الشهيد الطيار " غلام رضا جاغروند " هو من طياري المروحيات الحربية في طيران الجيش الإيراني والذي استشهد في عام 1980 بطريقة وحشية على أيدي أزلام نظام صدام المقبور بعد هبوطه اضطراريا بمروحيته وتم اعتقاله، وذلك بسبب رفضه لطلب الضباط البعثيين بتوجيه الإساءة للإمام الخميني طاب ثراه، وهو مقيد اليدين.

 

الشهيد الطيار جاغروند ولد في فبراير عام 1952 في مدينة خرم آباد (مركز محافظة لرستان) في غرب إيران وانظم إلى وحدة طيران الجيش الإيراني في عام 1974 وفي عام 1976 وبسبب شجار مع رئيس شرطة اصفهان سجن لمدة شهر في مركز احتجاز تابع للجيش، وهو كان طيارا لمروحية " بيل 215" برتبة ملازم ثالث، وكانت منطقة خدمته العسكرية هي قاعدة طيران الجيش في كرمانشاه (غرب).

 

ويقول أقرباؤه أن ابرز صفاته كانت أداء الصلاة في أول وقتها وكان يشتهر بين رفاق السلاح بهذا، كما كان ملتزما للغاية وبشكل علني بالمبادئ والأحكام الدينية، وملتزما أيضا بالإحسان والاحترام لوالديه.

 

وفي عامي 1978 و1979 اللذين شهدا تصاعد الحراك الثوري للشعب الإيراني ضد النظام البهلوي البائد شارك هذا الطيار الشهيد في المظاهرات ضد النظام، وبعد انتصار الثورة الإسلامية وتمرد الجماعات الكردية المناوئة للثورة الإسلامية في محافظة كردستان ، شارك هذا الشهيد الشجاع في عمليات وحدة طيران الجيش ضد هذه الجماعات العميلة المجرمة، وعند بدء الهجوم الصدامي على الجمهورية الإسلامية في عام 1980 توجه لأداء واجب الدفاع عن الوطن والثورة الإسلامية في الجبهات في غرب وجنوب البلاد.

 

وكانت آخر مهمة عسكرية يؤديها في تاريخ 4 أكتوبر عام 1980 وهي نقل 7 ضباط عسكريين إيرانيين من منطقة دهلران الحدودية ، برفقة زميله الطيار ثاني "حسين مصري" ومهندس الطيران، فبعد الإقلاع من دهلران للعودة بهؤلاء الضباط ، تصاب المروحية بطلقات المضادات الجوية للعدو البعثي ويصاب الطيار الثاني بجروح، وحينما يدرك الشهيد الطيار جاغروند أن المروحية غير قادرة على مواصلة التحليق وانها ستسقط ، بادر إلى الهبوط اضطراريا وسط منطقة انتشار القوات العراقية، بالقرب من قرية تسمى بـ " جاليز" لإنقاذ أرواح من كانوا على متنها.

 

وحينها طوقت القوات العراقية المروحية وأسرت من كانوا على متنها وعلى الفور يبادر الضباط العراقيون إلى ترتيب مقابلة إذاعية مع الضباط الإيرانيين الأسرى للاستفادة الدعائية والإعلامية الفورية من هذا الحدث الميداني ، وخلال المقابلة الإذاعية يطلب الضباط الصداميون من الشهيد الطيار جاغروند توجيه الإساءة والنيل من الإمام الخميني (رض) على الهواء مباشرة، فيرفض الامتثال لأوامرهم فيقتلونه في المكان ويتم دفنه هناك.

 

أما عن طريقة القتل الوحشية فيقول قروي عراقي طاعن في السن كان قريبا من مكان هبوط المروحية اضطراريا، بأن عصر ذلك اليوم وبعد أسر الضباط الإيرانيين طلب عدد من الضباط البعثيين العراقيين من الطيار جاغروند توجيه الإساءة للإمام الخميني (رض) لكنه لم يمتثل فقام احد الضباط البعثيين بطعنه بحربته العسكرية في خاصرته وكتفه وصدره لإرغامه على الإساءة للإمام الخميني (رض) لكن الشهيد رفض بكل صلابة، ثم قام ذلك الضابط البعثي المجرم بنحر هذا الطيار وفصل الرأس عن جسده في المكان نفسه، وبقي جثمانه الطاهر على الثرى ليومين، ثم قام هذا القروي العراقي الطاعن في العمر، بدفن الجثمان الطاهر بعيدا عن أعين القوات العراقية.

 

وبقي مصير المروحية ومن كانوا على متنها مجهولا في إيران، إلى حين بثت الإذاعة العراقية مقابلة مع عدد من الضباط الإيرانيين الأسرى الذين كانوا على متنها، وسمع أقرباء للشهيد الطيار جاغروند تلك المقابلة الإذاعية العراقية واطلعوا الهلال الأحمر الإيراني على المعلومات، لكن المسؤولين الإيرانيين قالوا بان اسم الطيار جاغروند لم يكن موجودا بين قائمة أسماء الأسرى الإيرانيين في العراق، وبقي الموضوع قيد المتابعة إلى أن بعث احد الأسرى الإيرانيين الذين كانوا على متن المروحية برسالة بعد 3 سنوات و6 أشهر، عبر الصليب الأحمر لعائلته في إيران ويخبرهم بوقوعه وزملائه في الأسر ويطلب منهم إخبار عائلة الطيار الشهيد جاغروند باستشهاده وكذلك إصابة الطيار الثاني بجروح ونقله للمستشفى ".

 

وبعد مضي فترة من الزمن استولت القوات الإيرانية على منطقة هبوط تلك المروحية وتم العثور على حطامها، ويخبرهم ذلك القروي العراقي الطاعن في السن بما جرى فيحفرون مكان دفن الشهيد ويعثرون على هيكل عظمي فقط واللوحة المعدنية الصغيرة التي حملت اسم هذا الشهيد العظيم، وقد أكد لهم ذلك القروي العراقي بأن الطيار الشهيد جاغروند قاوم الجناة البعثيين حتى الرمق الأخير، وزرع حسرة انتزاع الإساءة لإمام الأمة، في قلوبهم.

 

وقد وصف مستشار قائد القوات البرية للجيش الإيراني، هذا الشهيد العظيم بأنه " ذبيح جيش الجمهورية الإسلامية" و"ذبيح لرستان" .