Skip to main content

إصرار الإسلام على أخوة المؤمنين

التاريخ: 28-02-2010

إصرار الإسلام على أخوة المؤمنين

المكان: طهران جماران‏   الموضوع: تبيين بركات الثورة الإسلامية   المصدر: صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 403   التاريخ 13 دي 1360 ﻫ

المكان: طهران جماران‏

 

الموضوع: تبيين بركات الثورة الإسلامية

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 403

 

التاريخ 13 دي 1360 ﻫ.ش/ 7 ربيع الأول 1402 ﻫ.ق‏

 

المناسبة: مولد الرسول الأكرم (ص) والإمام الصادق (ع) وأسبوع الوحدة

 

الحضور: طبقات الشعب المختلفة ضيوف أجانب ورجال الدين من أهل السنة المشاركون في معسكر الوحدة موظفو مؤسسة السكن المدراء العاملون للبريد والاتصالات المشاركون في ندوة «الحوزة والجامعة طلاب من الوحدة الطلابية لحزب الجمهوري الإسلامي‏

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

الوحدة أحد بركات الثورة الإسلامية

 

أهنئ كافة المسلمين بمولد خاتم النبيين السعيد ومولد حفيده الكريم الإمام الصادق وأطلب من الله بركاته لجميع المسلمين.

 

يحضر اليوم في هذا المحفل المتواضع في الظاهر والمشرق العظيم في واقع الأمر طوائف المسلمين المختلفة من الإخوة أهل السنة والإخوة الشيعة والجامعيون والحوزيون وجميع الشرائح المختلفة من البلاد المختلفة وهذه أحد بركات الثورة الإسلامية التي أنعم الله علينا بها وأصبحنا بنعمته إخوانا[1]. فالجامعة التي كانت بعيدة عن الحوزة الدينية قد توحدت معها ويرجي استمرار هذه الوحدة حتى النهاية وبدأ الإخوة من السنة والشيعة معاً وحدة الصف وأرجو أن تستمر هذه الوحدة حتى نهاية المطاف.

 

ضرورة تحليل تصرفات الأعداء

 

علينا التدقيق في أعمال أعدائنا وتحليلها وأن ننظر إلى أيّ شيء ينصبّ اهتمامهم وما هي أولوياتهم في التعامل مع المسلمين حتى ندرك هل إن ما يصرون عليه هو نفس الأشياء التي‏ يعتبرها المسلمون والبشرية سيئاً. علينا أن ندرك نواياهم من خلال كلامهم وتصرفهم ونعرف ماذا علينا أن نعمل. فإذا لاحظتم، فإن البشر أصبحوا في القرون الأخيرة كأسرة واحدة وذلك بسبب الاتصالات التي جرت بين البشر جميعاً. علينا أن نعرف كيف يقوم أولئك الذين يريدون السيطرة على العالم ونهب ثروات الجميع بالتخطيط لذلك وما هي الطرق التي اختاروها، فكل طريق يختاره هؤلاء علينا أن نختار طريقاً يقابله.

 

محاولة العدو للفصل بين الحوزة الدينية والجامعة

 

إننا نشاهد عندما نمعن النظر في أوضاع بلادنا إيران بأن هناك محاولات كثيرة لإيجاد الفرقة بين تيارين إن اتحدا فإن أمور البلاد كلها تصلح. وهما رجال الدين والجامعيون. ما أكثر الجهود التي بذلوها للفصل بينهما إذ لم يكن بالإمكان ذكر اسم رجل الدين في الجامعة كما لم يكن يمكن ذكر اسم الجامعي في الحوزة الدينية وذلك جراء الدعايات الواسعة التي قاموا بها. فبتلك الدعايات وبعدم المبالاة من ناحيتنا جري ما جري فالضربة التي تلقيناها من هذا الفصل لم نتلقها من أي شي‏ءٍ آخر. أي إنها كانت أساساً لجميع الضربات كانت الجامعة تدير شؤون البلاد وعندما فسدت، فسدت إدارة البلاد. ولقد رأينا ما حدث خلال القرون الأخيرة وبخاصة خلال الخمسين سنة الأخيرة. حيث حاولوا بالدعايات الواسعة إيجاد الفرقة بين الإخوة من أهل السنة والإخوة الشيعة. لقد حاولوا بكل الوسائل، واستطاعوا أن يفصلوا هذين التيارين العظيمين. حتى إن كل طائفة كانت تكفر الأخري. كما قاموا بتأسيس الأحزاب في البلد وليس الأمر هذا يخص بلدنا فحسب ففي جميع البلاد التي أسسوا فيها الأحزاب اختلقوا النزاعات بين طائفتين. كانت الأحزاب غافلة وكذلك رؤساؤها كانوا غافلين عما كان يقوم به هؤلاء. كان كل حزب يعادي الآخر وكل شريحة تعادي الشريحة الأخرى. إذاً نشاهد بأن ما يصرّ عليه هؤلاء هو ألا نجتمع وألّا نتآخى وأن تكون الشعوب الإسلامية في كل مكان مختلفة بأشكال متنوعة. فأحد هذه الأشكال القومية العربية والقومية التركية. إن القومية التي تعني أن كل بلد ولغة يقف في وجه البلد الآخر واللغة الأخرى فإن هذا أمر يقوض أساس دعوة الأنبياء إن الأنبياء منذ البداية وحتى خاتمهم دعوا الناس إلى التآخي والمحبة والأخوّة. ومقابل الأنبياء ظهر فريق من المتعلمين في أحضان الغرب والشرق فطرحوا القومية عن جهل، أغلبهم طرحوها عن جهل وبعضهم كان عامداً. فقالوا كيف يجب أن يكون الشعب العربي بدل أن يقولوا كيف يجب أن يكون الإسلام والأمة الإسلامية فقالوا كيف يجب أن يكون الشعب العربي أو الشعب الفارسي أو الشعب التركي.

 

إصرار الإسلام على أخوة المؤمنين‏

 

إن الألوان المختلفة من الأبيض والأسود والأصفر، كل ذلك من القضايا المسببة للفرقة وهي تأتي من القوى الكبرى والشياطين الكبرى التي تريد إيجاد الخلاف بين الشعوب وبين البشر ونحن نلاحظ في المقابل بأن الإسلام يؤكّد الأخوة بتعابير مختلفة منها: إنما المؤمنون إخوة[2] ويفهم من هذا الكلام بأن المؤمنين ليس لهم شأن إلّا الأخوّة ويتلخص كل ما لديهم بالأخوة. فالقوى الكبرى أدركت أمام هذه التعابير الموجودة في القرآن بأنها إذا تحققت فإنها لا تستطيع التدخل في هذه البلاد لاحظوا المعجزة التي أحدثها الشعب الإيراني خلال السنوات الأخيرة بتأييد الله تبارك وتعالي عندما ثار وثارت الشرائح المليونية من رجال الدين والجامعيين وعندما عملت متضامنة واتحد أبناء الشعب كلهم. ففي مكان صغير مثل إيران استطاعت جموع قليلة العدد أن تحدث معجزة أمام الأعداد الكبيرة. فقد كانت المعجزة هذه نتيجة وحدة الصف والأخوّة. هذه الأخوة التي ظهرت في إيران وهذا التحول العظيم الذي ظهر ووحّد جميع الفئات، وحّد الأخوة أهل السنة مع الشيعة ووحّد الشيعة مع السنة والجامعي مع الحوزوي ووحّد الترك والعرب والفرس إن هذا كله موجود في إيران جنباً إلى جنب، لاحظوا ماذا صنعت هذه الوحدة في حدودها الضيقة مع القوى الكبرى وليس من باب الصدف أن وسائل الإعلام في الدول جميعها وخاصة في الدول الكبرى وبعض الدول الأخرى تصب اهتمامها لتشويه صورة إيران عند المسلمين ولتشويه الجمهورية الإسلامية. لقد عمت العالم الدعايات المضادة لإيران ما هو السبب في تعرض إيران للهجوم الإعلامي والهجمات الأخرى. ليس ذلك إلّا لأن معني الأخوة قد تحقق في إيران إلى حد كبير. وقد رأي هؤلاء بأن الوحدة التي ظهرت في إيران والانسجام الذي تحقق فيها وبدأ إشراقه ينتقل إلى سائر البلاد الإسلامية يشكل خطراً كبيراً على مصالح القوى الكبرى وتقضي عليها. فلولا خشيتهم من انتقال هذه الأخوة إلى سائر البلاد وكانت البلاد منفصلة عن بعضها البعض وكانت إيران منفصلة عن الدول الأخرى ولم تكن الأخوة قد تحققت بينها وبين الآخرين ربما كانوا لا يهاجموننا إلى هذا الحد. إن هذه الحملة الواسعة الإعلامية وغير الإعلامية تأتي من أنهم رأوا هذا الانسجام المحدود الذي قطع أيديهم من هنا. فلو ظهر هذا الانسجام وهو سيظهر إن شاء الله فإن أيدي القوى‏ الكبرى ستنقطع عن جميع ثروات المسلمين بل تنقطع أيدي القوى الكبرى عن جميع المستضعفين في العالم.

 

إن وحدة الكلمة التي ظهرت في إيران وبدأ الآخرون من البلدان الأخرى يلتحقون بناو تظهر الأخوة بينهم وبين الإيرانيين فإنني أرجو أن تنتبه الحكومات وأن تستيقظ وتحلّل الأمور لتعرف هل إن المسلمين جنباً إلى جنب الآخرين وكل واحد منهم في بلاده ...؟

 

هل إن الأفضل أن يكون المسلمون مع بعضهم في القضايا الإسلامية لكونهم مسلمين أم الأفضل أن تخالف كل دولة الدول الأخرى. وهل إن ما يستطيع حل مشاكل جميع البلاد ومشاكل المسلمين هو أخوة المسلمين التي أكدها الله تعالي أم التفرقة بين المسلمين؟ هل إن الحكومات إذا كانت متحدة فيما بينها ومتآخية تستطيع طرد الناهبين من الساحة أم إذا كانت مختلفة مثل اليوم وتوسع دائرة الخلافات؟

 

إتباع القرآن الكريم والإسلام العزيز

 

نحن الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية وجميع الإيرانيين يمدون أيديهم نحو المسلمين جميعاً ويطلبون منهم الانضمام إلى هذا الشعب لتعزيز الأخوة حتى يكون المسلمون جميعاً متآخين فيما بينهم كما مندّ أيدينا نحو حكومات الدول الإسلامية ونطلب منهم الانضمام إلينا لنكون إخوة وأن نكون أصدقاء وإخوة كما أمرنا الإسلام حتى نستطيع حل مشاكلنا، على هذه الحكومات ألا تتصور بأنها تخسر شيئاً بالوحدة مع إيران إن إيران بلد مسلم وتريد مصلحة المسلمين وصلاحهم وتعتبر إيران أن الأخوة تربطها بجميع المسلمين ونحن نطلب من جميع المسلمين والحكومات والشعوب جميعاً أن تتحد معنا في سبيل هدفنا الذي هو الإسلام ليس لدينا هدف خاص لا نريد الحكومة بالمعني الذي تريدها القوى الكبرى ولا نريد القدرة بذلك المعني ولا نبغي السيطرة بل إننا نريد جميعاً أن نكون أتباعاً للقرآن الكريم والإسلام العزيز وإن القرآن الكريم والإسلام العزيز يديران جميع شؤوننا. فليتعظوا بوحدة الكلمة الموجودة في إيران وبهذه الوحدة التي ظهرت فيها فقد استطاعوا حل كل تلك المشاكل التي أقبلت علينا من العالم كله انظروا كيف أن هذه الوحدة بين عدد قليل من الناس وفي مكان صغير لفتت انتباه العالم إليها كيف سببت الخوف للقوى الكبرى عنها. فإذا ما التحمت هذه القوة المكونة من ثلاثين مليوناً ونيفاً بقدرات سائر البلاد الإسلامية التي تبلغ حوالي مليار شخص تقريباً- فإن هذا السيل الهادر الذي يشكله مليار شخص في حالة الانسجام لا يستطيع أحد مواجهته.

 

إعلان الأخوة مع مسلمي العالم‏

 

إننا نعلن أخوتنا مع جميع مسلمي العالم حسب حكم الله تبارك وتعالي ومع جميع حكومات الدول الإسلامية ومع الشعوب المسلمة من أي مذهب كانت وفي أي بلد كانت ونعلن أننا لا نريد الاعتداء على أية دولة مسلمه أو غير مسلمة. إننا نريد للدول الإسلامية في منطقتها التي هي فيها أن تكون متآخية كما أن الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني قد توحّدا على خلاف النظام السابق الذي كانت الحكومة تعادي الشعب والشعب كان يعادي الحكومة لذلك لم تتمكن القوى الكبرى من حفظ عميلها المطلق بمجرد أن ظهر انسجام بين الشعب.

 

إن هذا الانسجام الذي لدينا هنا نريده لجميع البلاد. وأن يكون المسلمون يداً واحدة على من سواهم. إن أي شخص يكون مستقلًا في المكان الذي هو فيه ومع الحكومة التي لديه ومع أي مذهب يعتنقه. ولكن إذا كان مسلماً يجب أن يتآخي مع سائر المسلمين ويصادقهم ويلتحم معهم وأن تكون جيوش الدول الإسلامية كلها يدعم بعضها بعضاً. فلولا هذه الفرقة بين المسلمين هل كان بإمكان إسرائيل بهذا العدد القليل من السكان أن تتجرأ وتدوس سمعة المسلمين تحت أقدامها؟ ولولا هذه الخلافات بين المسلمين هل كان بإمكان أمريكا أن تحكم الدول كلها وتنهب خيرات البلاد؟ إننا عاقدون العزم على أن نصون بلادنا وأن نعيش مستقلين أحراراً وأن نكون مع جميع مسلمي البلاد بل مع جميع سكان البلاد من أصحاب المذاهب الرسمية جنباً إلى جنب ونصون بلادنا ولا تستطيع أية قوة أن توجه ضربة إلينا إذا بقي هذا الانسجام في هذا المكان الصغير وهذا العدد القليل من الناس.

 

دعوة الضيوف إلى مشاهدة إيران‏

 

إن هؤلاء السادة الذين قدموا من البلاد المختلفة واجتمعوا الآن في إيران بمناسبة أسبوع الوحدة عليهم أن يطالعوا أوضاع إيران وأن يستمعوا إلى وسائل الإعلام التابعة للدول القوية وأتباعها وأن يلاحظوا أوضاع إيران أيضاً ولينظروا هل إن ما يطرحه هؤلاء موجود في إيران أم لا هل إن الحكومة الإيرانية تقتل الأطفال أيضاً؟ وتقوم بقتل أطفال المسلمين، هل إن الحكومة الإيرانية متزعزعة الآن ومفلسة اقتصادياً وقد خسرت كل شي؟ وهل إن الشعب الإيراني قد أعرض عن الجمهورية الإسلامية؟ وهل هناك خلاف بين الشعب الإيراني؟ ليطالعوا هذا الأمر وليذهبوا من ناحية أخري صوب المشاهد التي خلقها صدام في بلدنا طبعاً لا يمكن للجميع الذهاب ولكن ليذهب عدة أشخاص نيابة عن كل مجموعة ولينظروا الدمار الذي سببه هذا الفاسد بأمر الدول الكبرى وينظروا إلى جرائمه ما هي؟ ليذهبوا إلى المعسكرات التي يسكنها مشردونا.

 

وليذهبوا من ناحية أخري إلى مقاتلينا وإلى جيشنا وقوات حرس الثورة وجميع أبناء شعبنا الذين هم حراس الثورة وليلاحظوا الأمور ويعكسوها عند عودتهم. أنتم قد أتيتم غير مجبرين إلى هنا وأشرقت البلاد بنور قدومكم إذهبوا ولاحظوا هذه الأمور. انظروا إلى مدن إيران هل هي مضطربة، وأنها في حالة البلبلة؟ وهل إن إيران تزعزعت ولا تستطيع الوقوف على قدميها؟ أم أن ذلك دعايات تمارس لصرف أنظار المسلمين في العالم عن هذا الانسجام الذي ظهر في إيران؟ أنتم الذين قدمتم إلى هنا عودوا إلى بلادكم واطرحوا ما لديكم من القضايا إذا استمعت إليكم وسائل الإعلام. نشرت الجرائد كلامكم إذهبوا واطرحوا قضايا إيران واطرحوا هذه المعجزة التي حصلت في إيران وهذا التطور العظيم الذي ظهر فيها حيث أن الإخوة يجلسون إلى جانب البعض وهم متحدون بحمد الله فالجيش والقوات المسلحة الإيرانية قوية والشعب الإيراني كذلك صابر وقوى. ليس ذلك كله إلّا لأنهم عملوا بآية واحدة من آيات القرآن وهي إنما المؤمنون إخوة. لاحظوا جميعاً هذه الآية واعتصموا بحبل الله جميعا[3] كونوا إخوة حتى تكونوا في الجنة إخواناً على سرر متقابلين- كونوا إخوة. إذا لم تكن الأخوّة هنا فلا يعلم هل توجد هنالك جنة لكم أم لا إنني أسأل الله تبارك وتعالي أن يعرّف جميع مسلمي العالم بوظائفهم وأن يجعل جميع الحكومات الإسلامية صديقة شعوبها وأن يجعل جميع الشعوب الإسلامية متآخية مع الحكومات الإسلامية. ويجعل جميع الجامعيين إخوة مع رجال الدين في جميع أنحاء البلاد. إنني أشكر جميع الفئات المختلفة التي شرّفت هذا المكان حيث لا أستطيع ذكر أسمائها كل على حدة فقط أخص بالذكر هنا عناصر مؤسسة الإسكان الذين تحملوا صعاباً جمة وقدموا خدمات مهمة وقد أخبرني السيد رسولي[4] اليوم ـ لأنه مطلع على الأمور كما أشكر جميع الأخوة القادمين من أنحاء البلاد المختلفة والذين شاركوا في مراسم أسبوع الوحدة وأشكر الجميع وأسأل الله تبارك وتعالي للجميع الصحة والسعادة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

 

ـــــــــــــــــــــ

 

[1] إشارة إلى الآية 103 من سورة آل عمران.

 

[2] الحجرات 10.

 

[3] إشارة إلى الآية 103 من سورة آل عمران.

 

[4] السيد هاشم رسولي محلاتي من أعضاء مكتب الإمام الخميني.

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة