أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ان مشكلة الاستكبار مع الجمهورية الإسلامية هي أن تطور ايران وازدهارها وتألقها سيقضي على منطق الليبرالية الغربية في العالم.

قائد الثورة: تطور ايران يقضي على الليبرالية الغربية وهذا سبب عداء الاستكبار لنا ... أحداث الشغب ستطوى

 

وقال سماحته لدى استقباله صباح اليوم السبت لحشد من اهالي محافظة اصفهان الايرانية في ذكرى ملحمة 19 نوفمبر 1982 التي شيع خلالها أهالي اصفهان جثامين 370 شهيدا من شهداء الدفاع المقدس (الحرب الصدامية على الجمهورية الإسلامية 1980-1988)، ان الغربيين تمكنوا من نهب العالم بأكمله طوال اكثر من قرنين من الزمن بذرائع وشعارات مختلفة كالديمقراطية والحرية وقاموا بنهب اموال وموارد وخزائن تلك الدول وهكذا اصبحت اوروبا الفقيرة ، ثرية ، مقابل افقار العديد من الدول الغنية مثل الهند والصين .

 

وأضاف آية الله العظمى الخامنئي " إن إيران لم تستعمر بشكل مباشر لكن أفغانستان أنموذج ماثل أمام أعيينا ، ان الأميركيين قدموا وارتكبوا المجازر في أفغانستان طوال 20 عاما وارتكبوا انواع الجرائم وبعد 20 عاما اعتلت تلك الحكومة التي جاؤوا للقضاء عليها، سدة الحكم، وسلموا الحكم لها وخرجوا بمنتهى الفضيحة، والآن اذا نجد هناك حكومة أو نظام في العالم يرفض منطق الليبرالية ويمنح الشعب هوية بمنطق حقيقي وواقعي ويحيي هذا الشعب ويوقظه ويقويه ويقف في وجه الليبرالية ويبطل منطق الليبرالية، فهو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

 

وأضاف سماحته أن البعض في داخل إيران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون بان النظام الإسلامي يفتقد الحرية وسيادة الشعب، لكن إبداء هذا الكلام هو نفسه يدل على وجود الحرية، وان توالي حكومات تختلف أفكارها السياسية عن بعضها البعض، على الحكم، يدل على وجود حق الانتخاب لدى الشعب وشعبية النظام الإسلامي.

 

ونوه سماحته انه إذا لو كانت الجمهورية الإسلامية اختارت التراجع أمام اميركا والاستكبار العالمي والرضوخ لتنمرهم وغطرستهم لتراجعت الضغوطات، لكنهم كانوا يسيطرون على البلاد، وأضاف " طوال هذه السنوات كلما تعالى صوت اقتدار الجمهورية الإسلامية ازدادت محاولات الأعداء لخدش وجه النظام الإسلامي.

 

وشدد سماحة قائد الثورة الإسلامية ان التحدي الماثل أمام إيران هو "التطور والتوقف والركود والرجعية" لان إيران تواصل التطور لكن القوى الاستكبارية تضطرب وتمتعض وتغتاظ من تقدم إيران الإسلامية ومن اجل هذا الامتعاض والغيظ ينزل الأميركيون والأوروبيون الساحة بكل قواهم لكنهم عاجزون عن ارتكاب اية حماقة كما عجزوا قبل الآن وسيعجزون أيضا في المستقبل .

 

آية الله العظمى الخامنئي أكد بأنه في المواجهة الرئيسية بين إيران والاستكبار فان أميركا هي في الخط الأمامي وتقف أوروبا خلفها وأضاف " طوال السنين التي تلت انتصار الثورة الإسلامية فان جميع الرؤساء الأميركيين من كارتر الى الى كلينتون واوباما الديمقراطي وريغان وبوش وذلك (الرئيس) الأرعن الجمهوري السابق ، وصولا الى الرئيس الحالي الفاقد للوعي والسيطرة، والذي يريد انقاذ الشعب الايراني ، اصطفوا جميعهم امام الجمهورية الاسلامية الايرانية واستعانوا بكل من استطاعوا ومنهم الكيان الصهيوني، كلبهم المسعور، وبعض دول المنطقة، لكن ومع كل هذه المحاولات اصيب اعداء الشعب الايراني بالخيبة ، رغم انهم اوجدوا بعض المشاكل مثل الحظر واغتيال العلماء النوويين واستخدام كافة الحيل السياسية والامنية واعطاء الرشاوى للبعض في الداخل ليتفوه ضد الجمهورية الاسلامية ، لكنهم عجزوا عن ايقاف حركة الشعب الايراني ، والان ونحن امام هذه المواجهة والتحدي الراهن ، فان من واجب افراد الشعب والمسؤولين وكذلك المثقفين والنخب والشباب والاوساط العلمية والجامعية والحوزوية ، بذل الجهود لتحقيق التقدم في كافة الجوانب العلمية والفنية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية والروحية.   

 

كما أكد سماحته ان المحركين الاصليين لاحداث الشغب الاخيرة، والذين عجزوا عن جرّ الشعب خلفهم ، يريدون عبر اطالة شرورهم ، اتعاب المسؤولين لكن احداث الشغب ستطوى، وان الشعب سيواصل عمله وجهوده وتقدمه بمزيد من النفور والكره لهؤلاء، وبقوة مضاعفة ومعنويات جديدة.

 

واشار قائد الثورة الاسلامية ان هذه الاحداث والجرائم واعمال التخريب تتسبب بمشاكل للشعب واصحاب العمل، لكن هؤلاء المتواجدون في الساحة ومن يقف خلف الكواليس ايضا هم أحقر من ان يستطيعوا الاضرار بالنظام الاسلامي.

 

 واعتبر آية الله العظمى الخامنئي ان القدرة على خلق الفرص من التهديدات هي من طباع أي شعب مؤمن ، مشيرا االى النماذج التاريخية مثل غزوة الاحزاب والدفاع المقدس ، مضيفا " في غزوة الاحزاب التي قدم فيها كل قبائل المشركين ، لم تهتز قلوب المؤمنين بل تذكروا وعد الله تعالى وازدادوا ايمانا وخلقوا من هذا التهديد فرصة ، تماما كما فعل شعبنا ايضا في حرب الاحزاب التي شارك فيها كل العالم ودعموا المتعدي ، وقد بدل شعبنا التهديد الى فرصة واثبت للعالم اجمعه بأنه لن يهزم.

 

ونوه سماحة قائد الثورة الاسلامية انه بسبب هذه الانجازات التي حققها الشعب الايراني فان الاعداء كلما فكروا بورقة الخيار العسكري يتذكرون بان الشعب الايراني هو شعب لا يهزم، وقد اكد شعبنا مرارا وتكرار للاميركيين ولاعدائه بأن "قدومهم هو بيدهم لكن رحيلهم ليس كذلك" وفي حال شن الاعتداء فانهم سيتورطون وسيدمرون.

 

كما اشار سماحته الى مراسم تشييع شهداء احداث الشغب الاخيرة قائلا ان هذه الاحداث اماطت اللثام عن وجه من يقفون خلف الكواليس ويدّعون الدفاع عن الشعب الايراني وان العداء لمطالب ومقدسات الشعب الايراني أي العداء للاسلام وحرق المصاحف والمساجد والعداء لايران وحرق علم البلاد واهانة النشيد الوطني قد كشف الوجه الحقيقي لمن هم خلف الكواليس.

 

واعتبر آية الله العظمى الخامنئي ان العدو قد تلقى الهزيمة حتى هذه اللحظة بفضل الله تعالى لكنه يأتي كل يوم بكيد ومكر جديد ، وبعد هزيمة اليوم يمكن ان يتوجه نحو تحريض فئة العمال والنساء لكن رفعة شأن نسائنا وعملانا هي اكبر بكثير من ان يرضخوا لضامري السوء وينخدعوا بهم .

 

واشار سماحته ايضا الى اساليب الاعداء مثل "التجييش الكاذب" و"سيل الاكاذيب" في وسائل العلام المعادية بهدف التأثير على المغفلين ، مؤكدا " ان الحقيقة هي الحضور المكثف للشعب في سوح الدفاع عن الثورة وصفعتهم لضامري السوء ".     

 

كما اعتبر آية الله العظمى الخامنئي وجود المشاكل الاقتصادية، حقيقة، معتبرا العقد الماضي فترة غير جيدة على صعيد الاقتصاد بسبب تقاعس بعض المسؤولين عن العمل بالتوصيات والقيام بواجباتهم، مضيفا بان الحظر ايضا قد ترك تاثيرا في هذه المشاكل، لكن سماحته اكد بأن قيام المؤسسات المعنية ببذل المزيد من الجهود والتضامن والتآزر والتظافر بين الشعب والمسؤولين يمهد لحل المشاكل الموجودة وسيتم توجيه صفعة جديدة للاعداء في هذا المجال ايضا.