مشروع الهجرة، الذي طرحته قبل سنوات، من شأنه أن ينمّي نشاط علماء الدين في كل أنحاء البلد. يجب أن يهاجروا من الحوزات العلمية الكبيرة إلى المدن سواء كانوا من أهالي هذه المدن أو من أهالي غيرها. وقد يكون عالم الدين في مدينة معينة ليس من أهاليها. المرحوم المحقق السبزواري – صاحب كتاب الذخيرة وصاحب الكفاية والمعروف بـ(الملا) وشيخ الإسلام الكبير كان في إصفهان على عهد الدولة الصفوية - ينتقل من إصفهان إلى مشهد فيسكن هناك. وقد كانت إصفهان في ذلك الحين أكبر مدن إيران، وكانت مشهد مدينة صغيرة تشبه قرية كبيرة. وهو الذي عمّر المدرسة الباقرية في مشهد التي شاهدها الطلبة القدماء في مشهد، وقد تهدّمت حالياً. كانوا يأتون ويبقون حتى في غير مدنهم. الشهيد المرحوم الميرزا مهدي ذو أصول إصفهانية، وهو أحد أربعة تلامذة بارزين للمرحوم الوحيد البهبهاني - وله أربعة تلامذة اسمهم مهدي، ويسمّونهم المهادي الأربعة - جاء إلى مشهد واستشهد فيها. وطوال هذه الأعوام كان في أعقابه علماء كبار. وما الإشكال حتى لو لم يكن من أهالي تلك المنطقة لكنه يسكنها؟ ناهيك عن أن يكون من أهاليها. 

 

كامل الخطاب: