التواصل الثقافي لقائد الثورة الإسلامية مع العالم الإسلامي

الأستاذ محمد علي آذرشب أحد أساتذة اللغة العربية وآدابها المشهورين في إيران، نال الدكتور آذرشب شهادة الإجازة من جامعة أصول الدين في بغداد، وشهادة الدكتوراه في الثقافة واللغة العربية وعلوم القرآن من كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية. أستاذ جامعة طهران، له أكثر من ثمانين كتاباً ما بين ترجمة وتأليف، إضافة إلى أكثر من مئة وخمسين مقالة في المجلات التخصصية. نظراً لما لديه من ارتباطات ثقافية مع قائد الثورة وكذلك توليه مهمة الترجمة لسماحته، التقينا بالدكتور آذرشب على هامش معرض الكتاب الدولي الثالث والعشرين في طهران، ليحدثنا عن الأبعاد الثقافية لشخصية سماحة آية الله العظمى  السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وفيما يلي محصلة هذا اللقاء:

ـ ينبغي التعرف على شخصية قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي على أساس المحاور الثقافية لهذه الشخصية لكي يُعلم ما لها من تأثيرات وانعكاس في أنحاء العالم الإسلامي وخاصة في العالم العربي.

النظرة الجديدة إلى القرآن

لقد كان لسماحته اهتماماً خاصاً بالمسائل القرآنية منذ ريعان شبابه؛ ليس فقط بقراءة القرآن، بل بهداية الأصحاب نحو مصدر العزة والكرامة والشخصية والهوية المتمثلة بالقرآن. في ذلك الزمان قلما كنا نشاهد أنشطة قرآنية في الحوزة العلمية، لكن سماحته منذ البداية كان يبذل جهوده في سبيل القرآن، تلاوةً ومفاهيماً وتقديماً لنظرة جدية إلى المسائل القرآنية. الإمام الخامنئي هو أول من روّج قراءة القرّاء المصريّين في إيران، حيث كانت هذه القراءات تبث عبر أشرطة التسجيل. اهتمام سماحته بالقرآن في المحافل العامة والخاصة يرجع إلى سنوات طويلة خلت، حيث إنه كان في مسجد الكرامة في مدينة مشهد يقوم بشرح مفهوم من المفاهيم القرآنية لعموم المصلين. وكذلك في مجالسه الخاصة، فقد كان يطرح نظريات وأفكار جديدة حول القرآن الكريم.

أعتقد أن سماحته عندما قرأ تفسير (في ظلال القرآن) للسيد قطب، قد أعجب به أشد الإعجاب، وذلك لأن السيد قطب طرح فيه نظريات ورؤى جديدة مولدة للحضارة والثقافة، معاصر ولكنه أصيل في الوقت نفسه. أي أنه قد جمع الأصالة والمعاصرة معاً وكُتب بأسلوب جميل جداً ومؤثر وأدبي. لقد تأثر سماحته بهذا التفسير بشدة. سمعته يوماً يقول: «عندما كنت أقرأ بعض عبارات تفسير في ظلال القرآن للسيد قطب، كان بدني يقشعر من شدة التأثر». ترجم سماحة الإمام الخامنئي الجزء الأول من (في ظلال القرآن) إلى اللغة الفارسية. هذا الكتاب هو من الكتب التي كنت أوصي طلابي بقراءتها، ميزة هذه الترجمة أن الإنسان عندما يقرؤها، لا يعرف هل أنها ترجمت من اللغة العربية أم لا! وكأنها قد كتبت في الأصل باللغة الفارسية، لا بل بفارسية جميلة جداً، بلغة أدبية ومتناغمة.

لم يكن ممكنا أن يهتموا بعالم دين!

إن اهتمام سماحته بالآداب هو في هذا الإطار أيضاً. من الممكن أن يظن البعض بأن الآداب منفصلة عن القرآن والمعارف الدينية، ولكن إذا أردنا أن نعرّف القرآن بكلمة واحدة، نقول: (الكتاب المحيي). القرآن نفسه يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. إذا كان القرآن هو الكتاب المحيي، فإن الآداب الحقيقية هي كذلك ولها الدور نفسه. ما علاقة الآداب بالإحياء؟ الآداب تنبع من الشعور وتخاطب الشعور، أي أن المتكلم والمستمع يشتركان معاً في علاقة شعورية وعاطفية. شعور الأدباء يختلف طبعاً، من أديب لآخر. الأديب ذو المستوى الرفيع يتميز بشعور ملتهب وساطع. كذلك المخاطب والمتلقي فإن له مراتب ودرجات من التفاعل. ما هي قيمة الشعور؟ في الواقع، إن كل حركات البشر تنبع من شعورهم. يمكن أن يقال: فما هو عمل العقل إذن؟ والجواب هو أن العقل هو الهادي لهذه الحركة الشعورية كي لا تنحرف عن مسارها السليم. العقل ليس هو المحرك بل الشعور. كل نهضات البشر وثوراتهم، كل أنواع الفداء وطلب الشهادة، كل هذا انبعث من الشعور؛ منطق الشعور والعاطفة يختلف عن منطق العقل. أحياناً يقول منطق العقل للإنسان: «إنطلق نحو راحتك ورفاهيتك ومصالحك الشخصية!» العقل غالباً ما يكون محاسباً، ولكن الشعور متلألئ، نار متأججة، محرّك، الشعور هو تلك النار الملتهبة في ناي مولانا:

نداء الناي هذا نار وليس ريح              فليفنى من ليس له تلك النار

فالشعور هو تلك النار التي يطلب الشاعر من الله أن يزيد التهابها في وجوده:

إلهي هبني صدراً ذا نارٍ ملتهبة             في ذلك الصدر قلب كله حرقة

هذا الاحتراق الذي يظهر في وجود الإنسان، ويقوده نحو التكامل المعنوي، هو ذلك الشعور. الآداب تخلق الشعور، ولهذا السبب نلاحظ أن جميع (المحيين) وقادة النهضات وزعماء الثورات عندهم اهتمام خاص وبارز بالآداب. أعتقد أن الإمام الخامنئي قد اعتمد على هذه المسألة حينما توجّه نحو الآداب. بالطبع فإن الخصوصية الذاتية لهذا الإنسان هي أيضاً عامل مهم. ما هي هذه الخصوصية الذاتية؟ هي ذلك الصدر المشتعل، وتلك الطاقة المحرّكة التي كانت في وجوده، قد قادته بشكل لاإرادي نحو الآداب، وأعتقد أن سماحته قد استفاد من الآداب كوسيلة على أحسن وجه؛ سواءً للنهضة الفكريّة أم للإحياء.

أولاً: لقد وفرت الآداب لسماحته مجالاً للورود إلى ميدان الأدباء، حيث أن ساحة الأدباء كانت عادة منفصلة عن ساحة المعممين (علماء الدين). إذا تأملتم أدباء زمان الطاغوت [عهد الشاه]، ستلاحظون أنهم من نمط خاص وأسلوب شخصي، فلم يكن ممكناً أن يهتموا بعالم الدين، ولكن سماحة السيد بسليقته الأدبية وكذلك بنقده الأدبي قد استطاع أن يجذب الأدباء وحتى المثقفين [المستنيرين]. إن الإمام الخامنئي ـ وليس باعتقادي فقط، بل باعتراف الأدباء ـ ذو منـزلة عالية ورأي ممتاز في مجال النقد الأدبي. الساحات والمحافل التي لم يكن يستطيع أي عالم دين ـ عادةً ـ أن يردها، دخلها سماحته بقوّة، فصار صاحب الكلمة الأولى في المجالس الأدبية المختلفة من مشهد إلى أصفهان، وحتى طهران.

جعلت فداء لعباراتك الموسيقيّة!

إضافة إلى هذا، فإن الآداب قد ألقت بظلال تأثيرها على كلام سماحته وأسلوب خطابته. قارنوا كلام سماحة القائد مع كلام الآخرين. دققوا خاصةً في جملاته الموسيقيّة ذات المستوى الأدبي العالي.

عندما يتحدث الإنسان بأسلوب أدبي، فإنه يخترق أعماق مشاعر الناس مؤثراً فيها. أذكر أنّي سمعته يوماً يقول: أذكر يوماً أني كنت أخطب، وكان المرحوم باهنر [رئيس الوزراء الشهيد باهنر] قد جلس محدقاً ينظر إليّ بانبهار! حينما توقفت عن الكلام للحظة، قال: «جعلت فداءً لعباراتك الموسيقيّة!». كل من كان لديه ذوق أدبي، يشعر في الحقيقة أن سماحته خريج مدرسة أدبية ممتازة. لقد قرأ السيد كتب البلاغة جيداً، وكان من تلامذة الأديب النيشابوري الثاني.

وعليه فالآداب هي من محاور التأثير والإحياء في شخصية سماحة السيد بالنسبة للمسائل الثقافية. الأهم من هذا، أن سماحته لم يكتف بالأدب الفارسي، بل تعمّق في الأدب العربي. في أحد الأيام زار [الشاعر العراقي] محمد مهدي الجواهري سماحة السيد القائد. عندما انتبه هذا الشاعر العربي الكبير، الذي كان يناهز الرابعة والتسعين عاماً حينها، إلى سعة دائرة مطالعة سماحة السيد وأنّه قرأ ديوان الجواهري ومذكّراته بدقة وتمعّن كاملين، ما كان لديه إلا أن صرخ من شدّة التأثر والدهشة: «لقد عاد عهد حكومة الصاحب بن عبّاد وابن العميد إلى إيران!». وكما تعلمون فإن هذا الحاكم ووزيره كانا استثنائيّين في عمق تبحرهما الأدبي.

فضلاً عن الجواهري، فإن سماحته على معرفة بشعراء كثر من العالم العربي، الأهم من ذلك أنه قد تجاوز العالم الإسلامي في مطالعاته فتوجه نحو أوروبا. لقد سمعت سماحته يقول يوماً: «لعله لا يوجد أي رواية، غربية كانت أم شرقية (أي من أوروبا الغربية أو الشرقية) مترجمة إلى اللغة الفارسية إلا وقد قرأتها، لقد قرأتها جميعاً».

ذكريات في معرض الكتاب

حضر قائد الثورة يوماً إلى معرض الكتاب [معرض طهران الدولي للكتاب] وكنت قد صحبت سماحته أيضاً. دخلنا إلى أحد الأقسام، فسأل سماحة السيد مسؤول دار النشر: «هل لديكم الرواية الفلانية؟»، فقال المسؤول نعم، فقدّمه للسيد، ثم عاد وقال: ألم تكن هذه الرواية مؤلفة من ثلاثة أجزاء؛ لماذا أصبحت جزءاً واحداً؟ هذه العبارة جعلت مسؤول الدار في موقف صعب وحرج. فقال: سيدي لقد لاحظنا أن الناس لا يستطيعون الشراء، وإنها لم تواجه ترحيباً مناسباً و...! قال سماحة السيد: «أعلم، جيد، ولكن لماذا لم تكتبوا على الغلاف بأن هذا هو الجزء الأول من أصل ثلاثة؟» وكأن هذا الرجل كان قد أدغم الأجزاء كلها وطبعها في جزء واحد!

 

من ذكرياتي الأخرى في معرض الكتاب أن سماحته قد مرّ بالقرب من دار نشر باسم (قومس). و(قومس) هو اسم قديم لمدينة إيرانية، هي على ما يبدو (دامغان) الحالية. كان اسمها (كومش) ومن ثم صار (قومس). منذ 1100 أو 1200 عاماً، مرّ الشاعر العربي أبو تمّام من هناك وأنشد بيتاً من الشعر ورد فيه اسم (قومس). سمعت سماحة القائد يردد ذلك البيت!

أنا أستاذ الأدب العربي، يمكنني أن أدّعي أنّ أساتذة الأدب العربي أنفسهم لم يستحضروا هكذا أبيات! لاسيما إن كانت لأبي تمام.. الشاعر الممتاز وصاحب الأشعار الدقيقة والصعبة. على كل حال فإن مستوى معرفته بالأدب العربي والآداب العالمية هو على هذه المرتبة العالية، والتي لا أعتقد بأن أحداً من أهل الأدب وفن النقد قد وصل إليها.

لم يكادوا يصدقون!

قام سماحة القائد خلال السنوات الماضية بزيارة للأهواز. إحدى المسائل التي كان سماحته يرغب أن تحصل هناك، هي لقاؤه بشعراء الأهواز العرب. عندما علم الشعراء برغبة القائد بلقائهم، سارعوا إليه من كل حدب وصوب. شكّل اللقاء وقد أوكلت إليّ مهمّة إدارته. حقيقةً إنني لم موفقاً بأن أضبط الجلسة التي كانت مفعمة بالأحاسيس والمشاعر الجيّاشة. حيث استفاض الشعراء في إظهار مشاعرهم، وأنشد كل واحدٍ منهم قصيدة. كان عدد الشعراء كبيراً جداً، ولاحظت أنّ لو أراد كل واحدٍ منهم أن يلقي قصيدة، فإن اللقاء سيمتد إلى ثلاثة أيام، ونحن ليس لدينا وقت سوى ثلاث أو أربع ساعات! وهؤلاء الشعراء يتنافسون فيما بينهم. كنت أظن أن سماحة السيد منـزعج بسبب هذه الفوضى، ولكن رأيت العكس تماماً، فقد كان مسروراً مبتهجاً بكل هذه المشاعر الحقيقية الصادقة نحو الإسلام والثورة وأهل البيت (عليهم السلام). عندما زرت سماحته في اليوم التالي، سألته: سيدي، كيف كانت جلسة الشعر؟ أجابني: (كانت ممتازة)., أشاد كثيراً بها. بالطبع تحدث القائد بعدها حول رأيه بالشعر الخوزستاني، مبيناً حسناته ونقاط ضعفه وقوته.

أذكر جلسة أدبية أقيمت على هامش مؤتمر الشعب الفلسطيني، على هامش اللقاءات الرسميّة، طلب سماحة السيد الاجتماع مع الشعراء، مستمعاً إلى أشعارهم معلقاً عليها بدقة الخبير الناقد. بعد أن انتهت الجلسة بقي سماحته وتناول معهم طعام العشاء. لقد كانت حقاً جلسة تاريخية حيث أن العديد من الأدباء اللبنانيّين عندما عادوا إلى موطنهم، كتبوا مقالات جذابة حول هذه الظاهرة المميزة. كتبوا وتحدثوا بأنهم لم يصدقوا بأن قائد الثورة وعلى الرغم من انشغالاته ومسؤولياته كلها، يجلس لمدة ست ساعات ليستمع للشعر العربي والثقافة العربية. بعد ذلك وصل سماحة القائد الكثير من الرسائل.

التأسيس لأسبوع الوحدة في المنفى

من المحاور الإحيائية الأخرى في شخصية قائد الثورة، اهتمامه الشديد بالأمة الإسلاميّة كـ (أمة واحدة). أنتم تسمعون أحياناً بالمسائل الطائفية بين الشيعة والسنة، حيث أن بعض التصرفات والأقوال توحي بأن السنة والشيعة هما أمّتان منفصلتان ودينان مختلفان! بعض المتعصبين من أهل السنة والمتعصبين من الشيعة يفكّرون أحياناً بهذه الطريقة، ولكن هناك الكثير من دعاة وحدة الأمّة الإسلاميّة يعدّون الشعوب والبلاد من مضيق جبل طارق وحتى جاكارتا في إندونيسيا أمّة واحدة. هذه الفكرة بأن كل العالم الإسلامي هو أمة واحدة وجسد واحد «إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى» هي نظرة سماحة السيد وعقيدته. ولهذا فإن قائد الثورة عنده إطلالة على جميع مفكري العالم الإسلامي وليس فقط مفكري هذا المذهب أو ذاك؛ من مالك بن نبي الجزائري إلى السيد قطب وأبي العلاء وغيرهم من العلماء والمثقفين. لقد سعى سماحته في مطالعة وقراءة كتب هؤلاء المفكرين والتعرف على آرائهم وأفكارهم والاستفادة من تجاربهم. وعلى هذا الأساس، إن هذا النمط من التفكير بـ (الأمة الواحدة) دفع سماحته ومنذ سنوات شبابه الأولى للإهتمام بوحدة الحكومة الإسلامية. قد لا تعرفون من هو مؤسس (أسبوع الوحدة). صاحب فكرة (أسبوع الوحدة الإسلامية) هو السيد الخامنئي قبل انتصار الثورة.

علي (عليه السلام) محور الوحدة

إحدى المسائل الأساسية التي طالما أكّد عليها قائد الثورة حول التقريب بين المسلمين، هي أن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) هو محور الوحدة. في زمن الإمام علي (عليه السلام) كلما حدثت مسألة تبعث على الخلاف بين المسلمين كان الإمام (عليه السلام) يقف ضدها ويواجهها بكل قوة وحزم ليمنع أي خلاف في العالم الإسلامي باسمه. والآن كيف تريدون أن تبثوا الخلاف باسم علي (عليه السلام) ؟! وبإسم دعاة أهل البيت الذين هم دعاة الوحدة، أن تبقوا غير متحدين؟! لا ينبغي أن نـزرع الشقاق في المجتمع. أهل البيت هم محور الوحدة. هؤلاء هم الذين يشكلون المحور لوحدة العالم الإسلامي كله. حرام علينا أن نستخدم هذه الفرصة كوسيلة للخلاف.

تعزيز ثقة المسلمين بأنفسهم

من المحاور الأساسية الأخرى والشديدة الحساسية والهامة في شخصية سماحة السيد الخامنئي وأبعادها الثقافية، هي حركته وسعيه الدائم لإيجاد روح وإحساس العزة والكرامة في نفوس الشباب المسلم.

وبتعبير آخر منذ اللحظة التي وقع فيها العالم الإسلامي أمام المستعمرين، سادت مشاعر التخلف والتراجع واليأس في جميع أنحاء العالم الإسلامي. فحينما أشرقت الثورة الإسلامية بثت روحاً جديدة ودماً جديداً في شرايين المجتمعات الإسلامية. إن سماحة القائد أدرك بأنّ هذه الثورة لا ينبغي لها أن تتوقف، بل ينبغي لها وباستمرار، أن تخلق شعوراً بالعزة والكرامة وشعوراً بالهوية والشخصية بين الشباب المسلم وأن تحافظ دوماً على هذا الشعور.

لهذا فأنتم تلاحظون أن المحور الأساسي في بيان سماحته لحجاج بيت الله الحرام من جميع أنحاء العالم الإسلامي هو: أيها المسلمون حافظوا على عزّتكم! لقد ترجمت هذا الخطاب إلى اللغة العربية ليصدر في كتاب بعنوان (نداء العزة). عندما رآه سماحة السيد القائد قال لي «ما أحسن هذا العنوان الذي اخترته!»، وهذا يعني أن قائد الثورة يؤكد على هذا الأمر أيضاً؛ إن المحور الرئيسي في ندائه للعالم الإسلامي هو أن تحافظوا على وحدتكم وعزّتكم. من الممكن أن تتساءلوا: حسناً وماذا بعد أن نحافظ على العزّة؟! أقول لكم: إن العزة هي الحياة وأن الذلة هي الممات، فالإنسان إنّما يكون حيّاً إذا كان عزيزاً، أمّا إذا كان ذليلاً فهو ميّت ليس إلاّ.