Skip to main content

قائد الثورة الإسلامية: يجب تغليب روح العمل والأمل على حالة اللاحرب واللاسلم التي يريد العدو فرضها على ايران

التاريخ: 08-09-2025

قائد الثورة الإسلامية: يجب تغليب روح العمل والأمل على حالة اللاحرب واللاسلم التي يريد العدو فرضها على ايران

أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تشجيع وتغليب روح العمل والسعي والأمل على حالة اللاحرب واللاسلم التي يريد العدو فرضها على إيران.

وخلال استقباله الرئيس الإيراني ووزراء الحكومة الإيرانية، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة تعزيز مقومات القوة والكرامة الوطنية، ووصف "قضية معيشة الشعب" بأنها من أهم القضايا في البلاد.

 

وأكد قائد الثورة على الإجراءات الحكومية الأكثر جدية في "انضباط السوق" ومعالجة مخاوف الشعب من الارتفاع الجامح لأسعار السلع، وقدم توصيات مهمة بشأن ضرورة "تغليب مناخ العمل والجهد والأمل" على "حالة اللاحرب واللاسلم"، وتعزيز الإنتاج، ومتابعة القرارات حتى تحقيق النتائج، واستغلال الفرصة المتاحة لبناء توافق في الآراء لتنفيذ المهام المهمة، وحل مشكلة الإسكان، وتجنب التبذير، وخاصة في الأجهزة الحكومية، واهتمام المسؤولين والكتاب والشخصيات العامة بتوضيح مواطن القوة الحقيقية والواعدة.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامیة، خلال لقائه رئیس الجمهوریة وأعضاء الحكومة، إلى الجرائم والفواجع المروّعة التی یرتكبها الكیان الصهیونی فی غزة، مؤكدًا أن السبیل لمواجهة هذه الأوضاع هو قطع العلاقات التجاریة والسیاسیة مع هذا الكیان، ولاسیما من جانب الدول الإسلامیة.

 

وأشاد سماحته برئیس الجمهوریة والكوادر الحكومیة، خاصة الأجهزة التی بذلت تضحیات كبیرة خلال "الاختبار الذی فرضته الحرب الأخیرة"، مثمنًا حیویة الرئیس، روحه المعنویة، ونشاطه. كما اعتبر زیارته إلى الصین خطوة مهمة أفرزت فرصًا سیاسیة واقتصادیة ینبغی متابعتها.

 

ودعا قائد الثورة المسؤولین وأصحاب الرأی ووسائل الإعلام إلى إبراز عناصر القوة والقدرات الوطنیة والابتعاد عن تصویر الضعف والعجز، مؤكدًا أن روح العمل والهمة العالیة تمهد الطریق لتحقیق الأهداف. وأضاف أن استثمار كل لحظة فی خدمة الشعب، وتجنب التقاعس أو الانشغال بالمسائل الهامشیة، كفیل بحل المشكلات فی المدى المتوسط.

 

وشدد سماحته على أن معالجة القضایا الاقتصادیة والمعیشیة لا یجب أن تنتظر التطورات الخارجیة، داعیًا إلى التغلب على "حالة اللا حرب واللا سلم" التی یحاول الأعداء فرضها على البلاد.

 

وأكد أن تعزیز عناصر القوة الوطنیة والعزة القومیة من أهم واجبات الحكومات، موضحًا أن روح الوحدة، الأمل، والحافزیة الشعبیة هی أبرز هذه العناصر ویجب صونها وتقویتها. كما أوصى بضرورة تحدید الأولویات وفق عاملَی الفوریة والطابع البنیوی للقضایا.

 

وشدّد قائد الثورة على أن تحقیق الأهداف والمعارف والشریعة الإسلامیة هو الأساس الذی قامت علیه الجمهوریة الإسلامیة منذ عهد الإمام الخمینی، وأي طرح مغایر لذلك یعد خروجًا عن هذا النهج.

 

واعتبر سماحته أن متابعة القرارات حتى تتحقق نتائجها من أهم الواجبات، وقال: إن رئیس الجمهوریة یقوم بهذا الدور من خلال جولاته المیدانیة فی المحافظات، وزیاراته للوزارات، وتواصله المباشر مع الناس والمدیرین، غیر أن هذه الروح ینبغي أن تتجذر أیضًا فی جسد الإدارة والقیادات الوسطى، حتى لا تتلاشى القرارات عبر التسلسل الإداري ولا یبقى منها شیء عند مرحلة التنفیذ.

 

وأعرب سماحته عن ارتیاحه لإمكانیة تحقیق الإجماع الوطنی، مشیدًا بالتنسیق والتعاون بین رؤساء السلطات الثلاث، لكنه شدّد على أن الجهات المعنیة بصنع القرار واتخاذه یجب أن تكون فاعلة فی هذا المسار. وأكد أن فرصة الإجماع السیاسی المتاحة حالیًا، رغم اختلاف التوجهات، أكبر من اي وقت مضى، ویجب استثمارها فی قضایا مهمة، من بینها ترشیق هیكلیة الدولة وتقلیص الأجهزة غیر الضروریة.

 

وأوصى قائد الثورة بالتركیز على الإنتاج وإحیاء الوحدات الإنتاجیة، مؤكدًا أن جمیع الخبراء المتطلعین بواقعیة إلى الاقتصاد متفقون على أن الإنتاج هو مفتاح تقدّم إیران الاقتصادی، وبالتالي یجب عدم قطع الكهرباء عن هذه الوحدات إلا في حالات استثنائیة.

 

وشدّد على ضرورة تأمین السلع الأساسیة بشكل كامل وفی الوقت المناسب، موضحًا أن توافر المخزون الكافی منها یبدد مخاطر الغلاء الناجم عن جشع المضاربین، ویؤثر مباشرة على معیشة المواطنین ویمنع أی تهدید غذائی.

 

وانتقد سماحته احتكار استیراد بعض السلع الأساسیة، معتبراً ذلك عائقًا أمام المسؤولین، ودعا إلى جعل الاستیراد تنافسیًا وتنویع المنافذ، إذ إن ذلك ـ وفقًا لخبراء اقتصادیین ـ یؤدی إلى خفض كلفة الشراء بالعملات الأجنبیة وانعكاسه على الأسعار داخل البلاد.

 

وفی عودته إلى قضیة معیشة الشعب، شدّد على أن السیاسات یجب أن تتیح للمواطنین الحصول على نحو عشرة أصناف أساسیة من السلع دون قلق من ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف بین لیلة وضحاها، مشیرًا إلى أن نظام القسائم قد یكون أحد السبل لتأمین ذلك.

 

كما أكد على ضرورة فرض الانضباط فی الأسواق بحیث لا یشعر الناس أن الأسواق متروكة أو أن الأسعار تتغیر یومًا بعد یوم ومن مكان لآخر، لأن هذا الشعور یضر بمعنویاتهم

 

وأكد قائد الثورة الإسلامیة على أهمیة تأمین المخزون المطلوب من الغاز لفصل الشتاء ووضع خطة لتعویض أی عجز عبر الاستیراد. كما دعا إلى التركیز على قضیة السكن، مشیراً إلى وجود مقترحات عملیة لحل جزء من هذه المشكلة ینبغی على المسؤولین متابعتها حتى تحقیق النتائج.

 

وفی ما یتعلق بقطاع النفط، أوضح سماحته أن تراجع الإنتاج یعود إلى اعتماد أسالیب ومعدات قدیمة، مؤكداً ضرورة الاستفادة من خبرات الكوادر الشابة المتخصصة لإحداث تحول فی عملیات الاستخراج والإنتاج. وأضاف أن قطاع تصدیر النفط یحتاج إلى نشاط أكبر عبر تنویع وتوسیع قاعدة المشترین.

 

وشدد على ضرورة ترشید الاستهلاك والحد من الإسراف، لافتاً إلى أن قسماً كبیراً من الموارد یهدر فی القطاع الحكومی، سواء فی المیاه والكهرباء والغاز أو فی استخدام المبانی الحكومیة. كما أشار إلى مظاهر الإسراف فی الرحلات غیر الضروریة، أو اصطحاب وفود أكبر من الحاجة، أو الإقامة فی فنادق فاخرة، مؤكداً وجوب وضع حد لهذه الممارسات.

 

وفی ختام كلمته، تناول سماحته الجرائم والفواجع المروعة التی یرتكبها الكیان الصهیونی علناً فی غزة بدعم من الولایات المتحدة، وقال: رغم هذا الدعم، فإن الطریق لمواجهة هذه الجرائم لیس مسدوداً، وعلى الدول، ولا سیما الإسلامیة، أن تقطع علاقاتها التجاریة والسیاسیة مع الكیان الصهیونی وتعزله كلیاً.

 

ووصف سماحته الكیان بأنه أكثر الأنظمة عزلة وكراهیة فی العالم، مؤكداً أن أحد محاور الدبلوماسیة الإیرانیة یجب أن یكون حث الحكومات على قطع علاقاتها التجاریة والسیاسیة مع هذا الكیان المجرم.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة