[ 20 ] ـ ومن حِكَم أبي عبد الله(عليه السلام): 

«وقيل له: مَنْ أكرم الخلق على الله؟

فقال (عليه السلام): أكثرهم ذكراً لله، وأعملهم بطاعة الله.

قلت: فمَنْ أبغض الخلق إلى الله؟

قال (عليه السلام): مَنْ يتهم الله.

قلت: أحدٌ يتهم الله؟

قال (عليه السلام): نعم، مَنْ استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط فذلك يتهم الله.

قلت: ومَنْ؟

قال (عليه السلام): يشكو الله.

قلت: وأحدٌ يشكوه؟

قال (عليه السلام): نعم، مَنْ إذا ابتلى شكى بأكثر ممّا أصابه.

قلت: ومَنْ؟

قال (عليه السلام): إذا أُعطي لم يشكر وإذا ابتُلي لم يصبر.

قلت: فمن أكرم الخلق على الله؟

قال (عليه السلام): مَنْ إذا أُعطي شكر وإذا ابتُلي صبر»([1]).

أكرم الخلق عند الله تعالى أكثرهم ذكراً لله تعالى وأكثرهم عملاً بطاعة الله.

وإذا أُعطي النعم شكرها وإذا ابتُلي بالمصيبة صبر عليها وتحمّلها.

وأبغض الخلق إلى الله تعالى الذي يطلب من الله أن يقدّر له الخير في الوقائع والحوادث التي تعرض له في حياته فإذا جاءت الأمور والحوادث على خلاف ميله ورغبته سخط على الله تعالى الذي يعلم بما يصلحه وبما يفسده، واتهمه ـ والعياذ بالله - بأنه لم يعطهِ الخير. 

ومثله الشخص الذي يشكو الله تعالى (أي أنه عند المصائب والمشاكل التي تعرض عليه يعطيها أكثر من واقعها ويضخّمها كثيراً).

وكذلك الشخص الذي لا يشكر النعم الإلهية وفي الصعوبات والمشقات لا يصبر ولا يتحمّل بل يجزع ويفزع.

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

     [1] ـ تحف العقول صفحة: 364.