تضعيف العلماء من خلال الدعاية

يعد الإسلام اليوم هدفاً لأعتى الخصومات الشيطانية في العالم، وفي المقابل يحاط الإسلام بأعمق مظاهر الحب والتقدير في أوساط الجماهير المحرومة. أما القوى الكبرى في العالم فهي لا تعادي أحداً قدر عدائها للإسلام، والعلماء هم الدعاة للإسلام.

مُنذ اثنتي أو ثلاث عشرة سنة ـ أي منذ انتصار الثورة ـ وأجهزة الاتصال الجامعي وشبكات الدعاية الاستكبارية والصهيونية تتحدث عن العلماء بصيغ مختلفة.. تسخر بهم، وتثير حيالهم الأكاذيب والتهم.. إنهم يلصقون بالعلماء الكبار والمفكرين الدينيين ما هو أجدر بهم وبأذنابهم والتابعين لهم.

ولا أهمية لذلك فليست هذه الأمور التي تؤثر علينا أبداً، لأننا نعرف أن الضربة التي أنزلها بهم العلماء كانت ضربة قوية وبليغة([1]).

منذ أن انتصرت الثورة، والعلماء الذين اشتغلوا بخدمة نظام الجمهورية الإسلامية بشكل مُباشر ـ ولاسيّما البارزون منهم ـ هم مرمى لسهام العدو المسمومة على الصعيد الإعلام وعلى صعيد الإرهابيين الخونة عملاء العدو.

لقد قدّم العلماء شهداء كبار في جبهات الحرب المفروضة وعلى صعيد فعالياتهم الجهادية، بحيث اصطبغت بدمائهم الطاهرة محاريب صلاة الجمعة وسوح العلم والسياسة ومجالات الدعوة إلى الدين.

يدرك شعبنا العزيز أن الباعث لعملية الهجوم الشاملة التي يشنها العدو ضدَّ العلماء يكمن في الدور المصيري الفريد الذي كان لهم وما يزال؛ فالعدو يهاجم العلماء بهدف إضعاف الثورة والقضاء عليها.

وتنخرط في السياق المعادي ذاته الآن زمرة الأقلام المأجورة لإضعاف هذا الرصيد المعنوي الذي تملكه الثورة، أمام الشعب.

يمكن لأعداء الثورة أن يتحملوا العلماء إذا ما كفّوا عن الأمور السياسية واعتزلوا المساهمة في شؤون الثورة، تماماً كما حصل هو حاصل الآن لعدد من العلماء الغافلين المتحجرين الذين يكتفون بالجلوس في المدارس والمساجد، في حين يكلوا أُمور البلد وشؤون الشعب لأولئك الأعداء.

من الظواهر الملفتة والدلالات الممتلئة بالمعاني أنه لم يحصل وأن صار العلماء المتحجرون الغافلون البعيدون عن حوادث البلد والتيارات السياسية، مرمىً لهجوم الأعداء أبداً طوال سنوات النهضة؛ وخلال السنين التي أعقبت الانتصار. فلم يتوجه إليهم الأعداء بالهجوم الإعلامي أو الجسدي المباشر (الاغتيال) وحتى تهمة الرجعية التي صدرت عن أياي الأجنبي المتلبسين بصفة المثقف لم تتجه إلاّ للعلماء المتألقين بلحاظ الفكر السياسي، وممن عرف بالتجديد في ساحة العلم والعمل،ولم تصب ـ التهمة ـ إلاّ الفئة التقدمية من العلماء التي عرفت بالوعي والرقي([2]).

نلحظ أن هناك مجموعة من الممارسات والأعمال انطلقت في المحيط السياسي أو الجامعي على أساس إلغاء قيمة العلماء وشخصيتهم. وليست هذه ممارسة ساذجة تقتصر على صنف خاص.

فمن الخطأ ـ مثلاً ـ أن نتحدث عن الحوزة العلمية ككيان تقليدي بالرغم من أن منهجها التعليمي يقوم على أساس البحث والتحليل والتحلي بدقة النظر وممارسة الاستدلال والتجديد والإبداع، بحيث نعد أمثال الشهيد مطهري والشهيد بهشتي ـ وهما من تلاميذ الحوزة ـ مجرد ظواهر استثنائية في خط الحوزة.

ثمَّ احتمال يُتاخم اليقين إنَّ الذين يظنون هذا المعنى ليس لديهم غرض أو سوء، ولكن هذه المسائل تقضي ـ بالنتيجة ـ إلى الفساد جزماً، وهي إلى ذلك تتعارض مع الواقع. فمثل هذه الرؤية يمكن أن تؤدي إلى زوال القيمة العلمية والمعنوية للعلماء ـ وهم ممثلو الدين وحملة رأيته ـ في المحيط الجامعين وبين الجامعيين. كما حصل ما يشبه ذلك قبل الثورة؛ وإن كان بوسائل بدائية، ولكن كانت له آثاره على أي حال.

فإذا ما أنكرنا العلماء والمرتبطة العلمية للفقاهة وما لذلك من تأثير في حركة البلد راهناً، أو شكنا بسمعتهم أو عرضنا لهم بسوء، فسنكون في الحقيقة لقد ألحقنا الضرر بالنزوع الديني للشعب وطبقة فاعلة وعظيمة في المجتمع.

وهذا ما يبتغيه الأعداء ويدخل عليهم الرضا والسرور، ويحقق لهم ما يريدونه([3]).

 

إهمال التيار الثوري في الأدب والفن والثقافة

لقد استمر الغزو الثقافي في زمن الحرب بواسطة أدوات الإعلام والخطاب الخاطئ المنحرف، وكان من الطبيعي أن يكون هناك تأثير للرواسب الذهنية والنفسية للناس أنفسهم، بيد أن سخونة الأجواء في ظل الحرب كانت بمثابة الرادع في صدّ الهجوم.

أما بعد انتهاء الحرب فقد راحت هذه الجبهة تمارس نشاطها بشكل أكثر جدية([4]).

صارت الأجواء مناسبة للغزو الثقافي بعد انتهاء الحرب. لأن سخونة أجواء الحرب وحماسها وعنفوانها كان يجذب الشاب ويشغله فلا يصغي إلى كلام العد.ولكن انطفاء هذه الشعلة جعل الأرضية مهيّئة للعدو، ولذلك انطلق بشكل أوسع واستخدم أدوات متعدّدة في هجومه الثقافي الشامل.

عندما أتأمّل بسعة أدوات العدو أدرك أن القضية مهمة بالنسبة إليه. كان من وسائلهم إهمال واحتقار الفن والأدب والثقافة الثورية في البلد.

من إنجازات الثورة المهمة إنها ربّت عدداً من العناصر الثقافية والأدبية والفنية.. فنحن لدينا من هؤلاء الأفراد، ولا نشعر الآن بنقص على هذا الصعيد بحمد الله. هناك كثير من الشعراء وكتّاب القصة.. وهناك كتّاب يتقنون النص الفارسي بشكل دقيق.

بديهي لم يمر على عمر الثورة أكثر من ثلاث عشرة سنة. صحيح أن هؤلاء ـ الذين تربوا في أحضان الثورة ـ لم يبلغوا مرتبة شخصيات الطراز الأول وبينهما مسافة، ولكن هناك كثرة من الكفاءات الثورية التي بمقدورها أن تتحوّل إلى مواقع شخصيات الطراز الأول في غضون ثلاث عشرة سنة. صحيح أن هؤلاء ـ الذين تربوا في أحضان الثورة ـ لم يبلغوا مرتبة شخصيات الطراز الأول وبينها مسافة ولكن هناك كثرة من الكفاءات الثورية التي بمقدورها أن تتحوّل إلى مواقع شخصيات الطراز الأول على هذا الصعيد.

لقد عقمت أرضنا في مرحلة الاستبداد؛ أواخر العهد الملكي، فلم تكن أرضنا تينع حقيقة برجال عظام وكتّاب وفنانين كبار بالأخص على صعيد بعض الاختصاصات الفنية. أما الآن فقد تربت بين شبابنا اليافع كفاءات سينمائية جيدة، وممثلون ومخرجون وشعراء وكتّاب قصدة جيدون.

لقد حرَّرت الثورة هذه القابليات.. وإحدى الممارسات التي استهدفت هذه الطاقات تمثلت بالسعي لإهمال هذه المجموعة المؤمنة وعزلها. ولما كان شبابنا قليل التجربة، فمن الطبيعي أن يتأثر سريعاً ويتباطأ بمجرد أن يشعر بالإهمال أو الاحتقار من قبل أثنين ـ مثلاً ـ من العاملين في أحد الأجهزة الثقافية الرسمية في البلد. وكذلك يشعر بالضعف المعنوي والإحباط إذا ما رأى أن المجلات المسماة أدبية وفنية في البلد تعمد إلى تضخيم الرموز المعارضة وتمجّد بها.

الحالة نفسها تصيب السينمائي الشاب المتدين عندما يدور بفيلمه على المراكز المعنية فتلاقيه بالصدود وترفض فيلمه، في حين يرى تبنيهم مختلف الأعمال التي تقل فنياً عن مستوى عمله، لأنها تفتقر إلى الرؤية الإسلامية. مثل هذا الشاب سينكفئ تلقائياً ويشعر باليأس والإحباط.

شعرت بالمرارة والأسى مرّات ومن أعماق قلبي لحال هؤلاء الشباب الثوري المؤمن المتحرق. فلماذا يُهمل هؤلاء الشباب ولا يُعبأ بهم مع أن كفاءاتهم لا تقل ـ إن لم تزد في الكثير من الأمور ـ عن أولئك الذين يذكرون كفنّانين؟ عندما يدقق الإنسان بالأمر على نحو صحيح يجد أن جذر هذه الحالة من الإهمال وعدم الاعتناء يعود على إرادة خبيثة تكمن في نقطة معينة لم يتوجه لها أحد حتى المسؤولون أنفسهم. إنَّ المعنيين عن شأننا الثقافي هُم رجال جيدون، بيد أنهم لا يعتنون بالأعمال التي تنجز في المستويات المتوسطة.

من الوسائل الأخرى التي تستخدم لعزل الطاقات المؤمنة ـ أحسّ أن هذه من الآلام الصامتة التي يود الإنسان أن يفهمها الناس جميعاً بوضوح ـ هو إهمال الأفلام أو الأعمال الفنية الإيرانية التي تطرح في المحافل العالمية (المقصود بها الآثار التي تنطوي على الروح الثورية). فهذه المحافل تبدو غير مسيسة في الظاهر، بيد إن باطن الأمور شيء آخر.

لقد رأيتم سلوك المنظمات العالمية وما تفعله؛ رأيتم موقف مجلس الأمن من قضية البوسنة والهرسك، وما فعلته منظمة "ايكائو" في قضية الطائرة الإيرانية التي أسقطتها أمريكا!

هل ينُم هذا السلوك عن الحياد؟ وهل تعد هذه المنظمات غير سياسية حقاً؟!

تفعل المراكز العلمية الشيء نفسه مع أفلامنا ومعروضاتنا الفنية.. وما يتجه أطفالنا. وعندئذٍ كيف يستطيع الإنسان أن يتغافل هذا الواقع ويقول أن هذه المنظمات غير سياسية؟ لماذا لم تمنح أية جائزة من جوائزهم لعمل فني ثوري؟ هل نفتقد إلى الفيلم الثوري؟ أم إلى الشعر الثوري؟ أم أن أياً من هذه الآثار لا يتسم بقيمة فنية؟

أحتمل أن هذه المراكز والمؤسسات والمجامل تمنح حتى جائزة نوبل لواحدٍ ممّن يُسمّون بالعناصر الثقافية، المعادية للإسلام والثورة، لكي يحيطوا أولئك ـ أعداء الإسلام والثورة ـ بهالة من التضخيم، ويُمنعوا في إهمال العناصر الثورية وإبعادها.

أليس هذا غزواً ثقافياً؟!([5]).

 

اتهام النظام الإسلامي بسلب الحرية

يتهمون النظام الإسلامي بأنه لا يمنح الحرية.

ولكن كيف (بأي معنى) نحن لا نمنح الحرية؟ هل هناك بلد في هذا العدد من الصحف والمجالات والنشريات التي يكتبون فيها ما يريدون؟

إن الصحف الرسمية في البلد تنتقد سياسات الحكومة علناً وتضعها في دائرة الاستفهام، ثم تبادر الحكومة للجواب على نقد الصحافة بشهامة تامة.

تطبع الآن مجلات في إيران يستطيع من له أدنى معرفة بالعناصر الثقافية في عهد الطاغوت وبالكتّاب والفنانين وحملة الأقلام في العهد الملكي، وبالعناصر الجبانة أمام العدو، والموالية لأمريكا، أن يدرك من أين تموّل هذه المجلات!

هذه المسألة قابلة للحدس، ونحن على علم بالأمر، وكذلك الجهاز المسؤول، ولكن رغم ذلك ما تزال هذه المجلات تطبع، من دون أن نتعرض لها. نحن لا نخشى من مجلة تكتب (ضدّ رؤيتنا) بضع كلمات؛ فنحن نكتب أيضاً (بما يتسق مع رؤيتنا أو في سياق الردّ على ما تكتبه).

إن سعة الحرية التي تحظى بها المطبوعات في إيران لا يوجد في الأماكن الأخرى، ومن ثمَّ فإنَّ نظامنا مظلوم في مضمار حرية المطبوعات، وآية هذه الظلامة أن المجلات والصحف تحصل على الحرية، ثم تمتلئ بنقد النظام، ومع ذلك يأتي من يردّد في سياق هذه الانتقادات بأننا لا نملك الحرية!

والسؤال: إذا لم تكن تملك الحرية فكيف كتبت ما كتبت؟ ومن الذي عوقب ـ في البلاد ـ لمجرد أن كتب وعبّر عن رأيه بالكتابة؟ أجل، إذا اجترح أحدهم جريمة صحفية فإن ذلك جرم كائناً من كان صاحب الذنب. والشخص الذي يخالف القانون يتعرض للعقوبة. وإحدى العقوبات التي ينص عليها القانون هو تعطيل الصحيفة أو المجلة التي ارتكبت الجريمة.

وهذه قضية أخرى غير حرية المطبوعات. أما الكلام وإبداء الرأي فالإنسان فيها حر.

وما يحصل أن العدو يرمي النظام بتهمة سلب الحرية لمجرد أن الأجهزة المعنية تبدي إحساساً بالمسؤولية إزاء ما يُكتب وترُدُّ عليه. عن العدو يريد لكتّاب التيار الثقافي التابع للاستكبار أن يكتب ما يشاء، ولكن لا يرضى للكتّاب المرتبطين بالنظام الإسلامي والموالين للاتجاه الإسلامي أن يردّوا  ما يلبث أن يقول: ليس هناك حرية! هُم يريدون تخويفنا! هذه هي الأجواء التي يصنعها العدو، وهناك من البساط من يُخدع بذلك. وما أكثر من ينخرط في هذا التيار من دون قصد ومن دون أن يعي ماذا يقول أو يعرف ما الذي يعمله([6]).

يناهض بعض الكتّاب والمتحدثين ممن أمضى عمره غارقاً في مستنقع الفساد والرذيلة وضروب الانحطاط الأخلاقي والسياسي، الحكومة الإسلامية التي سدّت الطريق على هذه الممارسات الماجنة، وطردت أسياد هؤلاء الكتّاب. ثم يعمد هؤلاء إلى تسويغ معارضتهم التي تتجه حقيقة ضدّ الإسلام والاستقلال الوطني وحرية البلد والطهارة الأخلاقية، من خلال تتبع العثرات الصغيرة وتوجيه النقد إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وفي الوقت الذي يتحدث هؤلاء بما يشاؤون بحرية، تراهم يطالبون بالحرية بوقاحة!

إن ما يبتغيه هؤلاء حقيقة هو فتح المجال للنفوذ الأمريكي وتسليم مقدرات البلد بيد الأعداء، بيد أن الخصم الذي يواجه هؤلاء هو الشعب الرشيد الواعي. فشعبنا سيجعل من عودة عهد العبودية لأمريكا مجرد حسرة في قلوب أولئك، وسيدافع بما يملك عن إنجازه الكبير المتمثل بالنظام الإسلامي وحاكمية إرادة الإنسان وإيمانه.

لا يريد النظام الإسلامي أن يتعلم الحرية أبداً من أدعيائها الكذبة في الأنظمة الغربية، خاصة وأن راية الحرية هو الإسلام والقرآن.

إننا نرفض بصراحة وحزم وحرية الفساد والتحلل والفحشاء والكذب والاحتيال والظلم والاستغلال والاعتداء على حقوق الشعوب؛ فهذه الحرية التي يمارسها الغرب ويرفع لواءها.

إننا نرفض الحرية التي تبيح للمرتد سلمان رشدي إهانة مقدسات مليار إنسان، في حين أنّها تمنع المسلمين الإنكليز حقهم في توجيه شكوى ضدّ هذه الإهانة.

إننا نرفض ونبدي استياءنا من الحرية التي تبيح لأمريكا أن تحرك الغوغاء والأوباش ضدَّ حكومة شعبية بيد أنها ترفض حتى هذه الحكومة في مواجهة هؤلاء.

إننا نرفض وندين الحرية التي تبيح للرأسماليين الإغارة على البلدان الضعيفة والسطو على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، وتأخذ على هذه الشعوب حقها في المواجهة، نحن نرفض هذه الأنماط من الحرية ونستنكرها ونعدّها عاراً على البشرية.

إن الحرية في منطقنا هي ما يهبه الإسلام للشعوب؛ وهو يحوّلها إلى جبال من الثبات والصمود بوجه الظلمة والغاصبين، تماماً كما حصل لشعب إيران، حيث ظهرت هذه المعجزة.

إن الحرية في منطقنا هي ما يهبه الإسلام للشعوب؛ وهو يحوّلها إلى جبال من الثبات والصمود بوجه الظلمة والغاصبين، تماماً كما حصل لشعب إيران، حيث ظهرت هذه المعجزة.

هذه هي الحرية الموجودة والتي ستبقى دائماً في بلدنا، وعلى جميع أفراد الشعب حمايتها والحفاظ عليها([7]).

هناك حرية للمطبوعات في بلدنا، ونحن نهتم بالحرية ونعدها شأناً كريماً عزيزاً. وبذلك ينبغي أن توجد مثل هذه الحرية. ولكن حرية المطبوعات لا تعني تنفيذ سياسات العدو، كما هو شأن بعض المطبوعات([8]).

أتوجه إليكم بهذا السؤال: إذا أبدى مدير مدرسة معنية إحساساً بالمسؤولية وخشي عاقبة فساد (500) أو (600) أو (1000) شاب يافع من الطلاب الذين أوكلت إليه مسؤوليتهم، فقام بمعاقبة صبي شيء تحوّل إلى آلة بيد الأعداء وهو يوزّع مادة "الهيروئين" داخل المدرسة وبين الطلاب، فماذا نقول لهذا المدير؟ هل نقول له إنَّ أسلوبك في معاقبة الصبي المخطئ يتعارض مع الحرية؟ هل مثل هذا الكلام صحيح؟ سيرد مدير المدرسة بأنه مسؤول عن مصير (1000) فتىً يافع تحمّل مهمة تربيتهم وهو لا يريد أن يعودوا إلى آبائهم وهم مدمنون على تناول مادة "الهيروئين"

هل من الصحيح أن نقول لمثل هذا المدر: كلا، لم يكن تدبيرك صائباً، دعهم ينتخبون ما يريدون. نحن نوزّع "الهيروئين" والذي لا يرغب بها بمقدوره أن لا يتناولها.. إن مسؤوليتك تنحصر في حدود الحديث عن مضار "الهيروئين" وحسب!

أليسَ هذا النمط من التعامل هو جزء من الغزو الثقافي؟([9]).

__________________________

 ([1]) حديث قائد الثورة إلى العلماء والمبلغين والخطباء على مشارف حلول شهر محرم. 20/4/1370.

 ([2]) كلمة قائد الثورة في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الإمام الخميني. 10/3/1369.

 ([3]) حديث قائد الثورة إلى أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية. 20/9/1370.

 ([4]) حديث قائد الثورة إلى العاملين في وسائل الاتصال الجمعي ومسؤولي دوائر التربية والتعليم. 21/5/1371.

 ([5]) حديث قائد الثورة إلى العاملين في وسائل الاتصال الجمعي ومسؤولي دوائر التربية والتعليم. 21/5/1371.

 ([6]) المصدر السابق.

 ([7]) كلمة قائد الثورة في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الإمام الخميني. 10/3/1369.

 ([8]) حديث قائد الثورة في لقاء وزير ومعاوني وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 4/9/1371.

 ([9]) حديث قائد الثورة إلى العاملين في وسائل الاتصال الجمعي ومسؤولي دوائر التربية، 21/5/1371.