كلمات مضيئة [41] ـ من مواعظ الإمام أبي الحسن الثالث(عليه السلام): إنّ الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى..

 

«إنّ الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى، وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً»([1]). 

 

الدنيا دار امتحان واختبار، وكل إنسان تعرض عليه في حياته حوادث صعبة ومرّة، ونتيجة هذا الامتحان والاختبار هي ظهور وبروز ذات الإنسان وخصوصياته الروحية والأخلاقية، مضافاً إلى تقوية وتقدّم وسمو روحيّته.

 

إنّ أعمال وتصرّفات كل شخص، في هذه الدنيا تعطي شخصية وهوية الإنسان شكلاً ما في عالم الآخرة. نظير الجنين وهو في مراحل نموّه ورشده في رحم أمّه، فإنّ الطعام وأعمال وتصرّفات الأم بل حتى أفكارها يعطي لشخصيته وماهيّته شكلاً ما.

 

ولذلك يقول الإمام علي (عليه السلام): إنّ الله تعالى جعل الآخرة دار عقبى للحياة الدنيا، والمراد من العقبى (ما يكون تابعاً كالذنب بالنسبة للحيوان).

 

نسأل الله تعالى أن يعطينا الثواب والأجر في الآخرة على ما نواجهه من صعوبات هذه الدنيا ومشكلاتها. 

 

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

     [1] ـ تحف العقول، صفحة: 483.