كلمات مضيئة [36] ـ من وصايا الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام:

«يا هشام، إنّ جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها بحرها وبرّها وسهلها وجبلها عند وليّ من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله، كفيء الظلال.

 

ثم قال: أَوَلا حرٌّ يدع (هذه) اللماظة لأهلها - يعني الدنيا -، فليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة فلا تبيعوها بغيرها، فإنّه مَنْ رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس»([1]).

 

كلّ ما على الأرض في مشارقها ومغاربها وبحرها وبرّها وسهلها وجبلها والعالم كله على عظمته لا تعدل عند مَنْ يعرف الله حق المعرفة ويكون من أهل ولاية الله إلا كفيء الظلال.

 

والفيء حاله الزوال ولا أصالة له.

 

والإنسان أحياناً يلتجيء إلى الفيء فراراً من حرارة الشمس، ولكنه لا يقوم بإعداد برنامج طويل الأمد له على أساس هذا الفيء، وإنّما ينظر إليه على أساس أنه أمر سريع الزوال، وأما بناء الحياة فيكون على أساس الرضا الإلهي وفي طريق الله الذي شأنه أنه لا يزال ولا يزول.

 

ثمّ يتابع بقوله: ألا يوجد إنسان حرّ فيترك هذه الدنيا الموصوفة باللماظة!؟ واللماظة هي استرجاع ما بقي في الفم من الطعام أمام الشخص الذي يرغبه.

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

 [1] ـ تحف العقول، صفحة: 391.