بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

أهمية العمل الإعلامي‏

أتقدم بالشكر للسادة للانجازات الكبيرة التي تحققت في هذه المؤسسة، وأسأل الله تبارك وتعالى لهم مزيداً من التوفيق، فالمهم في هذه القضايا المرتبطة بالإسلام أن جميع أبناء الشعب يشاركون فيها، فالأمور التي تجري اليوم في إيران سيشارك الناس بها لأنها مرتبطة بالجمهورية الإسلامية التي يعتبرها الناس منهم واليهم، ولا يعتبرون أية مؤسسة منفصلة عنهم. لذلك فهم يعملون بنشاط وعلينا أن نحافظ على حضورهم وعلى الناس أن يزيدوا من تواجدهم في الساحة، إننا اليوم في وسط الطريق، أي إن ما طالبنا به الإسلام من تعريفه للعالم كما هو، فإننا لازلنا في بداية هذا الطريق وعلينا تحقيق ذلك. إن الإعلام من الأمور المهمة التي قد تفوق أهميتها الكثير من القضايا، وإنكم ترون أن الإعلام العالمي ضدنا ويمكن القول بأن من لا يعادوننا يلتزمون الصمت. فإن كل الإذاعات والصحف والنشاطات التي تتم في الخارج موجهة ضد الجمهورية الإسلامية أي ضد الإسلام. فلأنهم يعادون الإسلام وأن إيران تسعى لتعريف العالم بالإسلام لذا فهم يعادون إيران، لأنه لو عرض الإسلام على العالم فإن العالم سيقبل به مما يضر بمصالحهم. فهم لا يعادون إيران لكونها إيران أو مناهضتهم للإيرانيين وإنما يعادونها لأنها تحمل عنوان الإسلام، فإن إيران كانت موجودة في عهد محمد رضا فهم لم يعادوها بل كانوا يقفون إلى جانبها لأن إيران آنذاك كانت بأيديهم، واليوم حيث إيران خرجت من أيديهم وتخالفهم ولا تنفذ مخططاتهم لذا يسعون للقضاء عليها وعلى الإسلام.

 

الدعايات المغرضة ضد النظام الإسلامي‏

علينا توسيع دائرة العمل الإعلامي- خاصة خارج الحدود- وعلى الحكومة والشعب مواجهة الدعايات المضادة لنا في العالم. انظروا إلى عشرة الفجر في الثاني والعشرين من بهمن حيث خرج الناس إلى الشوارع وتواجدوا في الساحة بذلك الشكل المثير للإعجاب، بيد أن الفارين‏ من البلد لديهم أسلوبهم الخاص في التعامل مع القضية فهم يقولون للناس لا تخرجوا إلى الشوارع ولا ينظرون بعد ذلك إلى من يخرج من الناس ثم يقولون بعد ذلك أرأيتم أن أحداً لم يخرج إلى الشوارع. هذا وضعهم هزيمة فاضحة مبتذلة. فالأمور لا تقاس بكلمة واحدة - لا تخرجوا- ولا يعرف من خرج ومن لم يخرج، فمن خرجوا هم معروفون ومن لم يخرجوا فإن أحداً لا يعرف عددهم. فهم لا يطلبون من أتباعهم مرة أن اخرجوا واصطفوا في جانب من المدينة حتى نعرف عددهم. ولكنهم بالمقابل يقولون إن إيران كلها معنا ولكن يؤكدون أنهم إذا أرادوا الخروج فسوف يحل بهم كذا وكذا، حسناً إذا كانت إيران كلها معكم فماذا يستطيع أن يصنع أحد؟

إن مناسبة الثاني والعشرين من بهمن، التي أقيمت بهذا الشكل الرائع، لم تذكر عنها وسائل الإعلام في الخارج شيئاً جديراً بالاهتمام ولا من يتحدثون ضدنا في الخارج أشاروا إليها. فهذه المناسبة حسب التقارير كانت رائعة وباهرة وقد رأينا مشاهد منها فكان عدد المشاركين في المسيرات كبيراً جداً. وقد ذكر البعض بأنها كانت تشبه التجمعات الأولى في عاشوراء في تلك الأيام ولكن لم تنقل وسائل الإعلام العالمية ذلك. انظروا إلى ظروف الحرب، فظروف الحرب أصبحت بحيث أن قوات الجيش الإسلامي وحرس الثورة والتعبئة تواصل تقدمها وتأسر الكثيرين. فقد أسرت في الأيام الأخيرة ألفي شخص. إن أحداً لا يتحدث عن ذلك، ولكنهم من جهة أخرى يعدون البرامج التلفزيونية عن الحرب. فقد أعدوا قبل ليلة أو ليلتين برنامجاً في تلفزيون لندن وعرض في إحدى المحطات الخليجية وزعموا إن عدداً كبيراً من الايرانيين قتلوا وكانت أجسادهم مبعثرة في الصحاري وكان العراقيون يحتفلون حولها. إن العراق المسكين الذي يعيش حالة اليأس ويهرب الجنود العراقيون لمجرد أن يروا قوات حرس الثورة، يقوم بعرض مثل هذه الأمور. إن هذا هو وضع الإعلام في العالم. فهم يعادون الإسلام وإيران التي أقامت الجمهورية الإسلامية التي تتطلع لتطبيق أحكام الاسلام. غير ان الحرب بهذه الأهمية تسير قدماً وقد تم طرد المحتلين بشكل كامل تقريباً من الأراضي الإيرانية. فعندما تكون الأخبار لصالح ايران يعلنون بأن إيران تدعي كذا والعراق يدعي كذا ولم تعرف الحقيقة. ولكن عندما تشتد هزائمهم يبالغون فيقولون بأن العراقيين قد تقدموا إلى الأمام ودحروا الإيرانيين ورموهم في البحر وقد عجزوا عن السباحة وغرقوا جميعاً وماتوا. بل وأكثر من ذلك بأنهم أسروا الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثماني سنوات لأن إيران ترسل الأطفال الذين أعمارهم ثماني سنوات إلى الحرب حسب زعمهم. فهذا هو وضع وسائل الإعلام المعادية لنا، ونحن مهما فعلنا لا نستطيع اللحاق بهم لأن كل وسائل الإعلام بأيديهم ومع ذلك لابد من الاهتمام بالعمل الإعلامي.

 

الولايات المتحدة مصدر التوتر في المنطقة

علينا أن نطلع الشعب وإنني أرجو التوفيق للعاملين في مجال الإعلام ومن يذهبون إلى الخارج والمتحدثين في الإذاعة والتلفزيون حتى يتم الإطلاع على حقيقة ما يجري وأن يتبين وضعهم ويعرف وضعنا وماذا يقول هؤلاء وماذا نقول نحن. إنهم يعرضون الإسلام بشكل وكأنه يريد الحرب رغم أن الإسلام لا يريد الحرب إطلاقاً أي إننا لم نرد القتال إنهم هاجمونا ونحن ندافع عن أنفسنا. ولو أننا أمهلنا صداماً شهرين فسوف يجهزونه ثانية ليهاجمنا في موقع آخر. إن حيواناً كهذا لا يمكننا أن نتركه يفعل ما يريد. فدون أن يتم القضاء عليه لن تهدأ المنطقة، ان الذين يساعدونه لا يدركون الأمر ولا يفهمون أن أمريكا تتلاعب بهم وجعلتهم بيادق مثلما هو صدام. على الرغم من أن قدرة صدام لا تقارن بقدرة الآخرين في الخليج. إن أمريكا تريد توريط هؤلاء أيضاً، لذا عليهم أن يعوا واجبهم وأن يدركوا ماذا يصنعون بالإسلام وبإيران، إنهم يريدون أن يعيشوا بعد ذهاب صدام إننا نرغب في أن تكون حياتهم على نهج صحيح.

إننا نرغب دوماً في أن نكون في هذه المنطقة مدعاة لرخاء الشعوب، ونتطلع لإرساء أسس ذلك، لكنهم لا يتركوننا وشأننا فهم لو أمهلوا إيران عاماً واحداً لعرفوا أن المنطقة ستصلح أمورها، وستقطع أيدي القوى الكبرى، وتعيش بلدان المنطقة حياة هانئة لكن أمريكا لا تسمح بذلك وإنني آمل أن تقطع أيدي هؤلاء إن شاء الله وأن يكون التوفيق حليفكم في أداء الخدمة. إن إيران اليوم لكم. قطعت أيدي الجميع عنها وعليكم بإعمارها. وأن الشعب متواجد في الساحة الحمد لله بشكل ممتاز ولكن يجب أن يستمروا في ذلك إذا أرادوا حياة كريمة إذ كنا كالبضائع بأيديهم وكانوا يتبادلونها فيما بينهم. ولكن البلاد اليوم بأيدينا والحمد لله وهي لنا وأرجو أن يوفقهم الله بمشيئته لخدمة الإسلام وخدمة إيران.

والسلام عليكم ورحمة الله‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة الإمام، ج‏18، ص: 300