إنّ  تشكُ فاشكُ من فهيم ذي شَجَن

 

أو تبك فابك على مـا ضاع من سُننِ

 

وإنّ صـبـرت فـكم أغزاك من ألم

 

يَـجُرُّ صـبَركَ مـن وهنٍ إلى وهنٍ

 

وكُـلّ  دمـعة حـزنٍ منك ساكبة؟!

 

تكادُ تُـمطِرُ آلافـاً مـن الـمُزَنِ

 

فـمـن تـذكُّرِ أوطـاني زها حُلُمي

 

والـذكرياتُ  غَدت في غربتي وطني

 

يـا راحـلاً فـي ركاب المجد خلّتنا

 

فـي  فقدِ مثلكِ كانت حيثُ لم تكنِ

 

أشعلتَ نفسك في درب الحسين فدىً

 

وكَـم تـحَدَّيَت جَـهْراً شدّة الفتن

 

يـا مُـقلةً سـالَ منها القلب ملتهبا

 

يـهدي الشموخ إلى الأريافِ والمُدُنِ

 

يـا دمـعةً أطـفأت من سيلها غللاً

 

لـثائر الـطفِّ ما سالتْ على الدَمن

 

إلـيكَ  يـا واهـب الإسلام نهضته

 

أعـطيتَ شـعبكَ ما يرضى بلا مِنَن

 

الـيكَ غـنَّت شؤونُ الروح ملحمةً

 

كـانّها  مـن  حـنين الغُصنِ للفَنَنِ

 

وحـين قـيل وداعـاً يا نشيد دمي

 

تَـسمَّرَ الـخبرُ الـمشؤومُ فـي أذني

 

وعـاتبتني  صـروفُ الـدهر سائلةً

 

ألـستَ تـعلم أنَّ الموتَ من سُنني؟

 

فـكنتَ  أجملَ وحيٍ طافَ في خلدي

 

وأنـت خـيرُ هوىً في القلب مؤتمنِ