Skip to main content

القيام لله

التاريخ: 30-01-2010

القيام لله

التاريخ 19 بهمن 1357ﻫ

التاريخ 19 بهمن 1357ﻫ. ش/ 10 ربيع الأول 1399ﻫ.ق‏

 

المكان: طهران، المدرسة العلوية

 

الموضوع: القيام لله‏

 

الحاضرون: جمع من المعلمين‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 89

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

استحالة هزيمة النهضة الإلهية

 

رغم ما أعانيه من وعكة صحية ولكني سأتحدث إليكم أيتها السيدات والسادة بضع كلمات.

 

يقول الله تبارك وتعالى آمرا رسوله الأكرم ﴿قل أنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله﴾ (سورة سبأ، الآية: 46) فالله تعالى يطالب بالنهوض والقيام، فإذا كانت النهضة نهضة إلهية سيكون النصر حليفها حتى وان كنا مهزومين بحسب الظاهر فنحن منتصرون، وإن لم نهزم فمنتصرون أيضا، لان عملنا لله.

 

فإذا كان القيام لله فهو نصر، أما إذا كان القيام شيطانياً ومستنداً لأهواء النفس والهوى الشيطاني فهو هزيمة حتى وإن كان نصراً في الظاهر. مثال ذلك مواجهة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لمعاوية، فقد وقف الجيشان أمام بعضهما، أحدهما كان طاغوتاً وممثلاً لجيش الطاغوت، والآخر جيش الله، ولو أن الإمام انتصر وانتصر معه جيشه فهو منتصر، ولو هزم فهو منتصر أيضا. في صفين يجب القول أن الإمام هزم، لأنهم ومن خلال المكر والخداع الذي مارسوه، لم يسمحوا له بالمضي في مهمته حتى آخرها ولكن جند الله كانوا منتصرين. سيد الشهداء سلام الله عليه قتل، هزم، ولكن بني أمية أصيبوا بهزيمة حالت دون تحقيقهم شي‏ء يذكر فالدم الذي أريق انتصر على السيف حتى عصرنا الحاضر حيث ترون كيف أن النصر كان حليف سيد الشهداء وكيف مني يزيد وأتباعه بالهزيمة.

 

وبالنسبة لنهضتكم هذه، انتم أبناء الشعب الإيراني ـ نساءً ورجالاً، إنما هي نهضة لله، وتنشدون من خلالها القضاء على الطاغوت وإنقاذ شعبكم من أولئك الذين استضعفوه وقمعوه وداسوا عليه ونهبوه، تنشدون إقامة حكم الله في إيران. فأنتم منتصرون سواء هزمتم أو انتصرتم. فإذا قتلنا فإلى الجنة إن شاء الله، هذا إذا كان جهادنا في سبيل الله، كذلك فنحن إلى الجنة إذا قتلنا أعدائنا، وهم إذا قُتلوا فإلى جهنم وإذا قتلونا فإلى جهنم أيضا.

 

هذا ميزان بين ما هو الهي وبين ما هو شيطاني، فالشيطان وجنوده مهزومون دوماً، والقرآن وجند الله منتصرون دوماً.

 

الدنيا أوطأ مراتب العالم‏

 

إن هذه الدنيا جزء يسير للغاية من هذا العالم، وكلمة الدنيا تعني ذلك الشيء المتدني. والعالم مكون من الطبيعة وما ورائها، وهذه الطبيعة تقع في آخر مرتبة من مراتب الوجود، وهي أوطأ المراتب. ولو أن الإنسان خرج من هذه الدنيا مجاهداً في سبيل الله فهو يرتقي من عالم متدني إلى عالم سام، انه يرتقي إلى عالم فوق هذه العوالم. وإذا كان شيطانياً فإنه سيذهب إلى أسفل السافلين، أي انه سيخرج من هذه الدنيا إلى ما هو أدنى منها، وسيذهب إلى حفرة عميقة في جهنم.

 

إن جند الشيطان وأتباعه يتسافلون درجة درجة، وجند الله والمجاهدون في سبيله يرتقون مدارج الكمال، وكل ما يقومون به من عمل فانه يسمو بهم، أما جند الشيطان فما يقومون به من أعمال شيطانية تنحدر بهم إلى الدرك الأسفل.

 

التربية الإلهية والوحدة الروحية

 

انتبهوا واحرصوا على أن تكون أعمالكم أعمالاً صالحة وأن يكون قيامكم لله وفي سبيل الله. ومن كان له أبناء فليربهم تربية إلهية لا تربية شيطانية. كل من يذهب منكم إلى المدرسة فليحرص على تربية الآخرين تربية إلهية، أنتم معلمون في المدارس فاحرصوا على تربية الأطفال تربية إلهية، وكفوا عن تربيتهم تربية شيطانية.

 

إنني أشكر لكم مجيئكم وتجشمكم عناء المجي‏ء، إنني أدعو لكم وآمل أن نتحلى نحن وإياكم بالوحدة الروحية والوحدة العقائدية بالإضافة إلى الوحدة الظاهرية، وحدة الكلمة التي جمعتكم في مكان واحد وجمعتنا وإياكم في مكان واحدة، وأن نكون جميعاً في صف واحد وننطلق إلى الأمام نحو حكومة العدل الإلهي. حفظكم الله جميعا ووفقكم.

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة