عندما دعا الإمام الراحل آية الله الخميني قدس سره إلى اعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس، لم يكن الامر عبارة عن كلمات حماسية تقال وتنسى ولا حديث سياسي تذروه الرياح بعد ساعات ويبقى عالقا فقط في ذاكرة اليوتيوب او الصحف الورقية.

 

ان الدعوة تحولت الى حالة دولية حقيقية لنصرة القدس واصبحت الملايين من الاقصى الى الاقصى تخرج لنصرة الاقصى، مشكلة ارقا حقيقيا للاحتلال الاسرائيلي الذي يتابع في كل عام المسيرات التي تخرج من طهران الى صنعاء فبغداد فدمشق فبيروت فالقدس الى اليمن الى الدول الاروربية والامريكية ، لماذا تحولت الدعوة الى حالة جماهيرية كما اسلفنا ؟ الاجابة لان الامام الخميني اقرن القول بالفعل والحديث بالعمل فكانت هذه النتيجة ، لم تتوقف الجمهورية الاسلامية الايرانية عند شعارات فارغة وكلمات رنانه وخطابات عصماء بل عملت على الارض اكثر مما تحدثت من خلال تقديم الدعم الكامل غير المشروط للمقاومة سواء في فلسطين او في لبنان، دعم باعتراف اصحاب البندقية كان هو الاساس في الانتصارات التي حققت منذ العام ٢٠٠٠ وحتى اليوم والتي افقدت الاحتلال الاسرائيلي هيبة الردع وانهت اسطورة الجيش الذي لا يقهر ، الجمهورية الاسلامية الايرانية في عهد الامام الراحل وفي عهد الامام الخامنئي هي الرافد والشريان المغذي لكل الرافضين للهيمنة الامريكية والعدوان الاسرائيلي والمقتنعين بان الحق يحتاج الى قوة تسانده كي يثبت ويعم ولا يندثر ويتحول الى هباء منثورا ، ان العمل هو الذي يثبت صدق الحق والحقوق وصدق الكلمة بينما الكلمة قد تلهب مشاعر الجموع وتغذي فيهم الفكر الثوري وتجعلهم يستعدون للتضحية بكل غالي ونفيس من اجل قضية ما، لكن ان تخاذل العمل وغاب الفعل سيغيب الحماس ويخفت البريق وتتلاشى الافكار الثورية وينضب الشغف الجماهيري وهذا ما حدث مع الكثير من الانظمة العربية التي لم يتوافق قولها مع فعلها فغاب من يصدق قولها واشاح من كان يسير خلفها براسه لا بل لوى عنقه عنها، ان القضية الفلسطينية قضية ترتبط بعقيدة لدى الامة الاسلامية فمن اراد ان يحملها عليه ان يفهم بان العمل فيها هو الاصل والقول يصدقه العمل ، فالقول ان خاب فعله غاب تاثيره وانتهت قدرته على تعبئة الجماهير وهذا ما لم يحدث منذ اكثر من اربعين عاما ، فيوم القدس زاد المؤمنون بالقضية وباتت الالاف التي تحمل الثورة نحو فلسطين عشرات الملايين اليوم في كل اسقاع الارض .

 

فارس الصرفندي ـــ قناة العلم