إعادة قراءة لآراء الإمام الخامنئي ومواقفه من زوال الكيان الصهيوني الغاصب

إزالة «إسرائيل»: من الحل السيادي الشعبي إلى إستراتيجيّة المقاومة المسلّحة

 

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريراً يعيد قراءة آراء الإمام الخامنئي ومواقفه من زوال الكيان الصهيوني الغاصب ويتطرّق لشرح الحلّ السيادي الشعبي الذي قدّمته جمهوريّة إيران الإسلاميّة لحلّ قضيّة فلسطين واستراتيجيّة المقاومة المسلّحة التي تتبعها من أجل التوصّل إلى تحقيق هذا الحلّ وإرغام إسرائيل على الرضوخ له بلغة القوّة.

 

إسرائيل يجب أن تُزال

 

إنّ موقف الثورة الإسلاميّة والشعب الإيراني في قضيّة غصب الكيان الصهيوني الغاصب وغير الشرعي لفلسطين موقفٌ صريح: «الموقف هو ما قاله الإمام [الخميني] الراحل العظيم الشأن نفسه: "إسرائيل يجب أن تُزال" (4/12/1990)، وهذا هو الهدف العيني للجمهورية الإسلاميّة الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) والإمام الخامنئي: "الهدف في قضيّة فلسطين هو استنقاذها، أي إزالة إسرائيل" (4/12/1990)، وعلى هذا الأساس للجمهوريّة الإسلاميّة سياسة محدّدة في هذه القضيّة: "إنّ رأينا تجاه قضايا فلسطين جليٌّ وواضح: نحن نرى أنّ سبيل الحلّ لفلسطين هو إزالة كيان إسرائيل" (19/8/1991)».

 

طبعاً إنّ «إزالة إسرائيل» وانتهاء هذا الكيان القاتل للأطفال والعنصري ليس موقفاً منطلقاً من معاداة اليهود، لأنّ رؤية الجمهوريّة الإسلاميّة وموقفها الرسمي في هذا الموضوع يأخذان بالحسبان قضيّة غصب الصهاينة المحتلّين أرض فلسطين: «لیست وجهة نظر الجمهوريّة الإسلاميّة إلقاء أحدٍ في البحر» (29/11/2023).

 

علاج قضيّة فلسطين

 

وضع النظام الإسلاميّ مسار حلّ محدّداً وواضحاً وقائماً على السيادة الشعبيّة من أجل حلّ قضيّة فلسطين وزوال الكيان المزيّف الذي هو منشأ الإرهاب وانعدام الاستقرار في المنطقة: «إنّ مسار الحلّ المنطقي هو مسار الحلّ الذي تعتقد به الضمائر الحيّة كلّها في العالم والذين يعتقدون بالمفاهيم السائدة في العالم اليوم كافة، وهم مضطرّون إلى الإقرار بها... إنّ مسار الحلّ هو أخذ آراء الشعب الفلسطيني نفسه، ومن شُرّدوا من فلسطين جميعاً، وطبعاً أولئك الراغبين في العودة إلى أرض فلسطين وبيوتهم... واستفتاء من كانوا حاضرين في فلسطين قبل 1948، وهو عام تأسيس حكومة "إسرائيل" الزائفة، وكانوا في فلسطين – أكانوا مسلمين أم مسيحيّين أم يهوداً - وليحدّد هؤلاء في استفتاء عام النظام الحاكم لأرض فلسطين. هذه ديموقراطيّة... فليجرِ تأسيس ذاك الكيان وتلك الحكومة وليتّخذ القرار بشأن من جاؤوا إلى أرض فلسطين بعد 1948» (5/4/2002). هذا تماماً ما تعنيه «إزالة إسرائيل» من وجهة نظر الجمهوريّة الإسلاميّة، وهي تعني زوال الكيان غير الشرعي والزائف عبر آلية تقوم على آراء العموم؛ «هذا تماماً ما تعنيه إزالة الكيان الصهيوني الباطل والمزيّف القائم حاليّاً» (15/6/2018). في الواقع، «لا يعني زوال الكيان الصهيوني إطلاقاً إبادة الشعب اليهودي في تلك المنطقة... بل إجراء استفتاء يُحدّد النظام الحاكم على هذه المنطقة، وأن يُحدّد الناس الأمر. هذا ما يعنيه زوال الكيان الصهيوني، وهذه هي الآليّة لتنفيذه» (23/7/2014).

 

طبعاً إنّ النقطة المفتاحيّة هنا هي أنّ «إسرائيل أثبتت أنّها لا تفهم غير لغة القوّة، ولا يمكن التكلّم معها سوى بلغة القوّة لشعب معيّن ولغة اقتدار أمّة إسلاميّة حاضرة في أرجاء العالم» (19/10/1991). لذلك، «يجب أن يستمرّ الكفاح الشامل للشعب الفلسطيني – السياسي والعسكري والأخلاقي والثقافي – حتى يستسلم الغاصبون لأرض فلسطين لآراء الشعب الفلسطيني... يجب أن يستمرّ الكفاح حتى هذا الوقت وسوف يستمرّ» (5/6/2019).

 

إنّ إستراتيجيّة الكفاح والمقاومة المسلّحة ضدّ المحتلّين في هذا المجال تمهيد لتطبيق مسار الحل السيادي الشعبي من أجل حلّ قضيّة فلسطين؛ «ما العلاج ما دام هذا الكيان المزيّف واقفاً على قدميه ولم يزُل؟ العلاج هو المقاومة الحاسمة والمسلّحة مقابل هذا الكيان. في المواجهة مع الكيان الصهيوني، يجب أن يُبرز الفلسطينيّون يد القوّة» (23/7/2014). في الواقع، ولأنّ «إسرائيل» لم ترضخ ولن لمسار الحلّ القائم على السيادة الشعبيّة، «یجب أن تُفرض عليها هذه الإرادة، وإذا جرت متابعة هذه القضيّة – ستجري متابعتها، إن شاء الله – وفي حال أصرّت خلايا المقاومة على إرادتها وأبدت عزماً راسخاً وقراراً جادّاً، فسوف يتحقّق هذا الأمر دون أدنى شكّ» (29/11/2023).

 

«طوفان الأقصى» عصيّة على الإخماد

 

إنّ النقطة الجوهريّة هنا أنّ ميزان القوى يتبدّل في المنطقة مع تعاظم قوّة المقاومة الإسلاميّة يومياً ليصبّ في مصلحة الشعوب ويضرّ بمصالح المهيمنين والصهاينة. وعملية «طوفان الأقصى» وجّهت ضربة لا يمكن ترميمها وفرضت هزيمة شاملة على «إسرائيل» وستؤدّي إلى «اجتثاث أمريكا» من المنطقة؛ «من العلامات الجليّة والبارزة اجتثاث أمريكا من المنطقة، وحادثة طوفان الأقصى الصانعة للتاريخ بعمق رغم كونها ضدّ الكيان الصهيوني، فإنّها تصبّ في اتجاه اجتثاث أمريكا لأنّها بعثرت المشروع الأمريكي في المنطقة، وإذا استمرّت، فإنّ المشروع الأمريكي في المنطقة سوف يزول» (29/11/2023).

 

في هذه الأجواء، يشير أفق التطوّرات إلى حلّ هذه القضيّة التاريخيّة بما يصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني وزوال الكيان الصهيوني المزيّف وغير الشرعي؛ «طوفان الأقصى عصيٌّ على الإخماد» (29/11/2023)، و«قضيّة فلسطين تتّجه نحو الحلّ، بتوفيق من الله، أي بسط السيادة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين» (29/11/2023).