كلمات مضيئة [25]ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟:

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

 

« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ 

 

قيل: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

قال: الهّين اللّين القريب السهل».([1]) 

 

يقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إن هناك صفات أربعة إذا وجدت في المؤمن فإن الله تعالى يحرِّم عليه النار. وهي: 

 

1 ـ الهيّن، أي الشخص الهادئ الذي لا يصرخ ولا يثور بالباطل، والهيّن إذا كانت صفة للفعل فتأتي بمعنى السهل، قال الله تعالى «قال ربك هو عليّ هيّن» أي سهل.

 

 2 ـ الليّن، أي الشخص اللطيف الناعم الذي لا يكون صعباً وقاسياً في علاقته الاجتماعية.

 

 3 ـ القريب، أي الشخص الذي يمكن الاتصال والارتباط به والوصول إليه. وليس المراد من القرب هنا القرب المكاني بل القرب من الناحية الروحية والعملية. فإن بعض الناس يكونون قساة وسيئي الأخلاق إلى حد لا يمكن التكلم معهم ولا إقامة العلاقات معهم.

 

4 ـ السهل والأصل فيه الأرض المنبسطة في مقابل الأرض الوعرة غير الصالحة للزراعة.

 

طبعاً ليس المراد أنه يجب التحلي بهذه الصفات في كل الحالات والموارد والظروف، لأنه في مثل الجهاد تجب الشدة والقسوة على الكفار وبالنسبة للقيم والأصول العقائدية لا يجوز التسامح والتساهل فيها بل يصدق في موردها قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون). وإنما المقصود أنّه في العلاقات الاجتماعية والمعاملات والتصرفات مع الناس وخاصة بالنسبة للمؤمنين الذين يتواجدون في المناصب والمراكز، يجب أن يكونوا مع الناس رحماء ويعاملونهم برفق وبلطف ولين.

 

فإنهم إذا كانوا في تعاملهم مع الناس واجدين لهذه الصفات كان الله راضياً عنهم وحرّم عليهم النار يوم القيامة. 

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

     [1] ـ الخصال / باب الأربعة / ح 83 .