ذكر سماحة قائد الثورة الإسلامية أن حادثة 9 يناير/كانون الثاني تظهر عمق المنظور الديني للشعب وقال: "أصبحت انتفاضة اهالي قم في 9 يناير مصدر الحركة التي أدت إلى انتصار الثورة الإسلامية.

 

وقال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في خطابه المتلفز صباح اليوم الأحد بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي مدينة قم ضد نظام الشاه في التاسع من يناير 1978، ان الأعداء تصوروا أنهم باغتيالهم للقائد قاسم سليماني سيتمكنون من إطفاء نور المقاومة ولكنهم رأوا عکس ذلك وقال : إن واقع الشعب الإيراني هو ذلك المد العالي من الجماهير الذي اكتسح شوارع المدن الإيرانية إبان تشييع الشهيد سليماني . إن استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني كان حادثة تاريخية لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذه العظمة .

 

وشدد سماحته على انه لا يجب أن نستسلم أمام غطرسة الأعداء ولن نستسلم أبدا وتابع قائلا: إن تقدمنا مرهون بنزول الثوريين المخلصين إلى ساحة العمل وهذا ما شهدناه طوال 42 عاما من ثورتنا الإسلامية المباركة .

 

وأضاف قائد الثورة الإسلامية يجب أن تبقى على قيد الحياة بعض الأحداث التاريخية التي لها مواضيع عميقة وترسل رسائل صاخبة إلى الأجيال القادمة. ويجب ألا ندع غبار فقدان الذاكرة يجلس على هذه الأحداث. هذا هو حادث 9 يناير.

 

لقد أدت حادثة انتفاضة أهالي قم إلى انتصار الثورة الإسلامية، لذا فإن النظر إلى هذا الحادث هو انطلاقة تحول. هذا الحادث وتسلسله يظهر عمق المنظور الديني للناس. هذه الحادثة هي واحدة من فطريات الثورة الإسلامية. إن دعاية أولئك الذين يحملون الضغينة ضد الثورة تجعلهم يشككون في رؤية الثورة.

 

واعتبر آية الله الخامنئي إن سياسة التفرقة هي ديدن الاعداء طوال تاريخهم الاستعماري في المنطقة ويجب أن لا ننخدع بهذه السياسة الشيطانية واضاف : علينا أن نقوي الأمل الذي يسعى الأعداء أن يطفئوا جذوته ويحولوه إلى يأس في قلوب الشباب الایراني.

 

واعتبر آية الله الخامنئي الالتزام بمبادئ الثورة من أهم طرق التنمية في البلاد، قائلا: كان التقدم والنجاح العلمي والصناعي والسياسي في البلاد خلال 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية مرهونا بنزول الشخصيات الثورية والمؤمنة والعالمة الى ساحة العمل والتي كانت تتحلى بمعنويات عالية وروح الجهاد.

 

وأكد سماحته على أهمية الحفاظ على الوحدة، وتقليل عوامل التفرقة في البلاد، لافتا الى انه من الطبيعي وجود اختلافات في الآراء والأذواق والأساليب بما في ذلك الاختلافات الدينية بين الشيعة والسنة، لكن يجب ألا نسمح لهذه الاختلافات ان تؤدي الى المواجهة وتصعيد الخلافات وتضعيف التلاحم الشعبي.

 

وأضاف قائد الثورة الاسلامية انه على الرغم من وجود المشاكل الاقتصادية، والتضخم وغلاء الاسعار، والظروف المعيشية الصعبة في البلاد علينا ان نبرز نجاحات الجمهورية الإسلامية الايرانية ولا نبقيها طي الكتمان، لافتا الى ان نظام الجمهورية الإسلامية حقق نجاحات كثيرة في مختلف المجالات.

واكد سماحته على ضرورة مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات في مختلف الاجهزة والنظر في مقترحات الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة واعتماد آلية يمكنها استخدام هذه المقترحات والأفكار.