الخَامِنَائِي»  قُمْ وحَيِّ الْ        خُـمَـيْنِيَّ  الـعظيمَ الـمُوسَوِيَّا

 وزَيِّـنْ مـن ورود الشُّكرِ رُوحاً        «لِـروحِ اللهِ» وازرَعْـهَا حُـلِيَّا

 وأَطْـلِـقْ لـلخُمينيِّ الـمُفَدَّى        نــداءً صـادقاً غَـرِداً خَـفِيَّا

 وبـاركْ شـمسَ ثـورتهِ صباحاً        وشـاركْ فـي تـهَجُّدِهِ عَـشِيَّا

 فــإنَّ  اللهَ قـدْ آتـاهُ حُـكْماً        ولــمْ يـجعَلْهُ جـبَّاراً عَـصِيَّا

 وأيَّــدَهُ بـعـزٍّ لـيسَ يـبلَى        وجـلْـبَبَهُ بـثوبِ الـمجدِ زِيَّـا

 ولمَّا غابَ جِئْتَ بعزْمِ «يَحْيَى»(5)        إمـامـاً «خـامِـنَائِيًّا» تَـقِـيَّا

 أخذْتَ  كتابَ  ربِّ الكونِ تمضي        بِـقُـوَّةِ سَـيِّدٍ أضـحَى وَلِـيَّا

 ووَلَّـيْتَ الـمُحيَّا شَـطْرَ قُـدْسٍ        وصِـحْتَ: إلـيَّ يـا أَقْصَى، إلَيَّا

 فــإنَّ قـصيدةَ الأبـرارِ رَدَّتْ        نِدايَ، وقدْ وضعتُ لَهَا الرَّوِيَّا(6)

 وإنَّ  الـظّـالمينَ  وإِنْ تَـبـاهَوْا        لـسوفَ بـثورتي يَـلقَوْنَ غَـيَّا

 «وروحُ اللهِ» إنْ غطَّتْهُ سُحْبُ ال        ثَّرَى،  هيهاتَ نتبَعُ «سَامرِيَّا»(7)

 ولـكنْ  سـوفَ نُطلقُ في سَمَانَا        نــداءً يـملأُ الـدُّنْيَا دَوِيَّـا:

 سـنمضي خلفَ نهجِكَ يا خُمَيني        ونـحوك سوفَ نَطوِي الأرضَ طَيَّا

 لـنبْلُغَ  جـنَّةَ الـرحْمَنِ شَـوقاً        ونَـهْوِي  سـاجِدِين  لـهُ، بُكِيَّا

 لـيـشْمَلَنَا  بـرحمَتِهِ، ويـرضَى        وَرَبُّ  الـخلقِ كـانَ بِـنَا حَفِيَّا

 ولِـيَّ  الأمـرِ قَـرَّ الـيومَ عَيْناً        وَقُـدْ ثَـوراتِنَا مـا دُمْـتَ حَيَّا

 أشِـرْ تَـرَنَا وراءَكَ يـا إمـامي        نَـصُدُّ عَـدوَّنَا الـباغي سَـوِيَّا

 ونـختصِرُ الـطريقَ إلـى المعالي        بـأَفْئدَةٍ  تُـواجهُ  سَـمْهَرِيَّا(8)

 ونـهتفُ:  إنَّ ذِئْبَ الشِّركِ يعْوِي        فـهـيَّا  يـا رجـالَ اللهِ، هَـيَّا

 نـرُصُّ  صُـفوفَنَا، وبِـكُلِّ فَخْرٍ        نُـبـايعُ «خَـامِنائِيًّا» «عَـلِيَّا»

 ـــــــــــــــ

 (1) الثّريَا: مجموعة كواكب في السماء.

 (2) همتُ من هام أي أحبَّ.

 (3) الأريحيَّة هي خصلة تجعل الإنسان يرتاح إلى الأفعال الحميدة وبذل العطايا.

 (4) الألمعيّ: صاحب الذكاء المتوقّد.

 (5) النبي يحيى الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوَّةٍ وآتيناه الحكم صبيّا.

 (6) الرويّ: حرف القافية.

 (7) السَّامري: كان على زمن النبي موسى (ع)، وكان يعبد العجل الذي سُمع له خوار، ووردت قصته في القرآن الكريم.

 (8) السَّمهريّ: الرمح الصّلب.