القائد: الإمام الحسين هو حامل لواء البصيرة والصمود والمجسد لهما

2008-01-10

29 ذي الحجة 1428هـ

طهران‎ ـ أكد قائد الثورة‎‎‎ الاسلامية سماحة آية الله العظمى‎‎‎ السيد علي الخامنئي لدى‎ استقباله‎ يوم‎ الأربعاء ـ 29 ذي الحجة ـ حشدا غفيرا من‎ علماء الدين‎‎ وأهالي‎ مدينة‎ قم‎ أكد أن الإمام‎ الحسين‎(ع) هو حامل‎ لواء البصيرة‎ والصمود والمجسد لها.

وأشار القائد الى‎ صمود الشعب‎ الايراني‎ خلال‎ ال 28 عاما الماضية‎‎ وأهمية التحلي‎‎ بالبصيرة‎‎ في الانتخابات‎ المقبلة مصرحا بالقول: إنَّ‎‎ التمتع‎ بالبصيرة‎ من ضرورات‎‎ الانتخابات وعلى‎‎ الشعب‎ الايراني خوض‎ الانتخابات‎ التشريعية‎‎‎ الثامنة ببصيرة تامة‎‎‎ واتخاذ قراره الصحيح‎ وبعون‎ الله تعالى‎‎ وفضله‎ فإن‎‎ النصر النهائي سيكون حليف‎ الشعب‎ الايراني‎‎ والنظام‎ الاسلامي.

وفي‎ هذا اللقاء الذي‎ جاء لمناسبة‎ الذكرى‎ السنوية‎‎ لانتفاضة أهالي‎ قم‎ التاريخية‎ في‎ ال19 من‎‎ عام1356 ـ 9 كانون الثاني‎ 1977م وصف‎ القائد هذه‎‎ الخطوة الذكية‎‎‎ لأهالي‎ قم‎ بأنها كانت‎ حركة مؤثرة جدا على‎ صعيد بلورة‎‎ انتفاضة الشعب‎ ضد نظام‎ الطاغوت‎ وأضاف‎: إنَّ‎‎ ال19 من /دي/ حقبة‎‎‎‎ مهمة جدا في‎ تاريخ‎ الثورة الاسلامية ومن‎ المناسبات‎ التي‎‎ يجب‎ احيائها على الدوام‎‎‎ حيث كشف‎ أهالي‎‎ قم في هذا اليوم عن‎ مدى‎ وعيهم‎‎ وولائهم لقائد الثورة الاسلامية المعظم‎‎ الإمام الخميني (قدس).

وتابع‎ آية‎ الله الخامنئي‎ قائلا: خلال‎ الأعوام‎ التي‎ تلت‎ انتصار الثورة‎ الاسلامية نكث بعض‎ الأشخاص‎ ببيعتهم‎‎ للإمام الخميني (قدس) والثورة, وقد أضرهم‎ ذلك‎ لكن‎‎ غالبية‎ الشعب‎ الايراني‎ ومن خلال‎ محافظتها على‎ ولائها, صمدت‎ والباري‎ تعالى‎‎ أيضا أثابها فالانتصار في الحرب‎ المفروضة‎‎ والمكاسب‎ المتزايدة في‎ مجالات‎ النمو والتقدم‎ الوطني‎‎ هي من‎ جملة‎ هذا الثواب.

وأشار سماحته‎ الى‎ السابع‎ عشر من‎ /دي/ الذكرى السنوية‎‎ لكارثة حظر الحجاب‎ من‎‎‎‎ قبل‎‎ رضا خان وقال: إنَّ أعداء ايران والإسلام‎ ووفقا لمخطط مدروس‎ وبمساعدة‎ بعض‎ عملاء النظام‎ البهلوي‎ من‎‎ المثقفين حاولوا إخراج‎ المرأة‎‎ الايرانية من‎ أطر العفاف‎ والحجاب‎ والقضاء على‎ القوة‎ الايمانية‎‎‎ العظيمة السائدة في‎ المجتمعات‎ الاسلامية‎‎ ببركة عفاف‎ النساء. 

ورأى‎ القائد أن‎‎ حظر الحجاب‎ كان مقدمة‎ للقضاء على‎‎ العفاف‎ والحياء في المجتمع‎ وتدمير كيان‎ الأسرة‎ منوها بالقول: إنَّ‎ الشعب‎ الايراني‎ لا سيما النساء المسلمات‎ وقفوا في‎ ظل‎ ايمانهم‎ الراسخ‎ أمام‎ هذه‎‎ الضغوط وحالوا دون‎ تحقق‎ هذه المؤامرة.

واعتبر قائد الثورة‎ أن‎ قيام‎‎ الإمام الحسين (ع) وحادثة‎ عاشوراء هي‎ من الحقب‎ المهمة‎‎ جدا في‎‎ تاريخ‎ البشرية والتي أدت‎ الى‎ تغييرها وأضاف: رغم‎ المعارضات‎ الكثيرة‎‎‎‎ فإن‎ هذه الواقعة بقيت‎ حية على‎ مر التاريخ‎ وفي‎‎ الحقيقة‎ إن‎ عاشوراء هي كنز ثمين‎‎ بإمكان البشرية‎‎‎ الاستفادة منه.

وأكد سماحته‎‎ أن‎ إقامة العزاء للإمام‎ الحسين (ع) هو في‎ الحقيقة‎ إحياء وصيانة‎‎‎ القيم‎ المعنوية الالهية متابعا القول: على‎ كافة‎ المعزين‎ ومنهم‎ الخطباء والوعاظ المواظبة‎‎ على‎ صيانة شأنية‎‎‎‎ ومكانة هذه الحقيقة, وحذار من‎ أن‎ تودي‎ بعض‎ الخرافات‎ أو الأعمال‎ التي‎ تتنافي‎‎ مع‎ العقل‎ الى ضياع مجالس‎ عزاء الإمام‎ الحسين (ع).

وأكد قائد الثورة‎ أن‎ مجلس‎ ومنبر الإمام‎ الحسين (ع) هو مكان لتبيان الحقائق‎ الدينية‎‎ والحسينية مشددا بالقول: إنَّ‎ مجالس‎ الإمام‎ الحسين (ع) يجب‎ أن تكون مجالس‎ مناهضة‎‎ للظلم‎ والهيمنة وكل‎ من‎ يتصف‎ بصفات‎ يزيد وشمر وابن‎ زياد في‎ زماننا.

وأشار سماحته‎ الى‎ التأكيد المستمر من‎‎ قبل‎ مسؤولي‎‎ وكبار النظام‎ الاسلامي بمن فيهم‎‎ الإمام الخميني‎ الراحل‎ وكذلك‎ جميع‎ أبناء الشعب‎ على‎ إقامة‎ مراسم‎ العزاء والمواكب‎ الحسينية‎‎ وأضاف: إنَّ‎ الاتجاه العام‎‎ في‎‎ مراسم عزاء أبي عبد الله‎ الحسين‎‎‎ (ع) يجب‎‎‎ أن يكون صوب تعزيز جانب الايمان‎‎ وروح‎ التدين لدى‎ الشعب‎ والتوعية‎ وتنميه‎‎‎‎ روح‎ الشجاعة والحمية الدينية والحد من‎‎ ظاهرة‎‎ عدم‎ الاكتراث معتبرا أن هذه الأمور هي‎‎‎ المعنى الحقيقي لتكريم‎ النهضة‎ الحسينية.

واعتبر قائد الثورة‎ أن‎ الجانب‎ العاطفي‎‎ لمراسم‎ العزاء الحسيني هو المحفز لأحاسيس‎ وعواطف‎ الشعب‎ فيما يؤدي‎ جانبه‎‎ المعنوي‎ الى‎ توعية أصحاب‎ الفكر والبصيرة‎ وتابع‎ قائلا: إنَّ‎‎ الإمام‎ الحسين عليه‎‎ السلام‎ كان‎ مظهر البصيرة والصمود وعلى‎‎ اتباعه‎‎‎ أيضا التحلي بهذه السمة.

وأكد آية‎‎ الله الخامنئي‎‎ على أن‎ ثورة‎‎‎‎ الشعب‎ الايراني‎ العظيمة ورفعه راية القيم‎‎ الانسانية والدينية في‎ عالمٍ مُعد لهذه‎‎ القيم‎ مؤشر على‎ بصيرة هذا الشعب‎ وقائده‎ الفذ الإمام‎ الخميني (قدس) وصرح‎ بالقول‎: إنَّ‎ الثورة‎‎‎ الاسلامية تعد معجزة عصرنا الراهن‎‎ لأنه‎ رغم‎ كل‎ المؤامرات‎ فإن الشعب‎ الايراني‎ خرج‎ منتصرا من‎ ساحة‎ الصراع وهذه‎‎‎ الثورة باتت‎ أكثر رسوخا وقوة من‎ السابق‎ ودحرت‎ أعدائها الى‎ الوراء. 

كما وصف‎ سماحته‎ الانتخابات‎ بأنها أمر هام‎ جدا وأحد المجالات‎ التي‎‎ تتجلى فيها عظمة‎‎ الشعب‎ الايراني‎‎ ونظامه الاسلامي وقال‎: إنَّ‎ الانتخابات‎ التي‎‎ هي تجسيد للسيادة‎ الشعبية‎‎ قد جرت‎ خلال 28 عاما الماضية بما معدله‎‎ كل‎ سنة في‎ ايران‎ وهذا أحد أهم‎ المؤشرات‎ على‎‎ انتصار الشعب‎ الايراني وذلك‎ لأنه‎‎ يعكس‎ حضور الشعب‎ واتخاذه القرار وشجاعة‎ النظام‎ الاسلامي‎‎‎ في الاعتماد على صوت‎ ورأي‎ الشعب.

وعزا سماحة‎ القائد سبب‎ إنكار ورفض‎ هذه‎‎‎‎ الحقيقة الصارخة والواضحة من‎ قبل‎ أعداء الشعب‎ الايراني‎‎ الألداء, الى عظمة‎ هذه‎‎ المسالة ومضى‎ للقول: إنَّ‎ النظام‎ الاسلامي‎‎ يصر دوما على إقامة‎ الانتخابات‎ بحيث أن‎ محاولات‎‎ الثلة‎ التي‎ أرادت قبل‎ أربعة‎ أعوام‎ وعبر تنفيذ مقلب‎ تعطيل‎ الانتخابات‎‎ قد باءت بالفشل‎‎ بفضل الباري‎ تعالى‎ وصمود الشعب.

وتطرق‎ القائد الى‎ واجب‎ الناس‎ وكذلك‎ المسؤولين‎ والنخبة‎‎ تجاه الانتخابات‎ مصرحا القول: يجب‎ الحفاظ على‎ مكانة‎‎ وقيمة وعظمة‎ الانتخابات‎ وعلى‎ الشعب‎‎ أيضا أن‎ يذهب الى‎ صناديق‎ الاقتراع بروح‎ مفعمة‎ بالأمل‎ والثقة.

وأعرب‎ سماحته‎‎ عن‎ أسفه لبعض‎ التصريحات‎ التي‎ تصدر بشأن‎ مراقبة‎ المخالفات‎‎ في‎ الانتخابات وأكد قائلا إنَّ‎ الانتخابات‎‎ قد جرت في‎ غضون ‎28 عاما الماضية‎‎‎ في‎‎ أجواء سليمة ونزيهة في البلاد.

وتساءل‎‎: لماذا تصدر مثل هذه‎ الخطابات‎ التي‎ نأمل‎ أن‎‎‎ تكون من باب‎ الشبهة, لأن‎‎‎ من شأنها أن تمس‎ بمصداقية الانتخابات.

واعتبر القائد كذلك‎ تصريحات‎ البعض‎ الداعية‎ الى‎‎ اشراف‎ مراقبين‎‎ دوليين على الانتخابات‎ بأنها منتهى‎ الصلافة‎ وأكبر اهانة‎‎ توجه للشعب‎ الايراني‎ وأضاف: إنَّ‎ مسؤولي‎‎ التنفيذ والإشراف‎ على الانتخابات‎ قد أدوا واجبهم‎ جيدا في‎ صيانة‎ أصوات‎ الشعب‎ سابقا وسيحدث هذا الأمر في‎ الانتخابات‎ النيابية‎‎ الثامنة.

وجدد آية‎‎ الله العظمى‎‎ الخامنئي تأكيده‎‎‎‎ على‎ ضرورة رعاية الأخلاق‎ الانتخابية من‎ قبل‎‎ جميع‎ الأحزاب‎ والفصائل السياسية‎ وتجنب‎ سوء الأخلاق‎ والاهانة‎‎ وتوجيه التهم‎ داعيا الى‎‎ توخي الحذر ازاء تحركات‎ العدو بما فيها التصريحات‎ الأخيرة‎ للرئيس‎ الأميركي‎‎ القاضية‎‎‎ بدعم‎ فئة خاصة في ايران‎ وقال: إنَّ‎‎ دعم‎ أمريكا لأي‎ شخص‎ في‎ ايران, يعد وصمة‎ عار.

وأضاف‎ سماحته: ينبغي‎‎ على الشعب‎ والفئة‎ التي‎ أعلنت‎ أمريكا دعمها لها, التفكير حول‎ سبب‎ ابداء أمريكا دعمها لتلك‎ الفئة؟ وما هي‎ النقيصة الموجودة في‎‎‎ هذه‎‎ الفئة التي دفعت‎ أمريكا الى التفكير بدعمها.

واعتبر قائد الثورة‎‎ الاسلامية الانتخابات‎ بأنها للشعب‎ والنظام‎ الاسلامي‎ والإسلام‎ متابعا القول: يجب‎ توخي‎ الحذر واليقظة‎‎ لكي‎‎ لا تتحول‎ الانتخابات‎ الى العوبة بيد الأجانب‎ وهذا ما يفرض‎ على‎ التيارات‎ والساسة‎ تحديد موقفها من‎ العدو وكذلك‎ تحديد الخطوط الحمراء بدقة‎‎ لأنة اذا لم‎ تحدد هذه‎ الخطوط فمن‎‎ المحتمل‎ أن يجتاز العدو, هذه‎‎ الخطوط وربما تودي‎ هذه المسألة‎ الى وقوع بعض‎ الأشخاص‎ المنتسبين‎ الينا في‎ فخ‎ العدو.

وأوضح‎ القائد الخامنئي‎‎ أنه‎ على الأشخاص‎ والفئات‎ السياسية‎ فضلا عن‎ تحديد موقفها من‎‎ العدو, تحديد موقفها من العملاء والمرتزقة‎ والأشخاص‎ الذين‎ يعملون‎ لصالح‎ العدو.

ورأى‎ سماحته‎ أن‎ الحضور في‎ الانتخابات‎ بحاجة‎‎ الى‎ البصيرة مؤكدا القول: يجب‎‎ على‎ أبناء الشعب مراقبة‎ تحركات‎ العدو ومواقفه‎ لكي‎ يكونوا جاهزين‎ لاتخاذ قراراتهم‎ الصحيحة‎ ولا شك‎ أن‎ الشعب‎ الايراني‎‎ والنظام‎ الاسلامي سيخرجان‎‎ من هذا الاختبار بشموخ‎ على‎‎ غرار السابق‎ في ضوء العناية‎‎‎ الالهية وهدايته.