كلمات مضيئة [35 ] ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم» ([1])

 

يبيّن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمراً مهماً وهو: 

 

إنّ الدّينار والدّرهم (أي المال والثّروة) قد أهلكا من كان قبلكم من البشر والأمم (أي أنّهما سَلَبا منهم العزّة والسّلطة وبدّلا نصرهم الى هزيمة). وهذان الأمران (أي المال و الثّروة) سوف يؤديان بكم( أي المسلمين) الى الهلاك أيضاً.

 

وليس المقصود هنا أنّ المال والثّروة بنفسيهما يهلكان المجتمع والأمة، بل المراد أن حُبَّ الثّروة والمال وتقديمهما على الأهداف الكبيرة، يوجبان إنحراف النّاس عن جادّة الحق والصّراط المستقيم، فإذا انحرف النّاس انحرف المجتمع والأمة أيضاً. 

 

ويجب أن نعلم أنّ كلّ شخص يكون له تأثير ونفوذ في المجتمع و الأمة أكثر من غيره - من قبيل مسؤولي الدولة أو الشّخص البارز في المجتمع - إذا كان محباً للثّروة والمال كان تأثير ذلك على المجتمع أكثر من غيره، لأنّ هذا الشّخص يعتبر مثلاً يقتدي به النّاس، وهم يتّخذونه أنموذجاً يحتذى به، وحينئذ سوف تنمو هذه الخصلة فيهم .

مضافاً الى أنه حينما يقع في الفساد من أجل حبّه للمال سوف يكون تأثيره أكثر على المجتمع. وفي عصرنا الحالي كذلك فإنّ ما يوجب تزلزل بعض الأشخاص المتديّنين الصّالحين هو المال، فإنّ حلاوة المال سبب لإنحراف الإنسان ومخالفته للشرع والقانون. وتدريجياً يعتاد على هذا الأمر، وتتلوّث يداه بالتّعدي والتّجاوز على الأموال العامة.

 

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

 

     [1] ـ الخصال/ باب الاثنين/ ح 37.