إنّ لنا في شهر رمضان عِبَراً ودروساً، وهي ليست كتلك الدروس التي نتلقّاها من المعلم أو نقرأها في الكتب، بل كتلك الدروس التي يتعلّمها الإنسان في التمارين العملية والنشاطات الجماعية الكبرى.

ويتمثل أول هذه الدروس في الصلة بالله والحفاظ على علاقتنا القلبية بالذات الأحّدية المقدسة وعشقنا للمحبوب. 

لقد تذوقتم حلاوة هذا الدرس, ووجدتم كم أنه من السهل اليسير أن توثق الصلة بالله تعالى.(وإنّ الراحل إليك قريب المسافة، وإنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن يحجبهم الأعمال دونك).

إنّ الطريق إلى الله قصيرة، ولقد لاحظتم هذا في ليلة القدر وعند التوسل والزيارة والدعاء، ولدى التضرّع والمناجاة، ووهبتم قلوبكم للمحبوب الأوحد، وازددتم حُبّاً لله تعالى.

فهذا هو الدرس الأول.

وأما الدرس الثاني: فهو اجتماع كافة الأطياف الشعبية حول محور الدين والتوحيد. وعندما نتحدّث حول الانسجام الوطني، وعندما نقول: بأن الشعب الإيراني يمثّل نسيجاً واحداً، فإن هذا لا يأتي من فراغ، بل إنّ لهذا التآلف جذوراً عميقة، وليس لمجرد النصيحة والأمر والنهي. وإنّ محور هذا الاتحاد هو الإيمان بالعقيدة الدينية.

إنّ الدين والعقيدة هو الذي يشدّنا نحو مركز واحد، وهذا المركز هو التوجّه لذات الله الأقدس جلّ وعلا. إنها روح الوحدة الوطنية هي تلك التي تقرّب بين القلوب وتكسبها الرقّة.

إنّ الجالس بجواركم في صلوات الجماعة والجمعة أو مراسم إحياء ليلة القدر ووضع القرآن على الرأس والانهماك في التضرع والدعاء، هو رفيقكم أمام الله تعالى وجلّ شأنه، أيّاً كان هذا المرافق، ومن أي فئة اجتماعية وأي طيف ومشرب وطائفة، كما يُعدّ أخاً لكم وصاحباً وفيّاً عند المولى سبحانه. 

فعليكم بالحفاظ على هذه الصلة القلبية.

 

كامل الخطاب